بعد خروج بناته للمدرسة.. سائق الإسعاف ذبح زوجته الممرضة و"قعد ساعتين جنب جثتها"
كتب- فتحي سليمان وسامح غيث:
اعتاد "مجدي" نقل القتلى والمصابين، فظروف عمله كسائق إسعاف تدفعه لرؤية الجثث والدماء كل صباح، لكن هذه المرة اختلف الأمر فالضحية زوجته فاطمة، والفاعل هو، ولم يهرب أو يفكر في نقلها إلى المستشفى لإسعافها، بل جلس جوار جثتها لمدة ساعتين حتى اكتشفت شقيقتها والجيران الجريمة، وألقت الشرطة القبض على المتهم.
صباح الثلاثاء الماضي، استيقظ مجدي 58 سنة، وزوجته فاطمة 39 سنة، وكعادتها جهزت الزوجة وجبة الإفطار، عقب خروج الأطفال إلى المدرسة، غير أن خلافاً جديداً نشب بينهما، تسبب في مقتل الزوجة، ذبحاً على يد زوجها بسكين المطبخ، وجلس جوار جثتها حتى جاءت شقيقة الزوجة واكتشفت الجريمة وظلت تصرخ في الجيران: "قتلها المجرم.. انتو كنتو فين.. انتو مش عايشين هنا".
حضرت أسرة المجني عليها بعد الجريمة، وفي هذه اللحظة خرج الزوج إلى الشارع، في حالة هيستيرية ممسكاً بالسكين الملطخة بالدماء، ووقف أمام العقار الذي يقطن به، ودخل في مشاجرة عنيفة مع شقيق الزوجة، وكاد أن يقتله وتسبب في إصابته بقطع في يده، ولولا تدخل أهالي المنطقة يقول طارق أحد الجيران: "أخويا محسن الجزار مسك ايده واخد منه السكين بالقوة وقاله مش كفاية قتلت مراتك".
"انت موت اختي"، انتابت حالة هيستيرية، شقيق الزوجة المجني عليها، وظل يوجه شتائم للقاتل حتى جاءت الشرطة، وتم القاء القبض على المتهم، والنيابة العامة لمعاينة مسرج الجريمة، وأمرت بنقل جثة القتيلة إلى المشرحة.
يقول "محمد حسن" أحد سكان البلوك رقم 119 بمساكن كوم الغراب، في مصر القديمة إن الزوج المتهم كان متشددا في علاقاته بجيرانه وكان يوجه أسرته بعدم التعامل مع الجيران، حتى أن الزوجة ضاقت من طريقة معاملته واشتكت لإحدى جاراتها وأخبرتها أنها ملت من طريقته وكثرة الخلافات معه والتي تسببت في طردها من منزلها آخر يومين.
"بيغير عليا من المدرسين بتوع العيال، حتى لما أكلم حد فيهم اتابع معه مستواهم تحصل مشكلة".. كلمات الزوجة القتيلة لخصت حجم مأساتها مع زوجها فتوجهت بتلك الشكوى إلى أحد الجارات التي أفصحت عنها بعد الجريمة. وبدأ يتناقلها الجيران، يضيف محمد: "كلمة حق.. الست كانت محترمة جداً ومنتقبة وبتحفظ القران لأطفال الجيران وساكنين هنا من زمان، مشوفناش عليها أي حاجة وحشة.. لكن زوجها كان شديد الغيرة، وقبل الجريمة بيوم واحد كانت غضبانة عند أهلها ولسة راجعة البيت ليلة الواقعة".
ظهرت علامات الألم والحزن على وجه شقيق المتهم "علام" ويعمل مديراً بالضرائب العامة، أثناء مجيئة إلى شقة شقيقة المتهم لغلقها عقب قيام النيابة العامة باصطحاب المتهم لتمثيل جريمته، ورفض علام التعليق على الجريمة قائلا: "الحادثة مؤلمة وربنا يصبرنا.. الحمد لله".
بالقرب من العقار كان عم محسن صاحب محل الجزارة، وأحد شهود العيان، متوقفاً وعند الاستفسار منه أكد أنه لم ير الجزء الأول من الجريمة، المتعلق بمقتل الزوجة لأنه حدث داخل الشقة أما في الشارع فتدخل للفض بين القاتل وشقيق الضحية، ونجح في الفصل بينهما بعدما كاد أن يذبحه الجاني وأصابه في يده بقطع في الوتر.
يؤكد محسن أن المتهم ليس طبيعياً: "قبل الجريمة بأسبوع، فيه كلب كاد أن يعض نجلة المتهم فقام بدهسه بسيارته الأجرة وأحضر مفك من السيارة وظل يطعن فيه بعد موته أمام جميع الجيران والمارة".
داخل العقار ساد الصمت بعد الجريمة، بين جميع الجيران، يقول أحمد: "والدتي شافت المجني عليها وهي غرقانة في دمها ومرمية على الأرض وأختها بتصرخ وتقول كنتوا فين لما موتها".
تشديدات المتهم على أسرته بعدم التعامل مع الجيران، وتعليماته المتكررة جعلت اختلاطهم بالجيران، شبه منعدم يتلخص في تبادل السلام، دون التطرق إلى أي أحاديث جانبية، وعدم التدخل عند حدوث أي مشاجرة بينهم. "مبنسمعش لهم صوت ولا بنتدخل معهم في أي حاجة.. هما محترمين جدا" يقول عبدالرازق أبو هاشم محاسب بالسكة الحديد، مضيفا: "علاقتنا بيهم محدودة جداً.. معه 3 بنات الكبيرة عندها 14 سنة، ومشوفناش منهم أي حاجه وحشه".. ينهي عبدالرازق كلامه مؤكداً أن سبب القتل مازال غامضاً بين جميع الجيران: "البيوت أسرار".
وقالت مديرية أمن القاهرة في بيان لها إن المتهم أنهى حياة زوجته الممرضة، بعدما سدد لها طعنات أودت بحياتها إثر مشاجرة بينهما بسبب خلافات زوجية، وأصُيبت الزوجة بطعنة نافذة في الرقبة، وجرح بالصدر وآخر قطعي باليد.
وكشفت التحريات حدوث مشادة كلامية بين المجني عليها وزوجها تطورت إلى مشاجرة قام على إثرها المتهم بالتعدي عليها بـ"سكين مطبخ" وتم نقلها إلى مشرحة مستشفى قصر العيني.
وقال المتهم أمام جهات التحقيق، إن الشك في سلوك المجني عليها وسابقة علاقتها مع طبيب بالمستشفى الذي كانت تعمل به، وخلافاتهما المتعددة هو الذي دفعه لارتكاب الجريمة لأنها دائماً ما كانت تغادر منزلها إلى بيت والدها في صفط اللبن. وتستقوي بأشقائها ضده.
واوضح المتهم في اعترافاته ان زوجته المجني عليها تركت الشغل منذ عدة أشهر بالمستشفى الذي كانت تعمل به بعد ارتباطها بعلاقة آثمة مع طبيب بالمستشفى وعندما علم بعض الجيران بتلك الواقعة عايروه فدبت بينه وبين زوجته المشاكل العائلية ولَم يعد يطيق العيش معها، ومثل المتهم جريمته أمام فريق النيابة العامة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات في القضية.
فيديو قد يعجبك: