"نهضة" قتل صديقه بسبب "كوتشي".. وجملة كشفت جريمته
كتب- سامح غيث وفاطمة عادل:
"أنا لسه مشتري منه الكوتشي دا".. كلمات قالها "ممدوح جمعة"، وشهرته "عادل نهضة"، المتهم بقتل شاب في السلام، لأحد المشتبه بهم، قبيل استجواب الأخير، وكانت الخيط الرئيسي الذي دل ضباط قسم شرطة ثان السلام على هوية القاتل.
لم يتردد "نهضة"، 40 سنة، عاطل، في إنهاء حياة محمد مصطفى، 28 سنة، طعنا بسلاح أبيض، لمجرد مطالبة الأخير بثمن "كوتشي" باعه له قبل 10 أيام. طعن القاتل صديقه الشاب بسلاح أبيض وكبل يديه وقدميه بقطعة قماش وألقى به في محل مغلق بسوق مدينة السلام.
مصراوي تواجد أمام المحل رقم 34 بسوق أبو المجد بمساكن ايجيكو 1200، حيث عثر على جثة الضحية، لسماع روايات أهالي المنطقة وشهود العيان حول تفاصيل مقتل شاب على يد صديقه.
قبل ثلاث سنوات انفصل والدا الضحية بسبب خلافات أسرية، أعقبها مغادرته ووالدته المنزل والإقامة بمسكن شقيقه الأكبر حتى توفيت الأم، يقول "أيمن" زوج شقيقة الضحية: بعد وفاة والدته أصيب الضحية بحالة نفسية سيئة ترك بعدها الدراسة، وغادر مسكن شقيقة واتخذ من الشارع مأوى له "عنده حياء، رفض الإقامة مع شقيقة، حتى لا تتضرر زوجته".
خلال مدة إقامة الضحية في الشارع كان يتردد على أشقائه من حين لآخر، يتذكر "أيمن" آخر لقاء جمعة بالضحية قبل أسبوعين من مقتله "أخوه اشترى له كوتشي، وسلم علينا كلنا كأنه بيودعنا"، وحاولنا إقناعه بالعيش مع شقيقه، إلا أنه رفض، وأصر على المغادرة.
يوم الواقعة
عقارب الساعة تشير إلى الواحدة من صباح الجمعة الماضي، كان المجني عليه جالسًا أمام "كشك". تصادف مرور المتهم، وبمجرد مشاهدة الضحية له، طلب منه سداد باقي ثمن الحذاء، وحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت لمشاجرة وأصيب المجني عليه بتشنجات وسقط أرضًا فطعنه المتهم في الرقبة باستخدام سلاح أبيض "كتر"، ثم قام بتوثيق قدميه ويديه بقطع من القماش وألقى جثمانه في محل مغلق وفر هاربًا.
"الحقوني في واحد ميت".. يقول أحد شهود العيان، صباح الأربعاء الماضي، وأثناء قيام " مدحت ر." عامل، بجمع القمامة المتراكمة أمام المحل اشتم رائحة كريهة، ما دفعه لفتح الباب، فوجد جثة الضحية ملقاه في أرضية المحل.
"جثة منتفخة وغير واضحة المعالم"، يصف " أحمد ر." أحد شهود العيان، حال جثة الضحية وقت العثور عليها، وتابع: كان يرتدي بنطال جينز أزرق اللون، وتي شرت أسود، وجاكت جلد بني اللون، مُكبل الساقين والذراعين برباط قماش وبه 4 طعنات بالرقبة من الجهة اليمنى.
سارع الأهالي بإبلاغ الشرطة، وبتفتيش ملابس الضحية عثر على تحقيق شخصيته "بطاقة الرقم القومي" وتبين أنه يدعى، محمد مصطفى، 28 سنة، عامل، وقرر والده، 65 سنة، صاحب مخزن خردة، بأن المجني عليه اعتاد ترك محل إقامته لفترات طويلة والعمل في مجال المعمار ونفى علمه بملابسات وفاته.
كشف لغز الواقعة
بينما كان فريق البحث الجنائي جالسا داخل محل مجاور لذلك الذي شهد الواقعة، كان المتهم واقفا رفقة بعض المشتبه في تورطهم بارتكاب الواقعة-منتظرين استجوابهم، أبلغهم بأنه تقابل مع المجني عليه "سهرنا مع بعض، الله يرحمه كان كويس".
يقول أحد المشتبه فيهم-رفض ذكر اسمه، بعد ساعات من استجوابنا، لم تتوصل أجهزة الأمن لشيء، ما أغضب أحد الضباط وقرر احتجازهم في القسم، وتابع: تذكرت الحوار الذي دار بيننا والمتهم، فأبلغت الضابط " ياباشا عادل نهضة قالنا انه اشترى كوتشي من محمد".
انتقلت قوة من قسم شرطة ثان السلام الى منزل المتهم وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة حيث قرر أنه والمجني عليه يعملان في المعمار ويتعاطيان المواد المخدرة.
وأضاف أنه قبل الحادث بعشرة أيام تقابل مع المجني عليه وعرض عليه الأخير شراء حذاء "كوتشي" مقابل مبلغ مالي 70 جنيها، فاتفق معه على شرائه بمبلغ 30 جنيها، واستلم منه الحذاء وسلمه المبلغ. وقال إنه تقابل معه مرة أخرى يوم الحادث بمحل الواقعة (مكان العثور على الجثة) وطلب منه المجني عليه باقي ثمن الحذاء وكان في حالة عدم اتزان تحت تأثير تعاطي المواد المخدرة وحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت لمشاجرة فأصيب المجني عليه بتشنجات وسقط أرضًا، فطعنه المتهم في الرقبة باستخدام سلاح أبيض "كتر".
وأقر بتخلصه من السلاح الأبيض المستخدم في ارتكاب الواقعة بإلقائه بالطريق العام، وبإرشاد المتهم ضبط الحذاء "كوتشي" الخاص بالمجني عليه داخل مسكن المتهم. تحرر عن ذلك المحضر اللازم، وبعرضه على النيابة العامة قررت حبسه أربعة أيام على زمة التحقيقات.
فيديو قد يعجبك: