"أوفر دوس".. تفاصيل وفاة شاب داخل سيارته بعد جرعة "هيروين"

كتب- طارق سمير ومحمود السعيد:

انتهى "محمد. ع" ورفاقه الثلاثة من تعاطي كمية من مخدر الهيروين، داخل إحدى الشقق السكنية في عين شمس، ورحلوا جميعا ليكملوا سهرتهم في كافيه بالمنطقة، وخلال سيرهم في سيارة الأول (محمد) أغشى عليه فجأة، وانزوى على جانب الطريق المؤدي لمستشفى عين شمس التخصصي، فحاول مرافقوه إفاقته.. لكنه قد فارق الحياة، فغطوا وجهه، وتركوه داخل السيارة، وفروا هاربين.

المتوفى،33 سنة، لدية 5 أشقاء (بنتان و3 أولاد)، ويعمل على سيارة تاكسي لتكوين نفسه، لكن قبل سنوات قليلة أقبل على تعاطي مخدر الهيروين، خاصة بعد فشله في الزواج أكثر من مرة بسبب تعثره المادي، يقول "م. ن- جار محمد" لمصراوي، ويكمل: "محدش كان يتخيل إنه بيتعاطى مخدرات، ومش باين عليه، طول النهار في الشارع وبيرجع بالليل".

الجمعة الماضي، عثر أهالي شارع جمال عبدالناصر، على شاب جثته "منتفخة"، وتنبعث منه رائحة توحي بأنه متوفى منذ أيام، خاصة أن السيارة "راكنة" بالشارع قبل 4 أيام، وفق تصريحات حارس عقار- رفض ذكر اسمه لمصراوي.

يصف حارس العقار شكل الجثة بأنها كانت موضوعة على المقعد المجاور لمقعد القيادة، ورأس المتوفى مائلة "للمسند" الخلفي ومغطاة "بجاكيت أسود"، قائلا: "ما حاولناس نمسك أي حاجة وبلغنا الشرطة".

بعد دقائق معدودة وصل رجال مباحث القسم والنيابة المختصة، وفريق من الأدلة الجنائية. أمرت النيابة بعرض المتوفى على الطب الشرعي لمعرفة أسباب الوفاة، وتم رفع البصمات للتمكن من الوصول للجناة، ومن ثم تفريغ الكاميرات المحيطة بمحل السيارة، حيث كشفت أن الشاب كان رفقة 3 آخرين هربوا بعد وقوف السيارة بدقائق.

توصلت التحريات إلى أن آخر من تحدث مع "محمد" عبر الهاتف قبل وفاته صديقه "مايكل"، فقبض عليه، وأرشد عن اثنين آخرين تم القبض عليهما أيضا، وقالوا جميعهم أمام رجال المباحث إنهم معتادون على الجلوس بشقة "مايكل" في منطقة العشرين بعين شمس لتعاطي المخدرات، ويوم الواقعة لم يتحمل "محمد" الكمية التي تناولها، ومات خلال قيادته السيارة، "شرب أوفر دوس" على حد تعبيرهم.

وأضافوا: "خفنا وجرينا بعد ما غطينا وشه، وما رضناش نبلغ حد من أهله"، وعند عرضهم على النيابة قررت إخلاء سبيلهم، لعدم وجود شبهة جنائية بالقضية، وفق تقرير الوفاة المبدئي، وإن سبب الوفاة تعاطي المخدر.

عرف أهالي المتوفى الواقعة بعدما ورد إليهم اتصال من رجال القسم، بعد الكشف عن هوية الجثة من خلال أرقام السيارة، فيما رفض الأهالي الحديث لمصراوي عن المتوفى مكتفين بالرد: "القضية في النيابة وربنا هيظهر الحقيقة".