بالصور.. قاتل ابنه بالخانكة: "كنت عايز أربيه واعرفه غلطه بس"
القليوبية - أسامة علاء الدين :
"كنت عايز أربيه واعرفه غلطه بس ومكنتش أقصد اقتله"، هكذا بدأ الميكانيكي، قاتل ابنه بالخانكة، اعترافاته للنيابة، مضيفًا "كنت عايز أمنعه من السكة إللي كان ماشي فيها، وأمنعه عن السرقة"، مشيرًا إلى أن أعمال ابنه تسببت في فضيحته، وأنه يكن يمتلك سوى السمعة الطيّبة في منطقته وبين زبائنه.
وقال المتهم وائل. ع، إن الجيران كانوا دائمي الشكوى من ابنه، إذ كان يستدين منهم أموالًا كثيرة، وكان يسرق بعضهم، وكانت الديون والمسروقات تتراكم عليه هو ليدفعها بدلًا عن ابنه، وأوضح أن ابنه كان يستدين ويسرق من أجل "الكيف"، لافتًا "حاولت أمنه لكن فشلت".
كانت بداية الواقعة عندما سرق الابن "دينامو" من ورشة والده، وقال الأب في التحقيقات إن ابنه كان معتادًا على سرقة الأشياء من الورشة، لبيعها بأي سعر، من أجل "الكيف"، وإنه كان يغيب عن البيت لأسابيع.
هذه المرّة أحضره خاله إلى المنزل، وقدّم تعهدًا لوالده حينها، بعدم تكرار السرقة مرة أخرى، وأنه سيتغير، وأوضح المتهم للنيابة أنه بعد انصراف الخال، أخذ في نصيحة ابنه لكي يتوقف تمامًا عن السرقة، وألا يعود إلى مثل هذه الأفعال مرة أخرى، ففوجئ بتطاوله عليه، وسبّه بأبشع الألفاظ.. فلم يتمالك نفسه وانهال عليه ضربًا بلكمه في وجهه.
وشرح والدموع تُغرق عينيه، كيف وسوس له الشيطان أن يُحضر حبلًا ويخنقه به، وبالفعل أحضر حبلًا سميكًا، وقيّده من يديه وقدميه، وربط الحبل حول رقبته، ولم ينتبه إلا لصراخ الأم التي صرخت قائلة "كفاية الواد هيموت في إيدك"، وحينها أسرع ووالدته لنقله إلى المستشفى وإنقاذه، لكن بعد فوات الأوان، فقد كان فارق الحياة.
وقال "وائل" إنه نادم على ما اقترف من جرم، لكنه كان قد فاض به الكيل، من أفعال الولد المشينة، ودعا الله أن يغفر له ذنبه.
من جانبها أكدت زوجة المتهم ووالدة المجني عليه، زوجي لم يكن يقصد أن يقتل ابننا، بل كان يريد أن يؤدبه ويجعله يكف عن أفعاله وجرائمه، قائلة والدموع تملأ عينيها "خسرت ابني وزوجي.. ولا أملك سوى الدعاء".
كان العقيد عبدالله جلال، رئيس فرع البحث الجنائي، تلقى إخطارًا من مستشفى السلام العام، بوصول المدعو "عبدالرازق وائل" 16 سنة، عامل، مقيم بدائرة مركز الخانكة بالقليوبية، جثة هامدة، وتبيّن وجود سحجات وكدمات متفرقة بالجسم مع وجود علامات خنق على محيط الرقبة، وجرى التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة.
وقال والده "وائل. ع" 42 سنة، ميكانيكي، إن ابنه سيئ السلوك، وإنه اعتاد الاستيلاء على قطع الغيار من ورشته وبيعها بثمن بخس لا يتناسب مع قيمتها الحقيقية، وأنه اكتشف منذ يومين سرقته مفك كهرباء "دينامو" من الورشة وبيعه.
وعند معاتبته ترك المنزل، ولم يعد ولم يُحرر محضرًا بغيابه، لاعتياده على ذلك، وفي وقت لاحق عُثر على نجله عقب صلاة العشاء ملقى بجوار المنزل في حالة إغماء فقام وزوجته بنقله للمستشفى، وتبين وفاته، ولم يتهم أحدًا بارتكاب الجريمة.
وعُرضت المعلومات على اللواء إيهاب خيرت، مدير أمن القليوبية، الذي كلّف اللواء محمد الألفي، مدير المباحث الجنائية بالتحرّي عن الواقعة.
وبعد فترة من التحريات، جرى التوصل إلى معلومات تُفيد بقيام خال المجني عليه، المدعو "أحمد. م"، 19 سنة، سائق، ومقيم بالمرج بمحافظة القاهرة، بالبحث عن المتوفى حتى عثر عليه، واصطحبه، وسلمه لوالده بورشته.
ومع مناقشة الوالد وابنه مرة أخرى، ومواجهته بمعلومات التحريات الجديدة، اعترف تفصيليًا بارتكاب الجريمة، وأضاف أنه عقب عودة نجله اصطحبه إلى المنزل ووثّقه من كلتا يديه، وقدميه بحبل، وحاول خنقه، حتى خارت قواه، فقام على الفور باصطحابه بمساعدة زوجته إلى مستشفى السلام في محاولة منهما لإسعافه لكنه فارق الحياة.
وأضاف المتهم أنه ادعى ذلك خشية المساءلة القانونية، وأرشد عن الحبل المستخدم في الواقعة داخل مسكنه، وجرى التحفظ عليه.
وبسؤال والدة المتوفى المدعوة "ست الكل" 37 سنة، ربة منزل، أيدت ما سبق، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1320 إداري مركز الخانكة لسنة 2018، وأحيل المتهم للنيابة التي أصدرت قرارها السابق.
فيديو قد يعجبك: