مصراوي يحاور "طالبي ناهيا" العائدين من الاختطاف: "اللي هيتحرك هيموت"(فيديو)
كتب – فتحي سليمان وسامح غيث:
تصوير: أحمد حسين:
"محدش يضربهم.. واللي يطلبوه هاتوه".. توصيات "المعلم"، زعيم العصابة التي اختطفت طالبي ناهيا "أنس البيدق"، و"علي العدس"، بحسن معاملتهما وعدم الاعتداء عليهما ومضايقتهما.. تلك الأوامر التي لم ينفذها الحارس الخاص بهما، وظل يتلذذ بسبهما طيلة الأيام الخمسة التي قضاها الشابان مقيدين ومعصوبي العينين.
ونفذ 6 ملثمون حادث اختطاف شابين بقرية، يوم الجمعة قبل الماضي، تحت تهديد رصاص بنادق آلية، وطلبوا مليون جنيه فدية مقابل إطلاق سراحهما، غير أنهما عادوا وأطلقوا سراحهما مساء الأربعاء بعد تضييق الخناق عليهما من قبل الأجهزة الأمنية، التي تمكنت بعد ذلك من ضبط 8 من عناصر تلك العصابة ومازالت تلاحق آخرين.
"مصراوي"، التقى "أنس"، و"علي"، بعد عودتهما من الاختطاف، ليرويا تفاصيل 5 أيام قضياها أسيرين تحت رحمة عصابة الملثمين المسلحة.
يقول أنس: "طلعت يوم الجمعة اللي فاتت أنا وعلي عشان نزور عبدالرحمن صاحبنا، وفجأة وقفت عربية جراند سودا نزل منها 6 ملثمون وضربوا نار كتير عشان يخوفوا الأهالي وواحد منهم سألني قالي انت أنس قولتله لأ.. لكنه شدني بالقوة ورماني في شنطة العربية".
ورغم نفيه لأفراد العصابة كونه هو الشخص المطلوب، اقتاده الملثمون داخل السيارة "جراند" رفقة صديقه "علي": "خدونا إحنا الاتنين ووضعوا غمامة فوق عنينا وحطونا في شنطة العربية، وفي الطريق قالولي افتح تليفونك واطلب أبوك ولما طلبت الرقم.. كلموه وقالوا له جهز 500 ألف جنيه عن كل واحد فيهم".. يقول أنس.
يضيف الطالب: "ربطونا في حبل من أيدينا ورجلنا ونزلونا في مكان، كان ظاهر من فتح الباب إنه مخزن كبير أو مصنع، وسمعنا صوت كلاب كتير، حسينا إنها للحراسة".
يلتقط "علي" طرف الحديث، فيتذكر تفاصيل الأيام الخمسة التي قضاها الشابان معصوبي العينين داخل غرفة، أمرهما أحد أفراد العصابة بالانتظار داخلها: "قالوا لنا اقعدوا هنا.. واللي يشيل البتاعة اللي على عنيه دي يعتبر نفسه ميت.. وسمعنا مكالمة حدثت مع الشخص اللي حارسنا وواحد تاني بيقولوا عليه المعلم وصاه إنه يجيب لنا كل اللي عايزينه.. ويشدد الحراسة علينا وميغفلش عننا لحظة".
حاول "أنس" في اليوم الأول مخالفة التعليمات ورفع الغمامة من فوق عينيه، فوجد حارسه يمسك بندقية ألية هدده بها، وأخبره أن الأمر لو تكرر سيكون ثمنه نهايته، لكن "علي" لم يحاول التحدث أو الاعتراض، لذلك لم يكن نصيبه من الإهانة مثلما كان يلقى رفيقه "أنس": "كانوا يقولوا لي يا فرفور.. وانت مش راجل.. ويشتموني شتيمة قذرة أحياناً".
يتذكر "علي" و"أنس" ملامح الوكر الذي احتجزا فيه: "طول الوقت كنا سامعين صوت كلاب، وباب كبير بيتفتح كأنه مخزن، وكانوا مشغلين تلفزيون ومعليين صوته عشان منسمعش صوت الشارع لأنها كانت منطقة سكنية".
"كنا بندخل الحمام بس الحارس كان بيشد الأجزاء ويخلي الباب مفتوح علينا ولما ناكل كان يفك إيدينا ويرجع يربطنا تاني ساعات بأفيز وأخرى بحبل".. يقول "علي" إن اليوم الخامس طالبهم الحارس بتغيير ملابسهم "قالنا كلوا واجهزوا عشان النهاردة هتروحوا.. وحطونا جوه عربية ورموا كل واحد مننا في طريق وقالولنا هتلاقوا أهلكم مستنينكم ولما نزلنا وفكينا الغمامة دوخنا وأهلنا اتفاجئنا إننا روحنا لهم من غير أذى".
تعامل أفراد العصابة مع الطالبين، أكد جمع معلومات عنهما بشكل كامل: "كانوا عارفين كل تفاصيل عننا وتحركاتنا قبل الخطف واحد منهم قالي انت أخوك متجوز قريب".
"أول ما اتصلوا بيا قولتلهم أنا مش هدفع فلوس ومش عايزينهم".. بهذه العبارة رد عادل البيدق والد أنس، على أحد أفراد العصابة الذي طالبه بدفع فدية 500 ألف جنيه عن كل واحد فيهم، مضيفاً: "من أول يوم حررت محضر بمديرية أمن الجيزة، وتم تشكيل فريق بحث كبير ترأسه العميد محمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية وأكتر من 17 ضابطا لم يناموا واشتغلوا معانا بكل جهودهم حتى عاد الشابين".
يشير والد أنس: "لم أتهم أحد في البداية لأنني لم اعرف الخاطفين لكن فريق المباحث نجح في ضبط 8 من أفراد العصابة ومازال يلاحق بعضهم هاربين يترأسهم شخص يدعى "أحمد ر."، وشهرته "بحر"، موجهاً الشكر لفريق البحث: "كل الأجهزة الرسمية والقنوات الشرعية في البلد اشتغلت معانا وشجعونا عشان بلغنا.. ياريت كل اللي يتعرض لحادث زي كده يتشجع وميدفعش فلوس للمجرمين عشان البلد تنضف".
فيديو قد يعجبك: