ثأر بدأ منذ 25 عامًا.. قصة إطلاق النار على أتوبيس "6 الصبح" بأوسيم
كتب - محمد شعبان:
لم تمر سوى 59 يومًا على إسدال محكمة جنايات الجيزة الستار عن واحدة من القضايا التي حظيت باهتمام الرأي العام وعرفت إعلاميا بـ"مذبحة أوسيم" بأحكام متفاوتة ما بين الإعدام والبراءة حتى تكرر "مشهد الدم"، صباح الجمعة، بإطلاق مجهولين النار على حافلة ركاب بداخلها أحد أفراد عائلة "رابح" ما أسفر عن مقتله وآخر بطريق الخطأ.
صباح السبت 17 ديسمبر من عام 2016، استيقظ سكان قرية الزيدية بمركز أوسيم شمال محافظة الجيزة، على أصوات الرصاص التي سُمع دويها في مختلف أرجائها معلنة سقوط 4 قتلى ومصاب بسبب خصومة ثأرية بين عائلتين "رابح" و"الزيدي"، وصباح اليوم -بعد مرور 3 أعوام- سجلت محاضر الشرطة قتيلين جدد في حلقة جديدة لمسلسل متعدد الأجزاء.
السادسة صباح اليوم، خلت الشوارع من المارة، الهدوء يطبق على مركز أوسيم؛ استقل "ممدوح رابح" أتوبيس نقل ركاب في طريقه إلى وجهته المقصودة، لكن فوجئ السائق بأشخاص "ملثمين" يستقلون دراجة نارية يعترضون طريقه، وتهديد أحدهم له بإطلاق النار حال عدم التوقف، حسب رواية شهود عيان.
توقفت الحافلة بمحيط مقر الإدارة التعليمية، ليصعد أحد مستقلي الدراجة ويوجه فوهة سلاحه الناري صوب "ممدوح" وأمطره بالرصاص، وفر هاربًا رفقة باقي المتهمين.
وقال مصدر أمني، في تصريحات لمصراوي، إن ممدوح رابح تلقى 6 طلقات في الرأس والرقبة والصدر، بينما قُتل إسلام علي الخرصة بطلق ناري أسفل البطن "دخول وخروج"، مرجحا أن يكون تجدد خصومة ثأرية بين عائلتي "رابح" و"الزيدي" وراء الحادث، مؤكدا أن الضحية الثاني قُتل بالخطأ، وتم نقل الجثتين إلى مستشفى أوسيم المركزي، ومنها إلى مشرحة زنيهم.
وتكثف أجهزة الأمن جهودها بقيادة اللواء محمد عبدالتواب نائب مدير مباحث الجيزة لتحديد هوية المتهمين، بمشاركة ضباط فرقة الشمال ووحدة مباحث أوسيم.
الخصومة التي تعود إلى عام 1994، تجددت على فترات متباعدة أقربها عام 2013 بسبب لهو الأطفال، وآخرها ديسمبر 2016 مع فشل مساعي الصلح بين العائلتين حتى اعتاد الأهالي على مشاهد الدم التي يعقبها انتشارًا أمنياً مكثفًا من قبل قوات الشرطة لحين ضبط المتورطين.
الساعات الأولى من صباح 17 ديسمبر 2016 بدت مختلفة عن سابقيها، تبادل أفراد العائلتين إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل 4 وإصابة آخر ينتمون لعائلة "رابح"، وألقت قوات الأمن بقيادة اللواء خالد شلبي مدير مباحث الجيزة "آنذاك" القبض على 15 متهما.
وفي 3 ديسمبر الماضي قضت محكمة جنايات جنوب الجيزة، برئاسة المستشار عبدالشافي عثمان، بمعاقبة 15 متهمًا من عائلتي "رابح والزيدي"، في القضية المعروفة إعلامياً بـ"مذبحة أوسيم"، بأحكام متفاوتة ما بين الإعدام والبراءة.
وقضت المحكمة بالإعدام شنقاً للمتهم الأول والثاني والثالث، والسجن المؤبد للمتهم الرابع والخامس والسادس، والثاني عشر، والثالث عشر، والسجن 10 سنوات للمتهم السابع والثامن، وبراءة كل من المتهم التاسع والعاشر والحادي عشر والرابع عشر والخامس عشر.
فيديو قد يعجبك: