قابيل السوداني قتل أخاه.. مأساة أم حضرت سفك دم ابنها "وقت الماتش"
كتب - محمد شعبان:
السابعة والنصف مساء أمس الأحد، هدوء يطبق على ميدان المساحة الشهير بحي الدقي وسط محافظة الجيزة، حركة المارة متوسطة تزامنا مع توافد العشرات على المقاهي والكافيهات لمتابعة لقاء النادي الأهلي أمام حرس الحدود في بطولة الدوري الممتاز، يقطع ذلك صرخات استغاثة صادرة من شقة بعقار قريب "إلحقوني.. ابني قتل أخوه".
هرع الأهالي إلى العقار مصدر الصوت بشارع السلولي، صعدوا درجات السلم وصولا إلى شقة بالطابع الرابع، تفوح منها رائحة دماء ويكبق الموت على أجوائها. تجلس سيدة ببشرة سمراء على الأرض بعدما خارت قواها وغالبت الدموع مقلتيها، واضعة يديها على رأسها محاولة استيعاب الفاجعة التي ستظل محفورة في ذهنها طيلة حياتها، بينما وقف الحضور مشدوهين من هول المشهد.
بصوت مبحوح من كثرة البكاء والصراخ، تروي الأم المكلومة كواليس اللحظات الأصعب لها طيلة حياتها، وأن مشادة كلامية حادة وقعت بين نجلها "عبد الرحمن حسن" 20 سنة، وشقيقه الأكبر "أحمد" 28 سنة، لدى مطالبة الأول للثاني "وطي صوت الأغاني شوية".
لم يتقبل ابن الـ28 سنة حديث شقيقه، امتنع عن الامتثال لطلبه، ووقعت بينهما مشادة كلامية حامية الوطيس في حضور والدتهما، تطورت إلى مشاجرة.
أسرع الشقيق الأكبر إلى المطبخ، واستل سكينا مسددا لأخيه طعنة نافذة أسفل الرقبة أودت بحياته في الحال وسط ذهول وحسرة الأم التي حضرت رفقة نجليها إلى القاهرة منذ 3 أشهر.
جلس الجاني بجوار جثة شقيقه، أخرج علبة السجائر وأشعل واحدة، وراح ينفث دخانها انتظارا لوصول قوات الشرطة مطالبا الأهالي: "اطلبوا البوليس أنا مستنيهم".
دقائق معدودة وصلت معها قوة من قسم شرطة الدقي بقيادة المقدم هاني الحسيني، رئيس المباحث، وجرى التحفظ على المتهم الذي لم يحاول الهرب.
جهود البحث والتحري التي قادها الرائدان حسام العباسي ومحمد مجدي معاونا مباحث الدقي، توصلت إلى أن المتهم يعاني من اضطرابات نفسية نتيجة إصابته بمرض التوحد، فضلا عن كونه في حالة سُكر وقت ارتكاب الجريمة.
تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأحاله العميد عمرو طلعت رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.
فيديو قد يعجبك: