لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكاية "دليل" و"ضابط" أنقذا 21 طالبا من السيول

08:46 م الخميس 26 أبريل 2018

كتب – فتحي سليمان:

كانت الساعة تُشير إلى الحادية عشر مساءً عندما كان الرائد إبراهيم شعراوي، رئيس عمليات قطاع جنوب القاهرة، يجلس بمكتبه، وإذ بمسؤول شرطة النجدة يخطره أن بلاغًا ورد إليه من إحدى السيدات.

وكانت والدة (طالب) ضمن 21 آخرين بمدرسة الحياة الدولية بالقاهرة الجديدة، اتصلت بشرطة النجدة تبلغها أن نجلها وزملاؤه خرجوا في رحلة للتخييم والمبيت بمحمية وادي دجلة لكن الاتصالات انقطعت بهم، وبات أسرهم في حالة قلق بسبب سوء الأحوال الجوية.

وبسرعة أخطر الضابط قياداته، بخطورة التنقل في محل البلاغ لطبيعتها الخاصة، فأتاحت له الاستعانة بأحد قصاصي الأثر يدعى "عجمان"، ويقطن بالمنطقة لتبدأ رحلتهما في الصحراء لإعادة المفقودين.

وتساقطت الأمطار أول أمس وأمس بالمنطقة الجبلية المتاخمة لمحمية وادي دجلة في المعادي، ما تسبب في صعوبة مهمة ضابط الشرطة وقصاص الأثر خلال الطرق الوعرة، بالإضافة إلى مدقات جبلية لمسافة 13 كيلومترا، 5 منها سيراً على الأقدام لعدة ساعات متواصلة، بحسب مصدر أمني.

واستقل الاثنان السيارة، وقال عجمان للضابط: "يا باشا الطريق الوحيد عشان نوصلهم عبارة عن مدق فوق الجبل هنمشي فيه مسافة بالعربية، وبعد 5 كيلوا هناخد طريق صخري وعر، مسافته حوالي 3 كيلومترات ثم نترجل للسير 5 كيلومترات أخرى حتى نصل إلى المحمية من الأعلى، لأن الطريق الرئيسي منهار بسبب السيول".

انطلق الدليل والضابط في تمام الساعة 11.30 مساءً، بحسب الخطة المرسومة، لكن الأمطار ازدادت غزارة وتحولت الطرق من طريق رملي إلى طريق موحل صّعب من عملية السير مثلما أشار متقفي الأثر تركا السيارة.

وفوق سفح الجبل، وقبل الوصول إلى موقع الطلاب، بنحو 5 كيلو مترات، ترجلًا، فوق الجبل حتى تمكنا من رؤية كشافات إنارة تدل على تواجد الطلاب.

وهنا؛ أدرك الضابط ورفيقه، أن شبكة الاتصال ستنقطع بعد مسافة معينة داخل الجبل، لذلك نسق مع قياداته قبل الدخول إلى المنطقة الجبلية، وأشار الدليل إليه لاخبار قياداته بالانتظار على رأس طريق خلفي سيعودون منه بالأطفال الذين لن يتمكنوا من صعود نحو 800 متر هي المسافة التي تفصلهم عن المسطح الأرضي الذي فُقدوا فيه.

مظاهر الخوف، والقلق بدت ظاهرة على وجوه الأطفال، وبمجرد وصول الضابط ودليله، إليهما نفذ الأول خطته التي رسمها في مخيلته طيلة الطريق، لبث الطمأنينة في نفوسهم، إذ تبادل معهم الضحكات والقفشات، موضحاً لهم أنهم سوف يعودون بسلام، لكنهم سيمرون عبر طريق خلفي سهل للخروج من هذا المأزق الذي وضعتهم فيه السيول التي حاصرت أتوبيسهم، وظلوا أثناء ترجلهم عائدين يتضاحكون.

وبعد نحو 6 كيلو مترات من السير في الطريق الجبلي، شعر بعض الأطفال بالإعياء لكنهم تشبثوا بأمل العودة، ودفئ عائلاتهم التي تنتظرهم بصحبة قيادات مديرية أمن القاهرة، في المكان المتفق عليه، بطريق خلفي وعر.

ونجحت المأمورية، الأمنية بقيادة الضابط والدليل، وقوات الإنقاذ البري، وتوجه أهالي الطلاب للضابط والدليل بالشكر على جهدهما طيلة 5 ساعات متواصلة تحت زخات المطر وصعوبة السير في تلك المنطقة الوعرة.

ونجحت أجهزة الأمن في اقتياد جميع الطلاب، إلى محل أسرهم وتحرير محضر بالواقعة، عقب الاطمئنان على حالتهم الصحية.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان