بعد غياب 8 أيام.. والد الطفل المقتول بسوهاج: انتظرت اتصالًا من خاطفين
سوهاج – عمار عبد الواحد :
ثمانية أيام، لم تكفّ أسرة يوسف علي سعد، الطفل البالغ 3 سنوات، عن البحث عنه في قرية جزيرة المنتصر، التابعة لمركز المنشأة، جنوب محافظة سوهاج، أو القرى المجاورة، بعد تغيبه يوم 3 فبراير الجاري، طرقوا أبواب القرية، خرجوا بسيارات، و"تكاتك" عليها مكبرات صوت، تردد جمل وعبارات، باسم وأوصاف الطفل، ولون ملابسه، بحثًا عنه، راجين من الله أن يجدوه عند أحد أهالي القرية أو القرى التي بحثوا فيها عنه، أو يعطيهم أحد أي معلومة تُفيدهم في العثور عليه.
مرّت الأيام الثمانية كسنوات ثمانية، وعاد والده الذي يعمل حدّادًا بالمملكة العربية السعودية، للمشاركة في عملية البحث عن صغيره المفقود، كانوا ينتظرون أمام هواتفهم المحمولة، يتشوقون لسماع كلمة من مختطف ابنهم يطلب فدية، يتشوقون لسماع معلومة عن مكانه، دون جدوى.
عاش الأب والأم على أمل أن تُثمر محاولاتهم وأن يجدا طفلهما، ليُفاجأوا بجثته أمام المنزل، أمس السبت، وظهرت على الجثة علامات حول الرقبة تشير تعرضه للخنق، إضافة إلى كدمات وسحجات متفرقة بالجسم، دون ترك أي دليل أو علامة تساعد في كشف غموض الواقعة.
قال علي سعد، والد الطفل، لــ"مصراوي" إنه فور علمه بتغيب ابنه "يوسف"، حجز طيران مباشرة، وعاد إلى البلدة ليبحث عنه، موضحًا "ليس لدي أية عداوات أو خصومات أو مشاحنات، وعلاقتي طيبة مع الجميع".
"أفوّض أمري لله سبحانه وتعالى".. هكذا عبّر "علي" عن دهشته، وذهوله، من العثور على ابنه جثة هامدة ملقاة أمام المنزل، وبها إصابات متفرقة بالرقبة والجسم.
وأقسم والد الطفل أنه لو علم الذي قتل ابنه، وأفقده فلذة كبده، لفتك به وقتله، حتى يلحق بابنه البريء الذي لم يقترف ذنبًا ليُقتل، ويلقى أمام منزله.
فيما أصيبت الأم فور مشاهدتها لجثة طفلها أمام المنزل بنوبة بكاء وصراخ هستيرية، أصيبت بعدها بحالة إغماء، فاقت بعدها بسويعات لم تستوعب بعدها ما حدث، فعادت من جديد للبكاء المتواصل حتى الآن.
لم يكن لدى الأسرة الصغيرة سوى "يوسف"، وهو الابن الأكبر، و"يزيد" الابن الأصغر، قال والدهما أن فقدان الابن بهذه الطريقة لا يعوضه أي شيء في العالم، وأشار إلى أنه منشغل بكشف الغموض عن الواقعة التي وصفها بـ"الغربية" و"غير المفهومة".
كان اللواء عمر عبد العال، مدير أمن سوهاج، تلقى إخطارًا من مركز المنشأة بالواقعة، فكلف بالتحرّي فيما وراءها، وأشرف على التحريات اللواء خالد الشاذلي، مدير المباحث الجنائية.
وأوضحت التحريات العثور على جثة الطفل "يوسف علي سعد"، 3 سنوات، ويقيم بذات الناحية، مصابة بكدمات وسحجات متفرقة بالجسم والرأس، وأفاد والد الطفل أن ابنه متغيب عن المنزل بتاريخ 3 فبراير الجاري، وأنه لم يتلق اتصالًا هاتفيًا بدفع فدية من أحد، وأنه بحث عن الطفل في القرية، والقرى المجاورة دون جدوى.
ونُقلت الجثة إلى مشرحة المستشفى المركزي، وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحرّي حول الواقعة لكشف غموضها، وضبط مرتكبيها، وحُرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة التحقيقات.
فيديو قد يعجبك: