إعلان

"هاتولي بنتي".. قصة غرق الطفلة كارما في بحيرة نادي وادي دجلة

12:22 م الثلاثاء 08 أكتوبر 2019

كتب- محمود السعيد:

على مدار 60 دقيقة، كانت والدة الطفلة كارما الخولي تهرول في جنبات نادي وادي دجلة بالمعادي يكتنفها الرعب على مصير صغيرتها التي تاهت من شقيقتها الكبرى أثناء التنزه، حتى عُثر عليها غارقة في بحيرة صناعية.

كعادة كل خميس، اصطحبت "س. ا" طفلتها كارما البالغة من العمر سنة و8 أشهر وشقيقتها الكبرى 16 سنة إلى نادي وادي دجلة بالمعادي للتنزه؛ عمّت البهجة جلسة الأسرة وأصدقائهم حتى انقلب الحال باصطحاب الأخت الكبرى لشقيقتها للتجول في أرجاء النادي.

بعيون باكية مرعوبة، عادت الفتاة لوالدتها "الحقيني كارما تاهت ومش لاقياها"، انتفضت الأم يملؤها الخوف تهرول بكل مكان تبحث عن صغيرتها وتسأل عنها الأعضاء، مستعينة بأصدقائها وأمن النادي الذين لم يتوصلوا لمكانها بعد مرور نحو ساعة كاملة لعدم وجود كاميرات مراقبة تغطي كامل أرجاء النادي، يقول محمد الخولي، والد كارما.

في ذاك الوقت، شاهدت إحدى أعضاء النادي شيئًا طافيًا على سطح مياه بحيرة صناعية، فأبلغت أمن النادي الذين حضروا على الفور، وانتشل أحد المنقذين الطفلة التي كانت "طافية على وجهها في المياه" ثم نقلها إلى العيادة الخاصة بالنادي في محاولة لإنقاذها لكن انتهت الفشل.

يقول "محمد" والد كارما في حديثه لمصراوي إن أمن النادي أبلغوا زوجته بالعثور على كارما بعد ساعة قضتها في العيادة، وأخبروها بحاجتهم لنقلها لمستشفى، فنقلتها الإسعاف لمستشفى النخيل، لكن فاضت روحها إلى بارئها.

صدمة ممزوجة بصرخات مكتومة ودموع منهمرة من الأم وابنتها الكبرى فور علمهما بوفاة كارما "هاتولي بنتي"، قابلها محاولة من الأب للسيطرة على الموقف والسعي لمعاقبة المسؤول عن الحادث، وأخطروا قسم شرطة المعادي الذي حرر محضرًا بالواقعة وأحاله للنيابة التي تولت التحقيق.

واتهم والد الصغيرة أمام النيابة مسئولي النادي بالإهمال الجسيم الذي أدى لسقوط ابنته في بحيرة صناعية وغرقها، موضحًا أن البحيرة لا يحيط بها سور عال يمنع تسلل الأطفال إليها ولا كاميرات مراقبة أو أفراد أمن قد ينقذون من يسقط فيها.

وعلى مدار الأيام الماضية، استمعت نيابة المعادي الجزئية، لأقوال عدد من أفراد الأمن الإداري بالنادي حول الواقعة، واستدعت مدير أمن النادي ومدير الإدارة الهندسية لسماع أقوالهم بجلسة تحقيق اليوم الاثنين.

وتضامن عدد كبير من أعضاء نادي وادي دجلة مع أسرة كارما، مطالبين النادي بإنشاء سور على البحيرات الصناعية ونشر أفراد الأمن حولها بالإضافة لتركيب كاميرات مراقبة تغطي أرجاء النادي بالكامل حماية لأطفالهم.

من جانبه، نعى نادي وادي دجلة على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" الطفلة كارما، معلقين أية احتفالات أو أنشطة ترفيهية بجميع فروعه لمدة ثلاثة أيام.

وقال النادي في معرض رده على مطالبات الأعضاء إن أفراد الكنترول "الأمن الإداري" في مرور مستمر حول النادي وبالنسبة للبحيرات فعمقها لا يتجاوز 50 سم واعتبروه آمنًا لجميع الأعمار، مضيفًا "سنقوم بمراجعة وضع البحيرات".

وطالب النادي أعضاءه بوجوب وجود أفراد راشدين مع الأطفال الصغار، مؤكدًا أنهم بدأوا منذ فترة في خطوات دراسة لإضافة كاميرات في الأندية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان