بسبب ولاعة.. عيد ميلاد يتحول لمعركة بالأسلحة استمرت 10 أيام ببولاق الدكرور
كتب- صابر المحلاوي:
اتفق "حسن. خ"، 19 سنة، مع أصدقائه من منطقة بولاق الدكرور جنوب محافظة الجيزة، على أن يفاجئوا "وليد" صديقهم بحفل عيد ميلاده في أحد المقاهي بمنطقة الدقي.
حظي العرض بقبول الجميع الذين أبدوا إصرارًا على تناول المخدرات قبل التوجه للحفل. توجه الأصدقاء إلى المقهى، وفي تمام الساعة الثانية عشرة من صباح الجمعة قبل الماضي، أغلقوا الأنوار، وأشعل "حسن" الشمع، بالولاعة خاصته، وبعد دقائق مرح مع الأغاني والضحكات، فتحت الأنوار، لكن لم يجد "حسن" الولاعة.
استشاط "حسن" غضبا بعد سرقة "ولاعته"، واتهم "وليد. م" بسرقتها، فتحول عيد الميلاد إلى مشاجرة عنيفة بين الأصدقاء، وأصبحوا فريقين الأول من منطقة "السوايسة"، والآخر من منطقة بولاق الدكرور القديمة، حتى تدخل عمال المقهى، وفضوا المشاجرة وأخرجوهم من المكان.
ما إن عاد "حسن" إلى منطقته بـ"بولاق القديمة"، انتظر "وليد"، حتى عودته ليعيد ما سرق منه. أوقفه أعلى كوبري الخشب، وتعدى عليه بسلاح أبيض "سنجة"، ما رفع حدة المشاجرة مع استعانة كل منهما بشباب منطقته، لتندلع معركة بين المنطقتين استمرت لمدة 10 أيام.
في تمام الساعة الحادية عشرة مساء، اعتادت منطقة بولاق الدكرور على تسارع الأقدام، الشوارع تكتظ بالسيارات والمارة. وفي هذا الموعد على مدى الأيام العشرة، كانت المنطقة تشهد حالة من الكر والفر بين طرفي المعركة تسببت في ذعر المارة، وسط تراشق الطرفين بزجاجات المياه الغازية، والمولوتوف والشماريخ.
كان كل فريق له حيله في الهجوم على الآخر، "السوايسة"، شبابها يرتدون جلباب سيدات منتقبين حاملين الشماريخ والمولوتوف، ويطلقون أسلحتهم، أما منطقة "بولاق" يصعدون أعلى الأسطح، ويلقون الحجارة والزجاج على الجهة الأخرى.
"الأهالي أغلقوا محلاتهم ومنازلهم.. وعاشوا حالة رعب طوال الأيام الماضية"، بهذه الكلمات وصف "محمد. ع" أحد أهالي المنطقة في حديثه لـ"مصراوي" ما حدث بالشارع قبل أن يضيف "الكل كان بيجامل والعربيات المركونة أصبحت خُردة ومحدش عارف يعدي واللي كان بيعدي كان بيتبهدل من تراشق الزجاج وإشعال النيران وضرب الشماريخ".
لا يبعد قسم شرطة بولاق الدكرور كثيرًا عن مكان الاشتباكات. ولم تكن تمر دقائق على اندلاع المشاجرات حتى يصل رجال الأمن ليقبضوا على عدد من طرفي الواقعة، وفي اليوم التالي تتكرر المشاجرة من جديد، فتأتي قوات الأمن وتضبط عددا منهم.
"أول ما الشرطة تيجي الكل بيجري ومحدش عرف مين اتصاب ومين اللي حدف الإزاز والشماريخ ولا مين رمى المولوتوف.. الكل كان بيجامل والناس بيوتها اتخربت".. كلمات قالها "حسام. ر" صاحب محل بالمنطقة، مضيفًا أن المشاجرة تسببت في تلفيات كبيرة في المحلات التجارية الواقعة بمكان المشاجرة، مؤكدًا: "الدنيا باظت وكل المحلات قفلت والعربيات المركونة أصبحت خردة".
مصدر أمني بقسم شرطة بولاق الدكرور قال لـ"مصراوي" إن قوات الأمن ألقت القبض على 13 شخصا، تم التحفظ على 4 أشخاص فقط بعدما كشفت التحريات تورطهم في حدوث المشاجرة، فأحيلوا إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق معهم.
وأشار المصدر إلى أن المتهمين أصابوا عددا من الأهالي بكدمات وخدوش خفيفة في أجسادهم بجانب تخريب عدد من المحلات بالمنطقة، وإرهاب المواطنين بالشارع.
كان اللواء محمد الشريف، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الجيزة، تلقى إخطارا بنشوب مشاجرة في ترعة زنين، ووجود مصابين.
انتقلت قوة بقيادة العميد محمد الشاذلي، مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة إلى محل الواقعة، ونجحت قوة أمنية برئاسة المقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث بولاق الدكرور، والرائد أحمد يحيى معاون مباحث بولاق الدكرور، في السيطرة على الموقف، وضبط طرفي المشاجرة. حُرر محضر بالواقعة، وجارٍ الاستماع لأقوال طرفي الواقعة، وشهود العيان للوقوف على ملابساتها.
فيديو قد يعجبك: