إعلان

جريمة بسبب صفعة.. "كريم" انتقم من زيزو بالرصاص على القهوة في كرداسة -(صور)

12:11 م الثلاثاء 06 نوفمبر 2018

كتب- صابر المحلاوي:

استشاط "كريم ناصر" غضبًا، بعدما صفعه صديقه "سيد حامد"، 30 سنة، على وجهه، أمام الجيران داخل مقهى يمتلكه في منطقة كرداسة، حتى حضر والدا الاثنين، وجلسا في منزل "سيد" للتصالح، لكن الشاب الذي لم يتجاوز الـ25 سنة، قرر الانتقام، واتفق مع صديق له الذهاب بصحبته إلى المقهى بدراجته النارية "موتوسيكل"، وكان يحمل سلاحًا آليًا، وفور وصولهما فتح النار على المقهى وقتل سيد وآخر كان جالسا بالمقهى.

ترجع أحداث تلك الواقعة إلى الساعة الحادية عشرة، مساء السبت الماضي، حيث وقعت مشادة كلامية بين المتهم والضحية، بسبب خلافات مالية؛ إذ طالب الأخير من المتهم أثناء جلوسه على مقهى يمتلكه برد مبلغ مالي مدان به، إلا أن الأمر تطور إلى مشاجرة، تدخل الحضور للفصل بينهما، قبل أن يصفعه الضحية على وجهه أمام المتواجدين.

دقائق معدودة، وحضر والد "كريم" إلى منزل "سيد" لمقابلة والده وبحضور العائلتين، وعقدوا جلسة صلح بينهما، اعتذر خلالها "سيد" على فعلته: "معلش يا كريم ما تزعلش"، وتعهد والد كريم بدفع المبلغ المدان به أمام الجميع، وانصرفا الطرفان في سلام.

بعد نصف ساعة تقريبًا عاد "كريم" مع آخر يتولى مسؤولية قيادة دراجة نارية "موتوسيكل" وهو يحمل سلاحا آلي خلفه، وفور وصوله أمام المقهى توقف بدراجته وفتح المتهم النار على المتواجدين بالمقهى ما أدى إلى وفاة "سيد" وشخص آخر يدعى "زيزو" كان جالسا، وفرا هاربين.

"مصراوي" انتقل لشارع "المفاحم" المتواجد بمنطقة كرداسة، شمال محافظة الجيزة؛ الأفواه مُغلقة، المكان تحول إلى ثكنة عسكرية، شيء من الخوف يسيطر على أهالي المنطقة، كلما اقتربت من أحد للاستفسار عما حدث لا يجيب: "ما نعرفش حاجة.. وما حدش هيقولك حاجة الأفضل تمشي من هنا".

تحركات متوترة وترقب، هكذا ظهرت منطقة كرداسة، حركة لا تتوقف من أفراد فريق قسم الشرطة، صمت يقطعه على فترات متباعدة صوت "سارينة" دورية شرطية تجوب المنطقة، سيارات أمنية أمام كل شارع، قيادات أمنية توافدت بالمنطقة من أجل تحقيق السلام بها: "إحنا هنا عشان سلامة النا؛س تحسبا لوقوع أي مشكلة.. المنطقة كلها عرب وزي الصعايدة بياخدوا بالثأر"، قالها قائد الحرس المكلف بتأمين المكان.

أمام منزل مكون من طابقين بواجهته مقهى مغلق (محل الواقعة)، جلس شقيق الضحية على اعتابه، بملامح غضب على وجهه، قال بنبرة حادة ردًا على الاستفسار عن الحادث: "معندناش ميت إنت جاي عنوان غلط اسأل في حتة تانية".

في هدوء تام، أنهت أسرتا سيد حامد سلامة، و"زيزو" ليلة أمس، تصاريح دفنهما، ولم يتلقوا عزاءهما "ما حدش بياخد عزا غير لما تارهم ييجي الأول"، قالها أحد الأهالي قبل أن يكمل: "إحنا عائلات من العرب، وحق ولادنا مش هيروح سهل".

يقول الحاج "جبران. ن" أحد أهالي المنطقة: "يا بني أهل القاتل سابوا البلد، وقفلوا بيوتهم ومشيوا من هنا، وزي ما انت شايف ما حدش هيتكلم معاك بخصوص الحادث".

يكمل الحاج الستيني في حديثه: "ما حدش هيرضى يتكلم معاك الناس هنا كلهم عائلات وعيلة الضحية ييجي 70 ألف شخص في كرداسة، ومن ساعة اللي حصل الأمن هنا وبيدور على اللي كان مع المتهم اللي سلم نفسه لقسم الشرطة، وقت وقوع الجريمة، لو مجتش من الأمن واتمسك أهل الضحية هيجيبوه وهيقتلوه".

"المتهم سلم نفسه للقسم علشان خاف لحد يقتله، لكن هيروح فين مسيره يطلع والتار يتاخد"، كلمات جاءت من أحد المتواجدين بالمنطقة رافضًا ذكر اسمه "يلّا ربنا يصبر أهل زيزو وسيد".

أوضحت المعاينة الأولية أن المتهم الرئيسي أطلق عشوائيا نحو 30 عيارًا ناريًا "خزينة كاملة" أمطر بها مرتادي المقهى، ولاذ بالفرار صحبة آخر الذي تولى مسؤولية قيادة الدراجة النارية.

جهود البحث والتحري لرجال المباحث تحت إشراف العميد عاصم أبوالخير، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، توصلت إلى أن عامل أحضر شخص من أصدقائه، واستقلا دراجة نارية، وفتح النار من بندقية آلي على المقهى، ما أسفر عن مقتل مالك المقهى إثر تلقيه طلقة بالرقبة، وعامل تواجد بالصدفة بطلق ناري بالبطن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان