لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ضحاياه 11".. حكاية "سفاح الساقية" مُثير رعب الفتيات بالجيزة (فيديو وصور)

11:44 ص الأحد 03 يونيو 2018

كتب - محمد شعبان:

لم يدر بخلد "فتاة الساقية" حينما شاهدت "بوست" صديقتها محذرة فتيات المنطقة من شاب مجهول الهوية تعدى عليها بـ"كتر" أن تدور الأيام وتضاف لقائمة ضحاياه، وأخبرت والدها الذي لم يفكر إلا في حمايتها وقرر إيصالها يوميًا إلى محل عملها بإحدى الشركات الخاصة، إلا أن الشاب نفسه كان في انتظارها لتنفيذ فعلته المعتادة التي بثت الرعب بين أولياء الأمور والفتيات بمنطقة ساقية مكي بالجيزة.

منذ 3 أشهر وتحديدا في 29 مارس الماضي، استقلت طالبة جامعية سيارة ميكروباص، توقفت للحظات بمحيط محطة مترو ساقية مكي، فوجئت بشاب يعتدي عليها بنصل حديدي لم تتأكد من ماهيته، محدثا إصابتها التي استلزمت عمل 5 "غُرز" باليد، لكنها لم تحرر محضرا.

لم يمر سوى شهر حتى تكرر الأمر أمام نفس المحطة، لكن الضحية كانت سيدة حامل في الشهر السابع، تعدى عليها نفس الشخص بـ"كتر" أثناء استقلالها ميكروباص، نُقلت على إثره إلى مستشفى أم المصريين وتم عمل "7 غرز في يدها"، وحاولت تحرير محضر إلا أن أمين الشرطة المعين بقسم الاستقبال "قالها مالوش لزوم.. هتتقيد ضد مجهول"، حسب أحد أقاربها.

وسجل يوم 9 مايو الماضي ضحية جديدة لمدرسة خمسينية كانت تستقل سيارة ملاكي مع صديقتها، انتهز الشاب "مجهول الهوية" فرصة توقف السيارة بمحيط محطة مترو الساقية، وتعدى عليها بنفس السلاح محدثا إصابتها بالذراع وتم عمل 4 غُرز، لكنها أصرت على تحرير محضر رسمي بقسم شرطة الجيزة.

رويدا رويدا، بدأ أهالي المنطقة يتبادلون الحديث حول تكرار تلك الحوادث، خاصة أن القاسم المشترك بين الضحايا أنهن فتيات وسيدات بدون حجاب، تعرضعن للاعتداء أثناء استقلالهن وسائل مواصلات بمحيط محطة المترو، لتنطلق التحذيرات للفتيات بالحذر من "الخطر المجهول" الذي بات يشكل خطرا كبيرا عليهن.

بعد مرور يومين، قرر الشاب المُضي قدما في أفعاله الشيطانية، استهدف سيدة تستقل سيارة ملاكي مع زوجها، انتظر تهدأة السرعة عند مطب أمام القرية الفرعونية بشارع البحر الأعظم، إلا أنها حاولت مقاومته "افتكرت إنه عاوز يسرق السلسلة من رقبتي، لكن بعد كده ضربني بكتر وأخدت 6 غرز في اليد و6 في الكتف.. بس طلعت على القسم وعملت محضر"، تقول الضحية لمصراوي.

رغم حذر الفتيات، وقعت طالبة ضحية جديدة للشاب نفسه في 18 مايو الماضي، لكنها كانت الإصابة الأخطر 18 غُرزة بالكتف من الخلف أثناء استقلالها سيارة ميكروباص بشارع يبعد خطوات عن مستشفى أم المصريين، إلا أنها لم تحرر محضرا، لينفذ المتهم عملية جديدة يوم 27 مايو من الشهر نفسه، لم تكلل بالنجاح بعد إفلات الفتاة من قبضته بالقرب من محطة وقود بشارع 6 أكتوبر.

فتاة عشرينية تعمل لدى شركة خاصة، تيقنت من الخطر الذي قد يلحق بها خلال رحلتها اليومية إلى العمل، فأضحى والدها لا يفارقها كظلها في ظل حالة الرعب التي تسود المنطقة بسبب "سفاح الساقية" -كما لقبه الأهالي- إلا أن ثمة جديد طرأ على السيناريو المعتاد صبيحة يوم 31 مايو الماضي، شاب عشريني، نحيف الجسد، طويل القامة، يرتدي تي شيرت بني وبنطال رياضي و"شبشب كروكس" في حالة ترقب لحركة المارة على ناصية شارع ربيع الجيزي، يقترب منهما بخطوات حثيثة، تعدى على الفتاة بنصل حديدي من الخلف، لاذ بعدها بالفرار وسط ذهول الأب وابنته التي اكتفت بقولها "يا حيوان".

لم تصب الفتاة بأذى، لكنها قررت كتابة "بوست" عبر صفحتها الشخصية بموقع فيسبوك لتحذر الفتيات، لتلقى دعما غير محدود من أسرتها، لتقرر بث مقطع فيديو التقطته كاميرات مراقبة محل تجاري بمكان الواقعة بعد ساعة من نشر "البوست" الذي نال تفاعلا كبيرا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وسط غضب أهالي المنطقة الذين قرروا تشكيل لجنة شعبية تتلخص مهمتها في مراقبة الأماكن التي قد يتردد عليها ذلك الشاب.

داخل منزلهم البسيط، جلس أفراد أسرة الفتاة، يبحثون خطواتهم المقبلة، فكانت أولها تحرير محضر في صباح اليوم التالي، وقدموا مقطعا يوثق الواقعة، إلا أن المقطع لم يظهر ملامح الشاب، ليوجه العميد إبراهيم المليجي، مأمور القسم، بفحص الواقعة، وتتبع الجاني وضبطه في أسرع وقت، خاصة مع حضور أولى ضحاياه "طالبة جامعية تعرضت للاعتداء في 29 مارس".

فريق بحث مصغر شكله المقدم مصطفى كمال، رئيس مباحث الجيزة، تركزت جهوده على فحص المقطع جيدا، وعرض صور أرباب السوابق على الفتاة "مقدمة البلاغ"، وتنشيط مصادر المعلومات السرية بمحيط محطة مترو ساقية مكي.

عقارب الساعة تشير إلى الرابعة مساء يوم الجمعة الماضية، تتلقى أسرة الفتاة صورة لشاب مشتبه به بشارع السوق، لكن الصورة جاءت غير واضحة "مهزوزة"، ليستأنف بعدها رجال المباحث تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب، مدير مباحث الجيزة، فحص المشتبه فيهم.

لم تمر سوى دقائق، وأرسل نفس الشخص مقطع فيديو لا تتجاوز مدته الـ12 ثانية، انتفضت معه الفتاتان وأخرى"ايوا... هو ده"، ليتواصل رئيس المباحث مع صاحب الفيديو لمعرفة مكان الشاب بالتحديد، فانطلقت مأمورية بقيادة الرائد معتصم رزق، معاون المباحث، ألقت القبض على المتهم في أحد الشوارع الجانبية بمنطقة ساقية مكي، وشهرته "كشري".

فور دخول المتهم مكتب رئيس المباحث، صاحت الفتاتان بصوت عالٍ "هو ده"، لكن المتهم حاول التنصل من فعلته "انت تعرفيني.. شوفتيني قبل كده؟"، لترد عليه الفتاة "امبارح لما ضربتني وجريت.. لما شتمتك وقولتلك يا حيوان وأنت بتجري فبصيت عليا وقولت لي أنا"، ليصمت الشاب بعدها، ويطلب الضابط بخروج الفتاتين لبدء التحقيق.

تحريات المباحث كشفت أن المتهم مريض نفسي، وأن آخر جرائمه كانت قبل ضبطه بساعات قليلة، تعدى على فتاة بمنطقة الساق أثناء استقلالها حافلة ركاب، هرب بعدها للاختباء في الشوارع الجانبية، وأنه ارتكب 11 واقعة بنفس الأسلوب.

بدورها، علقت الفتاة على الواقعة "الحمد لله بفضل ربنا أولا اللي مبيرضاش بالظلم، وكل إنسان محترم كان إيجابي وساعد.. المتهم اتمسك"، موجهة الشكر لجهاز الشرطة لسرعة تحركهم واستجابتهم للبلاغ، وأهالي منطقة الساقية لمساهتمهم في التوصل للمتهم.

ووجهت الفتاة رسالة عبر "مصراوي" قائلة: "لو حد حصل معاه كده أو يعرف حد حصل معاه نفس الواقعة يا ريت يقول علشان محدش تاني يتعرض لأذى".

وأعادت الواقعة إلى الأذهان واقعة المتهم محمد مصطفى محمود وشهرته "سفاح المعادي"، حيث كان يعتدي على الفتيات والسيدات في محطات المترو والشوارع مستخدما "موس حلاقة" ما بين نهاية عام 2006 وبداية عام 2007، قبل سقوطه بمنطقة شبرا.

وأكد اللواء فاروق لاشين مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة "آنذاك" أن المتهم مريض نفسيًّا، وكان يعاني من اضطرابات نفسية، وارتكب نحو 11 واقعة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان