لمنع تحوله إلى ظاهرة.. إجراءات احترازية لمواجهة "كابوس الانتحار"
كتب- محمود الشوربجي وصابر المحلاوي:
خلال الفترة الماضية تزايدت حالات الانتحار، سواء من الطلبة بالمراحل التعليمية أو كبار السن، خاصة تلك التي وقع عدد منها أسفل عجلات مترو الأنفاق، حيث وقعت أكثر من حالة انتحار مؤخرًا أسفل المترو وهو ما يمكن اعتباره بداية ظاهرة قد تتكرر مجددًا الفترات القادمة.
وبالتزامن مع حالات الانتحار التي حدثت أسفل المترو؛ كان هناك حتمية لفرض مجموعة من الإجراءات الوقائية التي قد تحد من انتشار حالات الانتحار، بجانب تعظيم دور المؤسسات الشرطية والدينية والإعلامية لزيادة التوعية ومنع تنامي تلك الظاهرة بالمجتمع.
وشهدت بعض المحافظات الفترة الماضية إقبال عدد من الطلاب على الانتحار، والتخلص من حياتهم؛ لأسباب ترتبط وبشدة بالخوف من خوض الامتحانات، والقلق المتولد لديهم من ضغوط الأسرة المستمرة لحثهم على التميز في المراحل التعليمية، بجانب حالات الانتحار التي تحدثت نتيجة الظروف المادية والمجتمعية السيئة التي يعيشها البعض.
وكان طالب ألقى بنفسه أمام قطار مترو الأنفاق بمحطة مترو السادات، مساء السبت الماضي، ما أسفر عن مصرعه، وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية أن المنُتحر كان يمر بأزمة نفسية منذ فترة، أدت إلى الاكتئاب، وإقباله على الانتحار.
وتقول الدكتورة ثريا عبد الجواد أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، إن أية أسباب تضع الإنسان تحت الضغط والتوتر المستمر، والخوف من الفشل تدفعه للتخلص من حياته والانتحار، خاصة وأنه يتولد لديه -حينها- إحساس بأن الانتحار هو الحل الأمثل للقضاء على الضغوط التي يقع تحت طائلتها.
أضافت في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، أن ما يتداوله رواد المواقع الالكترونية بخصوص حالات الانتحار والدلالات الصغيرة التي تحدث لا يجب النظر إليه باعتباره ظاهرة بالمجتمع،
طالبت دكتور علم الاجتماع بضرورة بتوفر حياة كريمة لكافة الأسر، وكذلك نظام تعليمي جيد يمنع الأشخاص من التعرض لضغوط نفسية قد تؤدي إلى إقبالهم على الانتحار.
أشارت إلى ضرورة زيادة دور مؤسستي الأزهر والإعلام في توعية المواطنين وخاصة الشباب بالمرحلة العمرية المبكرة، وحتمية تجنب كافة الظروف المجتمعية التي قد تؤثر على حالة المواطنين النفسية ودخولهم في مرحلة من الاكتئاب قد تزيد من نسب الإقبال على الانتحار.
وعن حالات الانتحار داخل مترو الأنفاق، قال مصدر أمني بشرطة النقل والمواصلات، إنه تم وضع عدة إرشادات في جميع المحطات والتي تحذر الأفراد من خطورة الإقبال هذه الأفعال، بجانب تقديم خطابات لسائقي المترو بمراعاة السير بسرعة بطيئة أثناء دخولهم المحطات.
أكد المصدر بأن الشرطة وضعت خدمات أمنية داخل المحطات، بجانب وضع مراقبة دائمة على الكاميرات المتواجدة داخل المحطات لمتابعة الحالة الأمنية داخلها، والاستجابة الفورية في حالة النظر إلى أي شخص بأنه قد يكون مضطرب في تصرفاته.
من جانبه قال شحاته محمد المحامي، إن هناك تجريم لعمليات الانتحار بشكل كامل، لكن لا يمكن النظر إلى هذه الظاهرة من الزاوية القانونية باعتبار أن حالات الانتحار تقع من دوافع نفسية لدى الأشخاص، ولا يمكن منعها بشكل كامل -كما يردد البعض- لصعوبة السيطرة على المقبلين على الانتحار لاعتبارات خاصة بأن الجهات الأمنية والمسئول في الدولة لا يكون لديها علم بنية أي فرد بالإقبال على الانتحار.
أضاف في تصريحات خاصة لمصراوي، أن عدد كبير من الطلاب يكون لديهم اضطراب نفسي وعدم القدرة على التكيف مع الواقع والأجواء المحيطة بالعملية التعليمية وخاصة الثانوية العامة، وهو ما تسبب في زيادة نسب انتحار الطلاب مؤخرًا، موضحًا أن التأنيب المستمر من قبل أفراد الأسرة لأبنائهم قد يدفعهم في بعض الأحيان للجوء إلى الانتحار، باعتبار أن هناك بوادر مرض نفسي يبدأ في الظهور على سلوكيات الطلاب.
طالب بتخفيف حدة التوتر والضغوط الملقاة على عاتق الطلاب بالمراحل التعليمية المختلفة، وتعديل السياسة التعليمية بالدولة، بحيث تكون أكثر تنمية لقدرات الأطفال وتوعيتهم بشكل جيد بخطورة تلك الظواهر، بالإضافة إلى ضرورة توفير حياة كريمة لكافة الأسر؛ لمنع حدوث اضطرابات نفسية لدى الأفراد الأمر الذي يدفعهم للإقبال على الانتحار للتخلص من حياتهم.
وفيما يلي ننشر أبرز حالات انتحار الطلاب التي وقعت الأيام الماضية:
انتحار طالب شنقا في كفر الشيخ
في بداية يونيو الماضي، قام طالب بالصف الثالث الثانوي بالانتحار، بشنق نفسه داخل غرفة نومه قبل بدء الامتحانات بساعات قليلة.
وكان اللواء أحمد صالح مدير أمن كفر الشيخ، تلقى إخطارًا من العميد محمد عمار، مدير إدارة البحث الجنائي، يفيد بتلقي مأمور مركز شرطة بلطيم بلاغًا بوصول "ع. ع .ع" 18 سنة، لمشرحة مستشفى بلطيم المركزي جثة هامدة وتبين أن الطالب المتوفي أقدم على شنق نفسه داخل غرفة نومه، حيث تبين أن الطالب المذكور تعرض لضغوط وتوتر شديدين من قبل أسرته للحصول على مجموع عالي.
انتحار طالبة في الثانوية العامة بالإسكندرية
في 3 يونيو، أقدمت طالبة على الانتحار، بسبب ضعف مستواها الدراسي، حيث تلقى اللواء محمد الشريف مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من مأمور قسم شرطة الدخيلة بسقوط فتاة بمنور العقار بشارع الخلفاء الراشدين.
بالانتقال والفحص تبين وجود جثة "ي.ي.م" 18 سنة طالبة بالصف الثالث الثانوي بمدرسه معالي السلام الخاصة، مسجاه بمنور عقار سكنها، وترتدي كامل ملابسها، وبمناظرتها تبين إصابتها بكسور وجروح وكدمات بمختلف أنحاء الجسم.
انتحار طالبة في البحيرة بسبب رسوبها بالامتحانات
وفي 6 يونيو 2018؛ انتحرت طالبة بالصف الثالث الإعدادي، بسبب رسوبها في الامتحانات وتناولت مادة سامة ما أدى لوفاتها بقرية أبو صمادة التابعة لمركز شرطة الدلنجات.
وتلقى اللواء علاء الدين عبد الفتاح، مدير أمن البحيرة، إخطارًا من الرائد اسلام قطب رئيس مباحث مركز شرطة الدلنجات، من المستشفى العام بوصول " ندى.ر.م " 14 سنة طالبة بالصف الثالث الإعدادي، ومقيمة قرية أبوصمادة بدائرة المركز مصابة بادعاء تناول مادة سامة وتوفيت عقب وصولها.
انتحار طالبة ثانوي بأقراص سامة في الدقهلية
في 13 يونيو الماضي؛ أنهت طالبة بالثانوية العامة حياتها بالدقهلية بتناولها قرص كيماوي سام بسبب الامتحانات.
وتلقى اللواء محمد حجي، مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من العميد محمد شرباش مدير مباحث المديرية، بورود بلاغ لمركز شرطة شربين، من مستشفى شربين العام بوصول "نادية ص. أ"، 19 سنة طالبة"، جثة هامدة "إدعاء تناول مادة غير معلومة"، وبسؤال والدها عامل، أكد تناول ابنته قرص كيماوي يستخدم لحفظ الغلال لمرروها بحالة نفسية سيئة بسبب الامتحانات، ولم يتهم أحدًا بالتسبب في ذلك.
انتحار طالب من أعلى برج القاهرة
في 11 يونيو الماضي، أقدم طالب على الانتحار من أعلى برج القاهرة، بمنطقة الجزيرة، وأكدت تحريات ضباط مباحث قسم شرطة قصر النيل أن "جرجس" 19 سنة، طالب بالصف الثالث الثانوي، توجه إلى برج القاهرة، وبعد دقائق من صعوده، ألقى نفسه ليسقط جثة هامدة على أحد الأسطح المجاورة.
وأوضحت التحريات أن الطالب كان يأمل في تحسين مستواه العلمي بمادة اللغة الإنجليزية، وكان يتردد على معهد القوات المسلحة للغات، وأن شعورًا بالخوف كان يسيطر عليه قبيل الامتحان "كان بيشتكي لأصحابه كتير"، حسب التحريات.
فيديو قد يعجبك: