بعد تصويرهما لمريضة عارية بمستشفى العباسية.. قانونيون: الممرضتان تواجهان الحبس سنتين

كتب - محمود الشوربجي:
بعد واقعة قيام ممرضتين من العاملين بطاقم التمريض بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، بتصوير إحدى المريضات بالمستشفى وهي تستحم بمساعدة مريضة أخرى وملقاة على الأرض بطريقة غير آدمية، ونشر تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، وما تلاها من صدور قرار من النيابة الإدارية بالتحقيق في الوقعة؛ تساءل البعض عن الموقف القانوني للواقعة، ومدى إمكانية محاكمة المتهمتين أمام الجنح.

يقول الدكتور أحمد مهران، أستاذ القانون ومدير مركز القاهرة للدراسات القانونية، إن المريضة من حقها التقدم ببلاغ للنيابة العامة للمطالبة بحقها الجنائي، وهنا ستأخذ القضية بعدًا جنائيًا وقد تتم إحالة الممرضتين إلى محكمة الجنح لاتهامهما بالتشهير وتصوير مريضة بدون تصريح، موضحًا أنه في حالة إدانتهما في الواقعة سيتم تعويض المريضة مدنيًا.

أضاف في تصريحات خاصة لمصراوي، أن الاكتفاء بتحقيقات الجهة الإدارية سيترتب على صدور عقوبة إدارية فقط ومجازاتهم بخصم تحدده جهة الإدارة، لاعتبارها مخالفات إدارية وفقًا لقانون الخدمة المدنية 3 لسنة 2015.

أشار مهران إلى أنه في حالة ظهور شق جنائي في الواقعة عقب التقدم ببلاغ للنيابة العامة ستنتظر جهة الإدارة الفصل في القضية أمام الجنح ثم عقب ذلك تصدر عقوبتها الإدارية؛ لاعتبار أن صدور حكم بالحبس تجاه الممرضتين سيكون الجزاء الإداري هو الإحالة للمحكمة التأديبية وبالتالي إمكانية صدور قرار بفصلهما، أما في حالة انتهاء الشق الجنائي بصدور حكم بالبراءة دون توقيع عقوبات جنائية سيكون لذلك أثر لصالح الممرضتين وبالتالي إمكانية عدم تعرضهما لعقوبات إدارية مغلظة.

توقع مهران صدور حكم بحبس الممرضتين من 6 أشهر إلى سنتين، وغرامة قد تصل إلى 10 آلاف جنيه، حال إحالتهما للمحاكمة أمام الجنح.
من جانبه أكد محمد سالم المحامي، أن إحالة الممرضتين إلى المحاكمة أمام الجنح مرهون بتقديم المريضة بلاغًا إلى النيابة العامة، وبالتالي فإن العقوبات التي تنتظر الممرضتين حتى الآن هي عقوبات إدارية فقط.

أشار في تصريحات خاصة، إلى أن وقائع التشهير بالمرضى لا بد من مواجهتها بعقوبات مغلظة لمنع تكرارها، باعتبارها تنتهك الحقوق الشخصية للمواطنين وتتسبب في ضرر نفسي وجسدي لهم.

وأمرت المستشارة أماني الرافعي رئيس هيئة النيابة الإدارية، أمس الثلاثاء، بمساءلة ممرضتين من العاملين بطاقم التمريض بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، وذلك لثبوت قيامهما بانتهاك حقوق المريضات بتصوير إحدى المريضات بالمستشفى وهي تستحم بمساعدة مريضة أخرى وملقاة على الأرض بطريقة غير آدمية ونشر تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت النيابة الإدارية قد تلقت بلاغًا من وزارة الصحة بشأن الواقعة، حيث باشر المكتب الفني لرئيس الهيئة التحقيقات أمام المستشار سعد خليل، بإشراف المستشار عصام المنشاوي مدير المكتب الفني لرئيس الهيئة.
وكشفت التحقيقات عن قيام المتهمتين بالتقاط صور تظهر إحدى المريضات بالمستشفى بقسم 14 المخصص للسيدات وهي تساعد مريضة أخرى على الاستحمام عارية وملقاة على الأرض بطريقة غير آدمية، ونشر تلك الصور على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وذلك بغية الإساءة للمختصين المشرفين على القسم المشار إليه والمخصص للسيدات بالمستشفى لوجود خلافات سابقة بينهم، بما يعد انتهاكاً لحرمة الحياة الخاصة للمرضى وتعدياً على حقوقهم.