"غاز الولاعات".. آخر حيل المدمنين لتوفير المزاج
وكالات:
لا يكف المدمنون عن توفير مواد مخدرة بديلة وبعيدة عن أعين الرقابة، وكانت مادة "البوتان" الموجودة في غاز القداحة (الولاعة)، آخر الحيل التي لجأ إليها المدمنون، وفق بيانات ودراسات أجريت مؤخرًا في دولة الإمارات، التي وصل عدد حالات تعاطي غاز الولاعات كمادة مخدرة بها إلى 60 حالة، وفق إحصاءات أجهزة الشرطة في دولة الإمارات.
وذكرت صحيفة البيان الإماراتية أن دراسات متخصصة أكدت أن استنشاق غاز البوتان الموجود في الولاعات يعتبر من أخطر أنواع الإدمان الخفي، الذي تواجهه المجتمعات؛ بسبب توفره وسهولة الحصول عليه، واحتوائه على مواد طيارة تؤثر على الجهاز العصبي للإنسان بشكل أسرع من بعض أنواع المخدرات الأخرى، ويختلط بالدم، وتكمن خطورته في صعوبة الكشف عنه إلا بعد مراحل متقدمة.
وجرمت المادة 41 من قانون مكافحة المخدرات استخدام أية مواد لها تأثيرًا علي العقل، والتي يندرج تحتها تعاطي غاز الولاعات، وهو ما يسمي بغاز "البوتان"، وفقًا لما ذكر العقيد سعيد السويدي مدير عام مكافحة المخدرات.
وأوضح أن القانون جرم تعاطي غاز الولاعات عن طريق الاستنشاق، وأن خبرته في مكافحة المواد المخدرة والتي بدأت قبل 20 سنة، تؤكد أن أي تجربة إدمان يدفع صاحبها الثمن غاليًا.
وأوضح السويدي، في تصريحات صحفية، أن وزارة الداخلية ممثلة بإدارة وأقسام مكافحة المخدرات بالدولة مستمرة في التصدي لهذه الممارسات، والقبض على متعاطي هذه المواد.
ونسقت أجهزة الأمن مع الإدارات المحلية والجهات المسؤولة عن بيع مثل هذه المواد، تمهيدًا لوضع ضوابط لتنظيم عملية بيعها لصغار السن، لتلحق بتنظيمات بيع التبغ والمشروبات الكحولية.
ولجأ المراهقون لإدمان غاز الولاعات لسرعة مفعوله، ورخص ثمنه الذي لا يتعدي 4 دراهم للإسطوانة. واستقبل المركز الوطني للتأهيل حالات تراوحت أعمارهم بين 16 و24 سنة.
وأدى استنشاق "البوتان" في السيارات إلى العديد من حوادث انفجار السيارات، إذ أصيب خمسة شباب في حادثين منفصلين أثناء استنشاق هذا الغاز داخل مركباتهم.
وتبدأ جلسة الإدمان الجماعي في السيارة بإغلاق نوافذها، ثم تفريغ محتوي عبوة الغاز داخل صالون السيارة.
وأوضح العقيد عبدالرحمن محمد العويس، نائب مدير عام مكافحة المخدرات الاتحادية في وزارة الداخلية، أن تعاطي غاز البوتان في دولة الغمارات لا يعد ظاهرة، وتعمل الوزارة بشكل مستمر على تحديث قانون مكافحة المخدرات وإدراج المواد التي تستخدم بشكل غير شرعي وتعرض حياة المواطنين للخطر.
وأطلقت الوزارة مبادرة "مكافح" في إطار مساعدة المدمنين للتخلص من مرضهم.
وقال الدكتور محمد الجينبي، إخصائي الطب النفسي في المركز الوطني للتأهيل، إن إدمان استنشاق غاز الولاعات يمكن كشفه من خلال هبوط مستوى التحصيل الدراسي وسرعة الانفعال والعزلة وقلة الكلام، وهي مجرد مؤشرات مبدئية.
فيديو قد يعجبك: