لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

سرداب الموت.. كيف قطّع "جواهرجي" ضحيته العجوز داخل محل الصاغة بالجمالية؟

08:10 م الجمعة 13 أبريل 2018

كتب - محمد شعبان:

محل صغير بواجهة من الرخام داخل ممر ضيق، كان مسرحاً لجريمة ذبح سودانية وتقطيع جثتها لأكثر من 10 قطع داخل محل مشغولات ذهبية بالجمالية، إلا أن ضباط مباحث بولاق الدكرور كشفوا عن مفاجأة من العيار الثقيل بشأن مكان تنفيذ الجريمة.

صباح السبت الماضي، تلقى اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إخطارًا من شرطة النجدة بالعثور على رأس وجزء من الظهر لسيدة في أواخر الثلاثينات من العمر، سمراء البشرة، ذات شعر أسود مجعد، بمكب قمامة خلف مدرسة نجيب محفوظ بأول فيصل.

لم تمر سوى 48 ساعة على العثور على تلك الأشلاء حتى عثر أهالي منطقة المنيب على حقيبة سوداء اللون داخلها قدم بشرية وقفاز، وتبين أن صاحبة الأشلاء تاجرة لحوم تحمل الجنسية السودانية.

توصلت تحريات العقيد طارق حمزة، مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث بولاق الدكرور، إلى أن المجني عليها "عواطف حسن محمد- 53 سنة"، تحمل الجنسية السودانية، وتقيم بفندق أبوسمبل في منطقة الموسكي بالقاهرة، وأنها تتاجر في اللحوم المجمدة والأجهزة الإلكترونية، وأن مرتكب الواقعة تاجر صاغة يُدعى "هشام.س- 50 سنة".

رغم حل لغز القضية إلا أن لغزًا آخر تبقى، بحث رجال المباحث عن حله "كيف نفذ المتهم جريمته داخل المحل الضيق الكائن بمنطقة الجمالية؟".

على مدار ساعات طويلة، عكف الرائد طارق مدحت، والنقيب أيمن سكوري، معاونا مباحث بولاق الدكرور، على فحص المحل، وإجراء معاينة دقيقة كما لو أنهما بدآ التحقيق في القضية آنذاك، ولم يكتفيا بتقرير المعمل الجنائي.

تبادل الضابطان السيناريوهات المنطقية لطريقة تقطيع جثة الضحية، ووضعها داخل أكياس، ونقلها دون أن يشعر به أحد وسط ذلك الشارع المكتظ بالمارة وأصحاب المحال، على مقربة من أحد الأكمنة المسؤول عناصرها عن تأمين "شارع الصاغة" بمنطقة الجمالية.

في نهاية المحل الضيق، توجد خزينة حديدية كبيرة الحجم، فكر الرائد طارق مدحت في تحريكها من موضعها، فوجد النقيب أيمن سكوري يهم بمساعدته وكأنهما توصلا للشيء ذاته في نفس اللحظة. لاحظ الضابطان عدم استقرار "البلاط الواقع تحت الخزينة".

بإزاحة قطعتي بلاط، جاءت المفاجأة باكتشاف سرداب سري أسفل المحل، أسرع الضابطان لاكتشافه، وتبين أنه على مساحة "3X3 متر"، وجدت آثار دماء على أرضيته وبجدرانه، فضلاً عن "فوط" مدممة، لينتهي اللغز عند هذا السرداب الذي اتخذه المتهم مسرحًا لتقطيع الجثة على مدار 3 ساعات، ووضع الأجزاء العشرة داخل أكياس بلاستيكية قبل إلقائها في مناطق مختلفة.

تمكنت مأمورية بقيادة الرائد طارق مدحت والنقيب أيمن سكوري، معاوني مباحث بولاق الدكرور، من ضبط المتهم بأحد الأكمنة، وأقر بارتكاب الواقعة إثر نشوب مشادة كلامية بينه والضحية، وتعديها عليه بالسب والشتم بسبب خلاف على السعر، الأمر الذي أثار حفيظته، وأحضر سكينا من المحل، وعاجلها بالذبح من الخلف في حضور نجله "محمد"، 22 سنة، وعامل بالمحل يدعى "أحمد.م"، 15 سنة.

وأشارت التحريات إلى أن المتهم استولى على 2 غويشة وأسورة خاتم، وطلب من نجله الجلوس أمام المحل، وأرسل الثاني لإحضار أكياس بلاستيك وأدوات نظافة، ثم سحب الجثة لحفرة داخل المحل مخصصة للخزينة، وقطعها لـ10 أجزاء خلال 3 ساعات.

وأوضح المتهم أنه استقل سيارته الملاكي ماركة إسكودا، وتخلص من الأكياس بكفر طهرمس، وباع المسروقات مقابل 16 ألف جنيه، وتم ضبط 2 غويشة ومبلغ 15 ألف جنيه.

حُرر محضر بالواقعة، وباشرت النيابة التحقيق برئاسة المستشار محمد خالد، رئيس نيابة الحوادث، والمستشار شريف صديق، مدير النيابة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان