ما هي قضية "مواسير المياه" المتهم فيها 4 أشخاص بإهدار 3 مليارات جنيه؟
كتب -محمود الشوربجي ومصطفى أبوعقيل:
تسدل الدائرة 22 جنايات القاهرة، اليوم الثلاثاء، الستار عن قضية "مواسير المياه" بالقاهرة الجديدة، والمتهم فيها 4 أشخاص بالفساد والتربح، والإضرار الجسيم بالمال العام بما بلغت قيمته 3 مليارات جنيه.
وخلال سير جلسات القضية، فقد مرت بالعديد من الوقائع والمحطات التي يمكن الإشارة إليها فيما يلي:.
الإحالة للجنايات
بدأت القضية بقرار النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، في 4 إبريل 2017، بإحالة ملف القضية المعروفة إعلاميا بـ "مواسير المياه"، والمتهم فيها الاستشاري المصمم لمشروع خط مياه القاهرة الجديدة، و3 آخرين، بالتربح والإضرار الجسيم بالمال العام، أمام الدائرة 6 محكمة جنايات شمال القاهرة.
المتهمون
المتهمون بالقضية هم، "محمود م."، (52 سنة)، أستاذ بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، و"السيد إ."، (62 سنة)، رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة هوباس مصر، و"أحمد ع."، (52 سنة)، رئيس مجلس ادارة والعضو المنتدب لشركة العالم العربي للاستثمارات المالية، و"سعد ح."، (61 سنة)، رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة المستقبل لصناعة الأنابيب.
اتهامات النيابة
وأسندت النيابة إلى المتهمين الانضمام إلى جماعة محظورة أسست على خلاف أحكام القانون، وارتكابهم جرائم التربح والإضرار الجسيم بالمال العام، واستيرادهم من دولة قطر مواسير غير صالحة وغير مطابقة للمواصفات، نتج عنها انقطاع المياه على مدار السنوات الماضية في التجمع الخامس والقاهرة الجديدة.
التحقيقات
وكشفت تحقيقات القضية أن المتهم الأول كان مسئولا فنيًا عن محطة تنقية مياه مدينة القاهرة الجديدة خلال عام 2017 والمتضمنة إجراءات البت، والتقييم الفني والمالي لاختبار النوع الأمثل من المواسير المستخدمة في المشروع بارتكاب مخالفات تمثلت في قيامه باختبار مواسير من نوع " g.r.p"، وطرحها كأحد بدائل المواسير التي يمكن استخدامها للمشروع في كراسة الشروط، والمواصفات للمناقصة المطروحة لتوريد المواسير المستخدمة في المشروع.
وجاء في تحقيقات النيابة أنه في عام 2007، حصل المتهم الأول، بصفته موظفًا عامًا "استشاري" مصمم مشروع تنفيذ الخطوط الناقلة لمحطة تنقية مياه القاهرة الجديدة، لغيره دون وجه حق، على ربح ومنفعة من عمل أعمال وظيفته، بأن حصل للمتهمين من الثاني للرابع على ربح ومنفعة، بالتعاقد على توريد المواسير المستخدمة بالمشروع بمبلغ 618,020,972,20 مليون جنيه.
وأوضحت: أن المتهم الأول قام بعمل مقارنة فنية بين بدائل المواسير المطروحة للمشروع دون اتباع الأصول والاعتبارات الفنية المتعارف عليها ما أدى لحصول مواسيرgrp -التي تنتجها ويساهم فيها المتهمون- على درجة فنية غير مستحقة، أدت لقبولها وتساويها فنيا مع البديلين الآخرين، حال كونها الأقل سعراً وفقا للأسعار السوقية المتعارف عليها رغم علمه بعدم صلاحيتها للاستخدام بالمشروع.
وتابعت التحقيقات أن المواسير لها محاذير وأضرار تصميمية، وتنفيذية وعدم تضمينه التقييم الفني لشركات المقاولات على الدرجات الفنية المستحقة وفقا للمعايير والضوابط المتعارف عليها فنيا لبدائل المواسير المطروحة للاستخدام، مما ترتب عليه، إلزام لجنة البت بالجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي، اختيار تلك النوعية لتساويها، فنيا مع البديلين الآخرين، ولكونها الأقل سعرا قاصدا تظفير المتهمين بربح ومنفعة من ذلك التعاقد، دون وجه حق.
إهدار 3 مليارات جنيه
ثانيا: المتهم الأول بصفته السابقة أضر عمدا بأموال ومصالح الجهة التي يتصل بها بحكم عمله وغير المعهود بها على تلك الجهة بأن ارتكب الجريمة محل الاتهام، أولا بما ترتب عليها ضررا ماديا جسيما بمبالغ مالية إجمالي مقدارها ثلاثة مليارات جنيه تقريبا تمثل قيمة مواسير " g.r.p ، التي تم توريدها واستبدالها، لعدم صلاحيتها وفشلها في تجارب التشغيل، وتركيب مواسير صلب بديلا عنها لتشغيل المشروع لإمداد المناطق المتضررة من تأخير تشغيل المشروع لعدم وصول مياه الشرب، لها على النحو المبين في التحقيقات.
وأجرى المتهم الأول تقييما فنيا ضعيفا للمفاضلة بين أنواع المواسير المطروحة، سعى فيه لإعطاء المواسير من نوع g.r.p نقاط أفضلية غير مستحقة لقبولها فنيا ولتتساوى مع البدائل الأخرى حتى يتم إرساء المناقصة عليها، واختيارها لكونها الأقل سعرا على الرغم من الأضرار التي يمكن أن تحدث نتيجة استخدام هذا النوع من المواسير، بالأقطار الكبيرة "2600 مم,2200 مم"، لعدم وجود تجارب سابقة لها داخل جمهورية مصر العربية، ووجود الكثير من المحاذير التصميمية والفنية لها، الأمر الذى ترتب عليه فشل جميع تجارب التشغيل وتغيير تلك المواسير بأخرى من النوع الصلب، مما أدى إلى حرمان المناطق المراد توصيل المياه لها من مياه الشرب لتأخر تنفيذ المشروع وتكلفة شراء نوع آخر من المواسير وما تكبدته الدولة من نفقات الاستبدال من أعمال حفر وردم وصلت لمبلغ مقداره 3 مليارات جنيه تقريبا.
كما أسفرت تحريات عن سابقة قيام ذات المتهم بوضع نقاط أقل لمواسير g.r.p أثناء قيامه بإجراء المفاضلة الفنية بينها وبين المواسير الخرسانية، واختيار الأخيرة بأعمال تصميمات مشروع نقل المياه من مدينة أنشاص إلى مدينة العبور، والذي تم الانتهاء منه في مواعيد الانتهاء المقررة ويعمل بكفاءة عالية.
المتهمون من الثاني حتى الرابع، اشتركوا بطريقي الاتفاق والمساعدة مع المتهم الأول على ارتكاب الجريمة محل الاتهام.
مخالفة إرساء المناقصة
واتفق المتهمون الثلاثة مع المتهم الأول على ارتكاب الجريمة، وساعدوه بتقديمهم مساعدات مالية وفنية تضمنت صلاحية تلك النوعية من المواسير للاستخدام، في ذلك المشروع، فألزمت لجنه البت بإرساء المناقصة العامة للمشروع على الشركة المنفذة للمشروع بالبديل الأقل سعرا بعد تساويهما فنيا في التقييم الفني المعد من قبل المتهم الأول مع البديلين الآخرين، مما ألزم الشركة المنفذة للمشروع بالتعاقد مع الشركات الموردة لهذا النوع من المواسير فوقعت الجريمة بناء على ذلك الاتفاق وتلك المساعدة.
وبذلك يكون المتهمون قد ارتكبوا الجناية المؤثمة بالمادة 40 و41 و1155 و116 و118 و119 من قانون العقوبات.
النطق بالحكم
في 1 مايو الماضي، حجزت الدائرة 22 جنايات القاهرة، بمحكمة العباسية، جلسة محاكمة المتهمين في قضية مواسير المياه، المتهم فيها 4 أشخاص بالفساد والتربح، للنطق بالحكم بجلسة اليوم.
فيديو قد يعجبك: