أنقذه "توكتوك".. حكاية "مصاب ببتر في القدم" بات وحيداً في عقار إمبابة المنهار

كتب -صابر المحلاوي:

تصوير - كريم أحمد

تحامل "محمد" الشاب العشريني على عكازه ووقف بجوار كرسيه المتحرك المتهالك، يبكي على أطلال العقار المنهار بعزبة هندي بإمبابة، قائلا: "كل حاجة ضاعت شقتي والعجلة اللي مش بتحرك إلا بها، والأمن لم يتحرك لإنقاذ من تحت الأنقاض".

قبل ساعات من انهيار العقار، أخلى الأهالي شققهم وانتقلت كل أسرة إما إلى شقة أخرى استأجرتها أو إلى بيوت أقاربهم، بعدما حذرتهم الحماية المدنية من خطورة البقاء في العقار.

"محمد" لم يكن له مكان بديل، فبات الشاب العشريني وحيدا في شقته والعمارة كلها. وفي تمام الساعة السادسة إلا ربعاً صباحا، استيقظ كعادته، وخرج لتفقد التوكتوك الخاص بشقيقه.

لم يكد الشاب يصل إلى "التوكتوك"، حتى قطع صوت "طقطقة" هدوء المنطقة، تبعه انهيار العمارة التي يسكن بها وصرخات واستغاثات أهالي العقار المجاور.

"ماشوفتش حاجة كل حاجه حصلت في ثواني.. البيت وقع وماشوفتش حاجة من التراب كأنه انفجار".. قالها الشاب وهو يغالب دموعه، قبل أن يكمل "البيت تسبب في انهيار جزئي بالعمارة المجاورة، وجيراننا طلعوا من شققهم جري بس بيقولوا إن عم سيد جارنا اللي في العمارة اللي جنبنا لسه تحت ومش عارفين عنه أي حاجه لحد الوقتي".

لم تتوقف محاولات الأهالي عن التنقيب بين الأطلال، وواصلوا استخراج ما تبقى من أثاث ومتعلقات قاطني العقار المنهار، والبحث عن المفقود.

في الساعة الثانية عصرا، تصاعد غضب الأهالي الذين تجمعوا حول رجال الأمن المتواجدين بالمكان واستغاثوا بهم: "يا ناس عايزين المحافظ.. أو أي مسؤول في ناس تحت الأرض وانتوا حاطين أيديكم في الميه الباردة ليه". واحتد بعضهم على النائبة نشوى الديب، التي ردت: "والله اتصلت كتير بالمحافظ والمسئولين وقالوا جايين".

كانت قوات الحماية المدنية هرعت لمكان العقار فور تلقيها بلاغا بالحادث، وكشفت مصادر أمنية إن انهيار العقار الصادر له قرار إخلاء تسبب في انهيار جزئي للعقار المجاور، ما تسبب في إصابة 7 مواطنين. ونجحت قوات الحماية المدنية في انتشال المصابين، ونقلهم للمستشفيات المجاورة لتلقى العلاج.