حكاية مقتل قهوجي بعد جلسة فرفشة.. المباحث أنقذت جثته من "الرُمانة"
كتب - محمد شعبان:
كعادته كل مساء، توجه "هاني" إلى منزل المعلم "ندا" حيث جلسة "فرفشة"، لكنه لم يكن بمفرده، واصطحب صديقه "عمرو" رغم التحذيرات المستمرة من عدم إحضاره من قبل الحضور، إلا أن تلك الليلة تغير السيناريو المعتاد، وانتهى بجريمة قتل.
السبت الماضي، اتصل "هاني"، بصديقه تاجر المخدرات "أحمد ع. م."، وشهرته "ندا"، وأخبره بقدومه "سهرة الليلة" بمنزله الواقع بقرية الكوم الأحمر بمركز أوسيم، بمحافظة الجيزة، وسط مطالبات الأخير "تعالي لوحدك.. صاحبك بتاع كل مرة متجبوش معاك".
حسب الاتفاق، وصل الصديقان منزل "ندا" الذي فوجئ بحضور ذلك الشخص غير المرغوب فيه، وراح يهمس في أذن "عمرو" قائلا له "مافيش فايدة.. برده جبته معاك"، وجلسوا لتعاطي المواد المخدرة، قبل أن يطلب "هاني" الانصراف تاركا "عمرو"، 27 سنة، قهوجي، الذي لحقه بعدها بشكل مفاجئ.
لم تمر سوى دقائق على مغادرة صاحب الـ 27 سنة حتى اكتشف مالك المنزل "ندا" اختفاء مبلغ ألف جنيه في ظروف غامضة، فاتصل به وصديقه هاني، وطالبهما بالعودة لأمر هام، كما هاتف اثنين من أصدقائه طلب منهما الحضور إلى منزله حيث أعد كمينا للضيفين.
فور وصول "هاني" و"عمرو"، قيدهما المعلم ندا بالحبال بمساعدة الباقيين، وهددهما بوصلة من التعذيب حال عدم رد المبلغ المسروق، إلا أنه فك قيود "هاني" وذكره بما حذره منه في وقت سابق "قولت لك بلاش تجيبه معاك"، وراح يتعدى والباقون على القهوجي بالضرب المبرح، وصعقه بالكهرباء، وتسخين المياه داخل "غلاية"، وإلقاء الماء الساخن على وجهه.
على مدار يوم كامل، مارس المعلم ندا وأصدقاؤه أنواع تعذيب مختلفة بحق "عمرو" على مرأى ومسمع صديقه، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته ليبدأ المتهمون في التخطيط لطريقة التخلص من الجثة التي أخفوها في إحدى غرف المنزل.
أيقن "ندا" وصديق الضحية "هاني" أن التخلص من الجثة بمنطقة سكنهم سيقودهم إلى حبل المشنقة، وبدأوا يبحثون عن مكان آمن يمكن إخفاء جريمتهم فيه، فكان الحل إلقاء الجثة في ترعة المنصورية، وكان عليهم سلك طريق الكوم الأحمر الواصل بين مركزي أوسيم وكرداسة.
فجر الثلاثاء، حمل "ندا" و"هاني" جثة الضحية على دراجة نارية، وأجلساه وسطهما بحجة أنه نائم لعدم لفت الأنظار لكن حدث أمر لم يكن في الحسبان، لاحظ أحد المارة بالطريق الضيق حركة الدراجة غير المتزنة، خاصة وضعية الشخص الذي يتوسط مستقلي الدراجة، فأبلغ رجال الشرطة.
داخل مكتبه، كان العقيد حسام أنور، مفتش مباحث شمال أكتوبر، يطمئن على انتظام خدمات تأمين الكنائس، حيث وردت معلومات باعتزام أشخاص التخلص من جثة شاب بترعة المنصورية، فانطلقت قوة بقيادة الرائد أحمد عاطف معاون مباحث مركز كرداسة إلى منطقة كمبرة، وأمكن ضبط المتهم الرئيسي "ندا" قبل شروعه في إعداد "الرُمانة" للتخلص من الجثة في المياه، بينما فر الثاني هاربا قبل سقوطه في قبضة المباحث بعدها بساعات.
وأقر المتهمان بصحة التحريات، وأرشدا عن باقي المتهمين وهما: "أيمن. م"، و"محمود. أ"، حيث أعد المقدم إسلام سمير، رئيس مباحث كرداسة، عدة أكمنة أسفرت عن ضبط الأول مع استمرار حملات البحث عن المتهم الأخير الهارب.
فيديو قد يعجبك: