بعد براءة ريهام سعيد من تهمة خطف الأطفال.. ننشر تفاصيل 12 ساعة داخل ساحة محكمة التجمع الخامس
كتب -صابر المحلاوي:
وقفت الإعلامية ريهام سعيد، خلف قضبان قفص محكمة التجمع الخامس تروي لقاضي الجلسة، تفاصيل الحوار الذي دار بينها وبين فريق الإعداد حول اتهامها بخطف الأطفال، قبل أن تضيف بحزم: "هل قرار سهل بعد 15 سنة في الإعلام، نتحول لعصابة".
أسدلت محكمة جنايات الجيزة (أول درجة)، أمس الأربعاء، الفصل الأول بقضية "خطف الأطفال"؛ إذ قضت ببراءة الإعلامية ريهام سعيد و3 آخرين من فريق إعداد برنامجها "صبايا الخير"، وحبس غرام عيسى (مُعدة) بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ لمدة 3 سنوات، والمشدد 15 سنة لمتهمين اثنين، والسجن 5 سنوات لمتهم.
"مصراوي" يرصد في السطور التالية تفاصيل 12 ساعة داخل محكمة التجمع الخامس، قبل أن تقضي المحكمة حكمها في القضية:
وقبيل بدء الجلسة قال والد الإعلامية ريهام سعيد، إن نجلته مظلومة من اتهامها بارتكاب جريمة التحريض على اختطاف الأطفال، والاتجار في البشر ، "واثق في القضاء وإنشاء الله هتاخد براءة".
وأوضح في تصريحات له، دليل براءتها يتمثل في هاتفها المحمول، متابعًا أن رضيعها يعاني من حساسية ضد اللبن الصناعي" بنتها تعبانة ولازم تكون جنبها".
بدأت الجلسة في تمام الساعة الحادية عشر صباح الأربعاء، بإثبات حضور المتهمين بالقضية، وأيضًا الرائد حسين خيري رئيس مباحث دار السلام مجري التحريات وشاهد الإثبات الوحيد.
في البداية منع حرس المحكمة دخول أحد الجلسة من أسر المتهمين، إذ شهدت المحكمة، حالة من الهرج والمرج لحظة التمييز، ودخول أسرة ريهام سعيد داخل القاعة المخصصة لمحاكمتها، ومنع أهالي المتهمين الباقين من الحضور، وردد أسر المتهمين أمام قاعة المحكمة بغضب: "حرام تميزوا بين أهلية ريهام واحنا".
كما منع حرس المحكمة دخول الصحفيين المتواجدين داخل المحكمة قائلاً: "رئيس المحكمة ما قالش أدخل حد ..الجلسة سرية"، وجهزت قاعة المحكمة بشاشة عرض لمشاهد فض المكالمات التي طلب عرضها دفاع ريهام سعيد الجلسة الماضية.
وبدأت الجلسة بسماع مرافعة الدفاع بعد الإطلاع على أقوال الشاهد وتفريغ المكالمات الواردة بين المتهمين، وشدد الدكتور محمد أبو شقة، دفاع الإعلامية ريهام سعيد، على انتفاء ما هو مُسند إلى موكلته، وعلمها وتحريضها على واقعة الخطف، مؤكدًا أن المُتهمين الأول والثاني والثالث" المُسند إليهم ارتكاب واقعة الخطف" لم يروها إلا عبر الشاشة والقفص، ليتسائل: "من أين أتى هذا التحريض".
وعرض "أبو شقة" تفريغًا لمراسلات هاتفية بين موكلته، وغرام – معدة البرنامج"المتهمة الرابعة"، وأكرم- رئيس تحرير البرنامج "المتهم السادس"، وسأل القاضي "ريهام" من خلف القفص عن تلك الرسائل وإن كانت تخصها أجابت بالإيجاب.
وبدأ العرض من قبل الدفاع، برسالة "واتساب"، بتاريخ الجمعة الموافق 19 يناير، الساعة الثانية فجرًا، كان راسلها هو أكرم، يقول فيها :"أوردر غرام هنعمل فيه ايه؟"، فأجابته ريهام :"اللي هو إيه؟"، فرد أكرم بإعادة إرسال رسالة غرام إليه بشأن واقعة الحلقة و تفصيلاتها، فأجابت "ريهام" بالقول :"مش فاهمة حاجة"، فتواصل الحديث بقول أكرم :"غرام بعتتلك ردي عليها".
ووصل العرض إلى تسجيل صوتي لمحادثة تليفونية صوتية بين "ريهام" و"غرام"تتحدث فيها "غرام" بنبرة محتدة :"غرام أنتي عملتي موضوع مفاجأة كدة وكروتة، وكل اللي بعتهولي يا أستاذة ردي، وأنا مش معايا نمرتك"، فردت "غرام" قائلةً :"مبلغة أستاذ أكرم من إمبارح، وأتأكدت من إنه خاطفهم، وقالي لو مش هتاخديهم واحد هيشتريهم".
وعلق "أبو شقة" على حديث "ريهام" لـ"غرام" حينما قالت :"عايز أعرف تفاصيل مخطوفين منين"، وقال هل يستقيم في منطق أو عدالة المحكمة أن تتهم بأنها محرضة.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة، والتي أيدت صحتها تحريات أجهزة الأمن، أن الإعلامية ريهام سعيد وفريق إعداد برنامجها قاموا بارتكاب واقعة اختطاف أطفال بهدف تصوير حلقة تلفزيونية، إضافة إلى أن وقائع الاختطاف موضوع الاتهام جرت بتحريض من الإعلامية المتهمة وفريق إعدادها.
وعلى جانب آخر أكد جميل سعيد، محامي الإعلامية ريهام سعيد، على انتفاء صلة موكلته بالواقعة بمقتضى نص المادة 95 من دستور جمهورية مصر العربية.
وأوضح دفاع "سعيد"، خلال مرافعته أمام المحكمة، بأن الثابت في الأول خلوها من أي دليل يقيني يُفيد اشتراكها مع الخاطفين بأي صورة من صور الإشتراك سواء بالإتفاق أو بالتحريض أو بالمساعدة، وأضاف بأن دور المُتهمة مُقدمة برنامج "صبايا الخير"، هو المفاضلة بين الموضوعات التي تعرض عليها من قبل معدي البرامح، وذكر بأنها طلبت إعداد موضوع عن خطف الأطفال ولم تكلف بالخطف، وشدد على أنها ومع علمها بالموضوع كان ردها :"بلغوا الشرطة".
ودفع "سعيد" بعدم جدية التحريات وأنه لا يجوز التعويل عليها في مقام إسناد الإتهام الى المتهمة و إدانتها، ودفع كذلك بعدم الإعتداد بشهادة شهود الإثبات، فضلاً عن عدم الاعتداد بباقي أقوال المتهمين كونها لا ترقي للإعتراف او الشهادة، ودفع "سعيد" بانتفاء القصد الجنائي، وانعدام أركان الجريمة المعنوية والمادية، وعدم معقولية الواقعة.
وتواصلت المرافعة بالإشارة الى ما ورد في مرافعة النيابة العامة، والتي أبدى دفاع الإعلامية احترامه لها، بشأن سعيها للشهرة، متسائلاً كيف يكون ذلك وهي لها صولات و جولات في الدفاع عن الشرطة و الجيش، دون أن تبحث عن مردود، وذكر بأن موكلته سبق وأن أثارت العديد من القضايا ومنها الإتجار بالأعضاء، متسائلاً :"لماذ لم يتم قول هذا حينها؟".
وذكر "سعيد" بأن ظاهرة الخطف، هي جريمة قائمة، وأن مكوكلته سعت الى مكافحتها، وجزاءها عند الله، وشدد بأنها عندما علمت بطلبها لدى النيابة سعت من تلقاء نفسها اليها واثقة الخطى ولم ترتجف، قائلاً :"اليس الخطف جريمة قائمة، فكيف تُتهم بتقديم بيانات كاذبة؟".
ودلل المحامي عن الإعلامية "ريهام سعيد" على عدم علمها بتفاصيل الواقعة، بما ورد في المقاطع المصورة للحلقة التي ورد بها موضوع القضية، وبدت فيها "سعيد" وهي تجهل تفاصيل الواقعة، ذاكرًا انها قالت خلال المقطع متسائلة :"هما اتقابلوا فين؟" في "كافيتيريا الأزبكية ؟"، مما يؤكد على عدم علمها بالتفاصيل.
واستمعت المحكمة إلى أقوال الإعلامية ريهام سعيد من خلف قفص المحكمة، وعبرت الإعلامية عن ذهولها مما هو منسوب إليها من اتهامات، قائلة "كنت بضحك لما كنت بسمع الاتهامات المسندة ليا، مكونتش مصدقة".
وأضافت "ريهام"، خلال حديثها من داخل القفص، اليوم الأربعاء، "هل قرار سهل بعد 15 سنة في الإعلام، نتحول لعصابة"، مُختتمة حديثها بالقول :"دي مش فبركة".
وفي النهاية برأت محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة في التجمع الخامس، منذ قليل، الإعلامية ريهام سعيد و3 آخرين من فريق الإعداد ببرنامجها، وعاقبت المتهمين عطية. ن ومحمد. ط بالسجن المشدد 15 سنة، وتغريمهما 200 ألف جنيه في قضية "اختطاف الأطفال".
وقضت المحكمة ببراءة الإعلامية ريهام سعيد، وكل من أكرم محمد السيد ومحمد أحمد صلاح ومحمد عبدالفتاح (فريق الإعداد)، ومعاقبة المعدة غرام عبدالفتاح بالحبس سنة مع الشغل وإلزامها بالمصروفات، ووقف تنفيذ عقوبة الحبس لمدة ثلاث سنوات تبدأ من أمس، كما أمرت بحبس المتهم الثالث إسلام خالد 5سنوات.
صدر الحكم برئاسة المستشار السيد البدوي أبو القاسم، وعضوية المستشارين المنعم عبدالستار، ومحمد أحمد الجندي، وأمانة سر محمد فريد و سيد نجاح.
كانت تحقيقات النيابة العامة، والتي أيدت صحتها تحريات أجهزة الأمن، كشفت أن الإعلامية ريهام سعيد وفريق إعداد برنامجها قاموا بارتكاب واقعة اختطاف أطفال بهدف تصوير حلقة تليفزيونية، وأن وقائع الاختطاف موضوع الاتهام جرت بتحريض من الإعلامية المتهمة وفريق إعدادها.
كما تضمنت التحقيقات اعترافات تفصيلية أدلى بها أحد المتهمين، تفيد بارتكاب الإعلامية المتهمة وبقية المتهمين في القضية، للجرائم المنسوبة إليهم، بقيامهم بتحريضه على ارتكاب وقائع اختطاف الأطفال والاتجار في البشر.
فيديو قد يعجبك: