هبة "زهقت" من تعذيب الزوج فانتحرت بـ"التوكسافين": "ربنا هيسامحني"
كتب - محمود السعيد وسامح غيث:
هان كل شيء في عيون "هبة ع." بعد وصلة تعذيب جديدة من زوجها، فاض الكيل بالزوجة التي تحملت 18 سنة من القهر والعذاب بعدما ضربها الزوج بوحشية أمام عمها وأطفالها الثلاثة، فتناولت مبيد حشري "التوكسافين"، ورفضت محاولة إسعافها قائلة "عايزة أموت، ربنا هيسامحني".
لم تكن هذه المرة الأولى التي تحاول هبة فيها الانتحار هربًا من اعتداءات زوجها "ياسر. ا" المستمرة، فقد أخفقت في محاولة انتحار من قبل، إلا أن نجاتها لم تغير من تصرفات الزوج.
قبل 18 سنة، بدأت مأساة "هبة"، وفق ما أكد والدها عاطف إبراهيم في حديثه لمصراوي، الذي أضاف: ياسر الذي يكبرها بأربعة أعوام تقدم للزواج منها وعلى الرغم من عدم موافقتي، أصرت هيّ على الارتباط به، وبمرور الوقت تبدلَّت سلوكيات الزوج.
"هقسمك نصين" يتذكر والد هبة تهديد زوج ابنته له بعدما عاتبه على الاعتداء عليها بسكين وإصابتها بجرح في رقبتها، مطالبًا إياه بتطليقها، مضيفًا "كل يوم إهانة وضرب في البيت والشارع".
الخميس قبل الماضي (يوم الواقعة)؛ كعادته تشاجر المتهم مع زوجته بعد مشادة كلامية نشبت بينهما بسبب مطالبة الزوج لها بتنظيف الأواني في الوقت الذي كانت تعتني فيه بطفلها الصغير 3 سنوات، فضربها بالكرسي، بحسب محمد إبراهيم، عم الزوجة " حاولت أمنعه، لكن ضربني لأني راجل كبير".
لم تشفع توسلات الزوجة وأطفالها في إيقاف المتهم "ياسر" عن الاعتداء عليها، حتى نجح عمها في السيطرة عليه قائلًا: "قلتله موتني وسيبها، حرام عليك دي مش قادرة تقف"، مضيفًا أنه أثناء تواجده برفقة الزوج في البلكونة لتهدئته فوجئ بابنة الضحية تستغيث "ألحقني يا بابا، ماما هتبلع شريط البرشام كله"، فمنعها الاثنان من ذلك، وعنَّفها الزوج بكلمات لاذعة "سيبها دي بتهوشنا، ولا هتنتحر ولا حاجة" وعادا ثانية إلى البلكونة.
دقائق معدودة مرت؛ اشتم عم الزوجة رائحة غاز، فهرول لمعرفة الأمر، فوجد "هبة" ملقاه بأرض الصالة وبجوارها "جركن توكسافين" مبيد حشرات، وتخرج من فمها رغاوى بيضاء فحاول إسعافها بـ"مياه بالليمون" فرفضت "سيبوني عايزه أموت، ربنا يسامحني".
"يا ماما مش هنزعلك تاني" التف الأطفال الثلاثة حول أمهم وترجوها أن تتناول الليمون لكي تفيق، فيما جلس الزوج غير مبالي مما حدث، وعندما شعر أنها تناولت المبيد حاول إفاقتها بالضغط على بطنها "كان بيساعدني في إنقاذها"، ومع فشلهم في إسعافها، سارع بالاتصال بالإسعاف وأسرة الزوجة.
عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشر مساءً؛ الهدوء يسود منزل والد الزوجة قطعه اتصال هاتفي من ابنة الضحية لخالتها "ماما تعبانة، تعالى وديها المستشفى"، تقول سارة شقيقة الضحية.
أسرعت سارة ووالدتها لنجدة "هبة"، وقالت: بمجرد وصولنا شاهدناها ملقاه على الأرض، وبالرغم من إبلاغنا بوفاتها من قبل سائق الإسعاف والمسعف، إلا أننا أصررنا على نقلها للمستشفى، وحاول الأطباء إفاقتها بصدمة سريعة للقلب "الصدمات الكهربائية" لكن روحها فاضت إلى بارئها، مضيفة "أحد الأطباء أخبرنا بأن الوفاة نتيجة نزيف داخلي".
وألقى قسم شرطة المطرية القبض على الزوج ياسر، وأحيل للنيابة التي قررت حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات بتهمة التعدي بالضرب على زوجته، وقال المستشار وائل مهدي، رئيس نيابة المطرية، إنهم لم يتسلموا تقرير الطب الشرعي حتى لحظة كتابة الخبر.
ومازال الحزن يخيم على عائلة "هبة"، وانتقل طفلاها منة 12 سنة ويوسف 3 سنوات لبيت والدها، فيما تعتني والدة المتهم بابنة الضحية الكبرى لبنى.
فيديو قد يعجبك: