لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بروفايل| محمد شرين فهمي.. "قاضي الإرهاب والجلسات الصارمة"

09:30 م الأربعاء 26 ديسمبر 2018

كتب- محمود الشوربجي وطارق سمير:

المستشار محمد شيرين فهمي، اسم تردد كثيرًا خلال الآونة الأخيرة ليس فقط لرئاسته هيئة المحكمة التي تنظر محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات الإخوان في اقتحام الحدود الشرقية، ولكن لارتباطه بعدد من القضايا الشائكة والمتعلقة بالإرهاب.

رئيس الدائرة "11 إرهاب"، هامته عالية. مهيب الطلعة. مهندم الثياب.. يَحدج الحاضرين في محاكماته من المحامين والمتهمين بنظرات حادة لا تقبل التهاون أو الخلل بسير الجلسات، لم يحتج يوما إلى "مطرقة القضاة" يدب بها على منضدته للحد من الضوضاء، فسيرته المنضبطة كفيلة بعدم نطق أي من المتواجدين بأي بحرف دون إذنه.

أرسى خلال محاكماته، قواعدًا لا يمكن الاستغناء عنها؛ على رأسها غلق الهواتف المحمولة من قبل المحامين ومندوبي وسائل الإعلام، وإلا تعرض المخالف للسجن 24 ساعة، وكذلك منع الحديث بين المتهمين داخل القفص، أو النطق بكلمه إلا بتوجيه منه شخصيًا حتى لا يتعرض أي متهم لتحريك دعوى جنائية ضده بتهمة إهانة القضاة.

آخر الأحكام الصادرة في هذا الصدد، عاقبت المحكمة، المتهم محمد البلتاجي بالحبس سنتين بتهمة إهانة المحكمة، خلال جلسة الاستماع لشاهدي الاثبات، رئيس مكتب مخابرات حرس الحدود، ورئيس مخابرات شمال سيناء في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"اقتحام السجون"، بعدما تعمد السخرية من حديث الشاهدين.

أسند إلى المستشار شرين فهمي طيلة السنوات الماضية، عددا من القضايا التي أثارت الرأي العام، وحظت باهتمام شرائح المجتمع المختلفة، حتى بات أحد أبرز وجوه السلك القضائي، وهو ما وضح من خلال كم القضايا المُثيرة التي عرضت عليه، فقوة شخصيته ربما هي السمة المميزة له، وجعلت منه قدوة لكثير من الذين رافقوه ليس في الجانب العملي فقط، ولكن في أمور الحياة جميعها.

عُرف عن "فهمي" الانضباط في إدارة الجلسات، ليس فيما يتعلق بالمتهمين داخل قفص الاتهام فقط، ولكن مع كافة من يتواجد داخل قاعة المحاكمة من دفاع وإعلاميين وصحفيين، واشتهر"فهمي" بالمساواة بين الجميع متخذًا القانون الفيصل بين الملتزم والمتجاوز خلال جلسات المحاكمة.

منذ أن التحق "فهمي" بالسلك ولم تشبه شائبة تؤثر على سير عمله، فقد تدرج في كافة المناصب الطبيعية حتى وصل منصه الحالي، حيث تقلد منصب رئيس نيابة التهرب الضريبي، ورئيس نيابة الشؤون المالية، ورئيس نيابات مجمع مصر الجديدة، ورئيس نيابة الأموال العامة العليا، ومحامي عام نيابات الإسماعيلية، وشمال القاهرة وشرق القاهرة.

شغل "فهمي" منصبًا قياديًا بمكتب شؤون أمن الدولة وعمل بالتفتيش القضائي وتولى عضوية محكمة الجنايات منذ العام 1995 وحتى 1999، وعمل منذ العام 1999 حتى 2005 بمكتب شؤون أمن الدولة، حتى شغل منصب رئيس محكمة جنايات القاهرة، ويرأس "فهمي" حاليًا الدائرة الحادية عشرة بمحكمة جنايات القاهرة والمخصصة للفصل والتحقيق في العديد من قضايا الإرهاب التي تتعلق بقادة جماعة الإخوان.

اختير المستشار محمد شيرين فهمي للفصل في واحدة من قضايا الإرهاب الخاصة بالقياديين الإخوانيين محمد البلتاجي وصفوت حجازي والمعروفة إعلاميًا بتعذيب شرطيين باعتصام رابعة العدوية، بعد اتهامهما وآخرين باختطاف ضابط وأمين شرطة واحتجازهما قسريًا، وتعذيبهما داخل مقر جماعة الإخوان بميدان رابعة العدوية.

تولى "فهمي" مهمة الفصل في قضية حازم صلاح أبو إسماعيل مؤسس حزب الراية السلفي والمرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية، والمتهم فيها بتزوير محرر رسمي وهو إقرار عدم تجنس أي من والديه بجنسيات أجنبية.

"خلية الظواهري" واحدة من القضايا التي أدارها المستشار شرين فهمي بحنكة شديدة، وفي 15 أكتوبر 2015 قضت محكمة جنايات القاهرة، برئاسته ببراءة المتهم الرئيسي في القضية، محمد ربيع الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، وحكمت بإعدام 10، والمؤبد لـ32، والسجن المشدد 15 عامًا لـ18 ، وبراءة 16 آخرين.

في 2014؛ أمر "فهمي" قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة -آنذاك-، بإحالة 60 قاضيًا من مختلف الدرجات القضائية، إلى مجلس التأديب والصلاحية، مطالبًا بعزلهم من مناصبهم القضائية وذلك على ذمة قضية بيان دعم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وكان ذلك القرار في ختام التحقيقات التي جرت معهم، والتي انتهت إلى إدانتهم بمناصرة فصيل سياسي، هو تنظيم الإخوان، عبر توقيعهم على بيان بهذا الشأن في 24 يوليو 2013.

"كتائب أنصار الشريعة" واحدة من القضايا التي أدارها "فهمي" بحزم وقوة، ففي 27 يونيو 2016، أمرت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة "فهمي"، بتحريك الدعوى الجنائية ضد المتهمين في قضية "أنصار الشريعة" وفقاً للمادة 244 من قانون الإجراءات الجنائية ومعاقبتهم بالمادة 33 من قانون العقوبات، وذلك لاتهامهم بـ"إهانة المحكمة" أثناء الجلسة.

الكفاءة في تولي كبريات القضايا مثل "اقتحام الحدود الشرقية" التي يُحاكم على ذمتها الرئيس الأسبق محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان، ليست بالأمر الجديد، فخلال سماع شهادة رئيس الجمهورية الأسبق حسني مبارك، بجلسة اليوم ومن قبله وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، اتسم "فهمي" بالهدوء والحنكة في إدارة سير الجلسات حتى إنهاء سماع أقوال الشهود بالطريقة التي خرجت بهم الجلسات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان