"ابقى هاتلي كفن معاك".. حكاية "إسلام" دافع عن خالته فقتله نجلها بـ6 طعنات
كتب- سامح غيث وطارق سمير:
لم يكن "إسلام. م" طالب الثانوي الصناعي يتخيل أن تدخله للدفاع عن خالته وإنقاذها من بطش ابنها سيكون سببًا في مقتله بـ6 طعنات في أماكن متفرقة بالجسم.
صباح الأحد قبل الماضي، انصرف والداه إلى أعمالهما، أما إسلام فبقي في حجرة نومه، بعد ليلة عمل شاقة على "توك توك". بينما كان مستغرقًا في أحلامه، طرق سمعه صوت خالته "نبيلة" تستغيث "الحقني سيف ضربني عشان عايز مني فلوس"، فقفز إسلام واقفًا، وتوجه نحوه معنفًا إياه، وطالبه بمغادرة المنزل، إلا أن الأخير رفض، فاقتاده إلى باب المنزل وألقى به على سلم العقار؛ ليصعد سيف ويسدد له 6 طعنات أردته قتيلا في الحال.
المجني عليه يدعى إسلام، 18 عامًا، طالب بالثانوي الصناعي، الابن الذكر وسط 4 أخوات بنات، يعمل سائق "توك توك" بعد الانتهاء من يوم دراسته، للاعتناء بأسرته ومساعدة والديه على تلبية متطلباتهم.
المتهم "سيف. م" نجل خالة المجني عليه، يكبره بثلاث سنوات، طالب في معهد سياحة وفنادق، انفصل والداه منذ صغره، يعيش بمنطقة العجوزة، مع والدته في منزل رجلٍ مسنٍ رباه بعد انفصال والديه؛ في الآونة الأخيرة أدمن سيف المخدرات، وساءَ سلوكه، ما دفع صاحب المنزل لطرده وأمه، قبل نحو شهر، فانتقلا للعيش في شقة بجوار شقيقتها "والدة المجني عليه"، بمنطقة الخصوص.
منذ انتقال سيف ووالدته لمنطقة الخصوص، زاد ترددهما على منزل والدة المجني عليه، وأصبحا يقضيان معظم وقتهما مع أبنائها. تقول شقيقة المجني عليه "منى. م" لمصراوي: خلال إحدى الزيارات لاحظ إسلام تغير سلوك المتهم واعتداءه بالسب على والدته، ومداومة مطالبتها لإعطائه أموالا أضعاف التي يتحصل عليها "كان بيشرب مخدرات والفلوس مش بتكفي".
رويدا رويدا، تدمر سلوك المتهم وأصبح أكثر عدوانية تجاه والدته، لم يتحمل المجني عليه ذلك وقرر وضع حد لتلك الأفعال، توضح شقيقته: "في البداية حاول مرارًا تقديم النصح للمتهم وتذكيره بفضل الأم ومكانتها، وطالبه بضرورة الإقلاع عن الإدمان والبحث عن عمل، لكن دون جدوى".
يتذكر والد المجني لمصراوي إحدى المرات التي نشبت بها مشادة كلامية بين المتهم ووالدته، أثناء تواجدهما في منزل المجني عليه، بسبب مطالبته بأموال كي يتمكن من شراء ملابس جديدة ويخرج للتنزه مع أصدقائه، ما آثار غضب إسلام وعنفه، فتطور الأمر إلى تشابك بالأيدي وتهديد المتهم للمجني عليه بالقتل "اسكت لأقتلك يا إسلام" ليرد الأخير مستهزئًا "لو تعرف.. ابقى هاتلي كفن معاك"، لكن تدخلت والدة المتهم وتمكنت من إبعادهما عن بعضهما، وتهدئة الأمور بينهما.
يوم الواقعة، صباح الأحد قبل الماضي، طلب المتهم من والدته أموالا، لكنها رفضت، فتعدى عليها بالضرب، لم تجد مفرًا من اعتداءاته سوى الاستنجاد بالمجني عليه، فرت نحو مسكنه القريب من مسكنها، وبمجرد دخولها استغاثت "الحقني يا إسلام سيف ضربني"، استيقظ إسلام غاضبًا، وحاول طرد المتهم من منزله، إلا أنه رفض، فنشب بينهما مشادات كلامية تطورت إلى مشاجرة بالأيدي، وحمل المجني عليه المتهم وألقاه على سلم العقار.
ثوانٍ معدودات ونهض المتهم واقفًا، وأخرج سكينا من طيات ملابسه، وعاجل نجل خالته بـ6 طعنات أردته قتيلا في الحال، ثم احتضنه صارخًا "ما تمتش يلا أنت أخويا وحبيبي"، ونقله بمساعدة بعض الأهالي إلى مستشفى المطرية؛ لإسعافه إلا أنه فارق الحياة قبيل وصولهم.
وتمكن ضباط وحدة مباحث قسم شرطة الخصوص من ضبط المتهم، في البداية ادعى تعرض المجني عليه لحادث سطو مسلح أثناء عمله على التوكتوك، وبمواجهته بالتحريات اعترف بارتكابه الواقعة، وأحيل للنيابة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، ومن ثم جدد قاضي المعارضات بمحكمة الخصوص الجزئية له 15 يومًا على ذمة القضية.
فيديو قد يعجبك: