لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الطبنجة تحت المخدة".. كواليس مأمورية 6 الصبح لإنهاء أسطورة "الدكش" بأوسيم

11:05 ص الجمعة 18 أكتوبر 2019

حملة أمنية

كتب - محمد شعبان:

عامان من المطاردات المستمرة ذاع معها صيت أسطورة "الدكش" بين أهالي مركز أوسيم شمال محافظة الجيزة، حتى ظن البعض أن سقوطه أمر بعيد المنال لكن دهاء رجال مباحث القسم كتب نهاية أحد أخطر العناصر الإجرامية.

خلال السنوات القليلة الماضية عُرفت منطقة بشتيل بانتشار دواليب الكيف خاصة مسحوق الهيروين، احترف بعض المنتمين إلى عائلة "الغناترة" ذلك النشاط الآثم حتى ارتبط اسم العائلة بأعمال البلطجة وتجارة السلاح والمخدرات لتشكل تلك البؤرة صداع مزمن لرجال الأمن.

منزل بسيط يقع بطريق الكباش في منطقة بشتيل، اتخذه "عمرو.ح"، 35 سنة)، وشهرته "الدكش" وكرا للاختباء بعيدا عن أعين الشرطة، يتردد عليه بين حين وآخر، سرعان ما يختفي فور استشعار كونه مراقبا من رجال الأمن فهو يتصدر قائمة المتهمين المطلوب ضبطهم على وجه السرعة.

رحلة هروب دامت نحو 730 يوما، لا يمكث "الدكش" في مكان لفترة طويلة، اعتاد التنقل بين محل إقامة عدة كإجراء احترازي من كابوس "سقوطه في قبضة الشرطة" يطارده في منامه المتقطع الذي تحول معه إلى ذئب لا ينعم بنوم عميق إذ يبقى أحد مقلتيه في يقظة دائمة.

خلال الفترة الأخيرة وجه رجال مباحث قطاع الشمال ضربات أمنية ناجحة لتجار الكيف وحائزي السلاح والذخائر غير المرخصة، كان لمركز أوسيم نصيب الأسد منها.

منذ قدومه على رأس ضباط وحدة مباحث القسم، أولى المقدم مجدي موسى اهتماما كبيرا بملف ضبط العناصر الإجرامية الخطرة والمتهمين الصادر ضدهم أمر ضبط وإحضار من النيابة العامة والهاربين من الأحكام القضائية تنفيذا لتوجيهات اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام بتحقيق التواجد الشرطي الفعال في الشارع الجيزاوي.

داخل مكتبه بنقطة بشتيل -حديثة العهد- يفحص الرائد أحمد عادل إحدى القضايا فضلا عن متابعة نشاط عناصر الشرطة السرية يقطع ما كان ينجزه اتصالا من أحد مصادره زف له خبرا سارا "الدكش ظهر يا فندم"، اعتدل الضابط الشاب في جلسته لأهمية المعلومة التي تلقفتها أذناه للتو أمسك هاتفه ليخطر رئيسه المباشر.

بالانتقال إلى قسم شرطة أوسيم -تحديدا الطابق العلوي المخصص لوحدة المباحث- اجتمع رئيس المباحث بالرائد أحمد عادل والنقيب إبراهيم فاروق معاون مباحث القسم، أغلق باب المكتب بإحكام، منعت الاتصالات، الحدث جلل، الأمر في غاية الخطورة، المتهم الذي هم بصدد ملاحقته أحد أخطر العناصر الإجرامية، تم إيفاد مأموريات عدة خلال العامين الماضيين لضبطه لكن دون جدوى.

هناك على بعد أمتار من نهر النيل وفندق شيراتون العتيق - حيث مقر قطاع شمال الجيزة- يتابع العميد عمرو طلعت رئيس مباحث القطاع، تطورات القضية عن كثب وسط اهتمام بالغ من اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة الذي وجه بوضع خطة بحث عاجلة يسودها الحذر وتتصف بالدقة الشديدة.

أثمر الاجتماع المغلق عن توزيع المهام على رجال المباحث، خطوط عريضة شملتها الخطة الموضوعة لعل أبرزها مراقبة منزل المتهم الذي يتردد عليه على مدار الأربع وعشرين ساعة، جمع المعلومات من المصادر السرية حول تسليحه وطبيعة المسكن بالداخل (مداخل - مخارج - عدد الغرف).

72 ساعة لم يذق فيها الرائد أحمد عادل والنقيب إبراهيم طعم النوم، الأول لم يغادر مكتبه لجمع المعلومات الدقيقة، والثاني عمد إلى إعداد تقرير وافٍ عن العنصر الإجرامي ومنزله دون ترك ثغرات تمنحه فرصة لهروب جديد.

مساء الأحد الماضي، وُضِع ملف كامل على مكتب اللواء محمد الشريف مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، الذي أعطى الضوء الأخضر لاستهداف "الدكش" بمأمورية مسلحة على أعلى مستوى مشددا على ضرورة الحذر تفاديا لوقوع أي خسائر في صفوف القوات.

أول ضوء لنهار يوم الإثنين، هكذا جاءت "ساعة الصفر" وفقا للواء مدحت فارس نائب مدير مباحث الجيزة، استعد رجال المباحث للانطلاق نحو هدفهم في واحدة من أصعب المأموريات.

مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى السادسة صباحا، طوق رجال المباحث منزل "الدكش" من الجهات كافة انتظارا لشارة قائد المأمورية لتداهم معها قوات الشرطة البؤرة مستندة إلى عنصر المفاجأة.

مع شروق الشمس، عمت الفرحة أرجاء البلدة ذات الطابع الريفي، طاف الخبر بسرعة البرق "الدكش وقع"، تمكن

المقدم مجدي موسى ومعاوناه الرائد أحمد عادل والنقيب إبراهيم فاروق من ضبط المتهم، وعُثر على طبنجة أسفل وسادته "مسحوب منها طلقة" لم يجد فرصة لاستخدامها.

تحولت المأمورية إلى أقرب "زفة فرح" وسط فرحة الأهالي بسقوط أحد أعتى المجرمين، واقتادته القوات إلى ديوان القسم للتحقيق معه، بينما أخطر قائد المأمورية مدير المباحث عبر جهاز اللاسلكي "العملية نجحت يا فندم من غير طلقة واحدة".

بالعودة إلى القسم، ارتسمت البسمة على وجوه رجال المباحث الذين تبادلوا التهنئة لنجاح المأمورية، لتنهال عليهم التهاني هاتفيا من زملائهم وفي مقدمتهم مدير الأمن والمباحث، ليسدل الستار على أحد أخطر مروجي الهيروين، والهروب من 3 أحكام قضائية أحدها بالمؤبد والثانية 10 سنوات والثالثة حبس سنة (قتل- مخدرات- سلاح) بمركزي كرداسة وأوسيم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان