ليلة توديع "المونديال".. من قتل 3 من أسرة الفنان المرسي أبوالعباس؟ (صور)
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتب - صابر المحلاوي:
عاد "صلاح" ابن الفنان المرسي أبوالعباس إلى منزله صباح الأربعاء الماضي حزينًا، كان قد سهر يتابع مباراة المنتخب الوطني أمام روسيا والهزيمة المُرة التي تبعها توديع كأس العالم 2018.
على غير العادة وجد "صلاح" الباب مفتوحًا، دخل مسرعًا واكتشف الفجيعة، زوجته وابنتاه على الأرض "قتلى" وكل شيء في الغرف مبعثر.
لم يتردد أهالي منطقة مسجد الصحابة بشارع العشرين، في بولاق الدكرور، في جنوب محافظة الجيزة، لحظة عندما سمعوا صوت صراخ رجل يستغيث بهم، "ولادي ماتوا الحقوني.. الحقوني"، إذ هرعوا إلى العقار مصدر الصوت، لكنهم وقفوا بلا حول ولا قوة؛ بسبب مشاهدتهم الجثث.
"مصراوي" انتقل لموقع الحادث، صمت يقطعه على فترات متباعدة صوت "سارينة دورية شرطية" تجوب المنطقة الخالية من كل شيء عدا بعض المحلات بالمنطقة، وقيادات أمنية تتوافد للتحقيق في الحادث الغامض، الذي أسفر عن مقتل سيدة وطفلتيها بعد سرقة 300 ألف جنيه.
حركة لا تتوقف من أفراد فريق المباحث المكلف بالتحقيق لتجميع خيوط الواقعة، التي نفذت وقت مباراة مصر وروسيا في تمام الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء الماضي، وشكل الضباط مجموعات دائرية تبادلوا خلالها الحديث الذي قطعوه بمجرد الاقتراب منهم: "لسة بنجمع معلومات" قالها ضابط ردا على تساؤلنا حول ملابسات الواقعة.
في الثانية والنصف من صباح الأربعاء الماضي، قطع صراخ "صلاح المرسي" الهدوء الذي يسود منطقة مسجد الصحابة: "الحقوني الحقوني".
"يا بيه الساعة كانت حوالي 2 ونص، وكنت فاتح المحل بتاعنا، وكنت هقفل خلاص، وفجأة سمعت صوت عم صلاح بيصوت".. هكذا وصف محمد صاحب محل "تيل فرامل" مقابل للمنزل محل الواقعة، ما جرى ليلة وفاة الأسرة.
بالقرب من المنزل، وقف "أحمد سعيد"، صاحب محل لألعاب الكمبيوتر، شاب عشريني، ناظرًا للطابق محل الجريمة، قبل أن يقول لـ"مصراوي": "قبل 10 سنوات جاء صلاح بصحبة زوجته وطفلتيه للعيش هنا بالمنطقة، وخلال فترة سكنهما لم يسمع لهما صوتا ناس محترمة".
والتقط خيط الحديث أحمد خالد أبوعيطة، ابن مالك المنزل، صاحب مركز دهانات، قائلًا إنه وقت الواقعة كان داخل شقته برفقة والده بالطابق الأول لذات العقار، سمعوا أصوات أقدام تتسارع على سلم العقار، فأسرعوا خارج الشقة لاستطلاع الأمر وكان الرد: "ولاد عم صلاح ومراته اتقتلوا"، مشيرًا إلى أنه فور وصوله لأعلى بالطابق الثالث وجد المقتولات هن السيدة هبة وطفلتاها جنة الله وحبيبة.
تابع "خالد" في حديثه لـ"مصراوي"، أنه شاهد زوج ووالد المقتولات الثلاثة، يقف في حالة ذهول وهو يردد: "لا إله إلا الله مراتي وولادي ماتوا"، مشيرًا إلى أن أشقاءه كانوا برفقته.
وأشار الشاب العشريني إلى أن والده على الفور اتصل برجال الشرطة، وبعد نصف ساعة حضر رجال المباحث، وبدأ فحص مسرح الجريمة واستجواب الزوج والجيران بالعقار والشارع وعامل الجراج المواجه للعقار وصاحب محل "دي جي" بالشارع، وأيضا إحدى جارات المجني عليها التي تقطن في شقة أعلاها نظرًا لمعرفتها بها، إضافة لاستجوابهم أفراد أسرة المجني عليها، حتى تم إنزال الجثث لنقلها إلى المشرحة في الساعة السابعة صباحًا.
"البنت الكبيرة كانت ميتة على السرير، ووجها في حالة انتفاخ وأزرق، غرفة النوم الكبرى ملقاة على أرضها والأم وتحت قدمها الابنة الصغرى حبيبة وجسديهما أزرق أيضا".. هكذا وصف "خالد" منظر الجثث الثلاثة فور مشاهدته لهم قبل أن يكمل "وأنا بنقل الجثث مع المسعفين شوفت مكتبة فيها كتب في مدخل الشقة مقلوبة ومحتوياتها على الأرض".
وأضاف أحمد نجل صاحب العقار أن رجال المباحث شاهدوا كاميرات المراقبة بالشارع إحداها على بداية الشارع، وعدد من المحلات ولكن لم يرصد مدخل العقار سوى كاميرا "سوبر ماركت" على مدخل الشارع والتي ظهر بها سيدتان منتقبتان تدخلان إلى العقار، وتم الاشتباه بهما إلا أنهما علموا فيما بعد أنهما حضرتا لزيارة إحدى السيدات من سكان جدد بالعقار.
واستمعت نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية، برئاسة المستشار محمد عمر، وكيل النيابة، أمس، لأقوال أسرة الضحايا وهن: "ربة منزل تدعى "هبة عادل"، وابنتها الكبرى "جنة الله" طالبة بالصف الثالث الإعدادي، والصغرى "حبيبة" تبلغ من العمر 11 عامًا".
وكشفت تحقيقات النيابة بإشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول، أن الأسرة أحفاد الفنان الراحل المرسي أبوالعباس، مشيرة إلى أن العقار ملك لشقيق وزير القوى العاملة السابق كمال أبوعيطة.
وأدلى الزوج بأقواله أمام النيابة، بأنه خرج من منزله الساعة السادسة، من يوم الواقعة لمشاهدة مباراة منتخب مصر مع روسيا على إحدى المقاهي وترك زوجته وطفلتيه نائمات.
وأكمل الزوج "عماد" في تحقيقات النيابة، أنه في الساعة الواحدة صباحًا تلقى اتصالًا هاتفيًا من شقيقة زوجته، تسأله عن شقيقتها نظرًا لاتصالها هاتفيًا بها وعدم ردها، مضيفًا أنه بعد الحديث انتابه القلق لتكراره الاتصال بزوجته وعدم إجابتها فعاد مسرعًا إلى المنزل.
أشار إلى أنه فور دخوله الشقة توجه إلى غرفة طفلتيه فعثر عليهما جثتين، وأسرع تجاه غرفته فعثر على زوجته ملقاة بين السرير والدولاب، واكتشف فقدان مبلغ ٣٠٠ ألف جنيه من دولاب غرفته، موضحًا أن مصدر المبلغ المالي المسروق، أنه باع شقة ورثها عن والده منذ 15 يومًا والمبلغ المسروق كان ثمن الشقة.
وأجرت نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية، بإشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول، معاينة تصويرية لمسرح جريمة مقتل ربة منزل وطفلتيها بمنطقة بولاق الدكرور بعد العثور على جثثهن داخل شقتهن.
وأسفرت المعاينة التي أجراها محمد عمر، وكيل أول نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية، عن أن الجريمة وقعت داخل شقة بعقار ببولاق الدكرور، وتبين سلامة منافذ ومداخل الشقة وعدم وجود آثار كسر أو عنف بباب الشقة، فضلًا عن وجود بعثرة بمحتويات الشقة.
وكشفت المعاينة، أن جثة الأم لسيدة، 38 سنة، تدعى "هبة"، وعثر عليها بين السرير والدولاب، ومصابة بكدمة بالعين، وآثار خنق حول رقبتها، وعثر بجوار الجثة على "إيشارب" رجحت المعاينة خنقها به، فضلًا عن إصاباتها بـ"خدوش" بالصدر ما يضع احتمالية مقاومتها الجاني.
وعثر على الطفلتين القتيلتين على سرير حيث تبين كتم أنفاس الطفلة الكبرى "جنة الله" 12 سنة، بـ"مخدة" بينما تعرضت الطفلة الصغيرة "حبيبة" 10 سنوات للخنق بـ"سلك تليفون".
البداية كانت بتلقي اللواء عصام سعد مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إخطارًا بالعثور على 3 جثث لسيدة وابنتيها داخل شقة ببولاق الدكرور، وانتقلت على الفور قوة أمنية برئاسة العميد طارق حمزة مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة، وتبين العثور على الجثث الثلاثة لسيدة في الثلاثينات من العمر وابنتيها تتراوح بين 10 إلى 13 سنة. وكثفت قوات الأمن من جهودها للوصول إلى الجاني ومعرفة تفاصيل الواقعة.
فيديو قد يعجبك: