"ابنك هيبات في حضنك".. رحلة تحرير "طفل جواهرجي" خطفه مجهولون بالجيزة

كتب - محمد شعبان:

كعادته كل صباح، استيقظ "بولا مجدي" مبكرا ارتدى زيه المدرسي، أعد حقيبته في انتظار يوم جديد داخل محراب العلم، ودع والداه على أمل لقاء يتجدد بعد انتهاء اليوم الدراسي إلا أن يد الغدر حالت دون ذلك.

على بعد خطوات من مدخل المنزل، وقف صاحب الـ11 ربيعا منتظرا قدوم حافلة المدرسة إلا أن ضيوفا غير مرحب بهم وصلوا مستقلين سيارة ملاكي، غبار كثيف أحدثته عجلات السيارة الحديثة بالقرب من "بولا" الذي لم يدر بخلده بأنه سيقع ضحية هؤلاء.

ثوان معدودة اختفت معها السيارة، وصل بعدها "باص" المدرسة لكن المشرف المسؤول فوجئ بتغيب "بولا" ليخبر أسرته ظنا أنه مريض ليجن جنون الأبوين "إزاي مش موجود.. ده لسه نازل من البيت".

بمرور الوقت فشلت محاولات العثور على التلميذ بالصف الرابع الابتدائي، وتلقى الأب رسالة من مجهول حمل الخبر اليقين "ابنك في الحفظ والصون.. لو بلغت البوليس مش هتشوفوا تاني" وانتهت المكالمة بطلب فدية مقابل إطلاق صراحه.

لم يتردد الجواهرجي في إبلاغ الشرطة، أسرع إلى قسم شرطة منشأة القناطر، قص على العميد طه فوده رئيس قطاع أكتوبر تفاصيل ما جرى صبيحة ذلك اليوم ليطمئنه الضابط المحنك "ابنك هيبات في حضنك".

فريق بحث رفيع المستوى ترأسه العميد عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بمشاركة ضباط فرقة شمال أكتوبر بقيادة العقيد محمد عرفان وضباط وحدة المباحث برئاسة الرائد سامح بدوي.

جهود البحث وتببع خط سير هروب الجناة وتفريغ كاميرات المراقبة المُثبتة بمحيط موقع الحادث، توصلت إلى هوية مرتكبي الواقعة وأنهم اختطفوا الطفل واصطحبوه داخل سيارة ملاكي ماركة "هيونداي" للحصول على فدية مالية نظرا لعلمهم بثراء والده.

بتضييق الخناق من خلال قطاع المساعدات الفنية، ومداهمة الأماكن التي يترددون عليها، تخلى المتهمون عن الطفل بمنطقة الكوم الأحمر دائرة قسم شرطة أوسيم، شمال محافظة الجيزة، دون إصابته بمكروه ليتوجه والد وأسرة "بولا" بالشكر إلى قيادات الشرطة لسرعة تحركهم وإعادة فلذة كبدهم سالما.

وتكثف إدارة البحث الجانئي بالجيزة جهودها بقيادة اللواء محمود السبيلي؛ لضبط الجناة وكشف ملابسات الواقعة تنسيقا مع قطاع الأمن العام برئاسة اللواء علاء الدين سليم.