"إسلام" كشف المسلحين فكان أول القتلى.. ماذا حدث داخل "أتوبيس أوسيم"؟ (رواية جديدة)
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
كتب- محمد شعبان:
رحلة معتادة يقطعها "إسلام الخرصة" مستقلا حافلة تقل العاملين بإحدى الشركات بالطريق الصحراوي، يجلس بجوار النافذة، يشتم نسمات الصباح الجميلة، فحضر شاب جلس بجواره، فكانا على موعد مع أحداث مماثلة لتلك التي نشاهدها في أفلام السينما ذات الطابع التراجيدي، انتهت بمقتلهما بالرصاص.
صباح الجمعة قبل الماضي، استيقظ أهالي مركز أوسيم شمال محافظة الجيزة على أصوات طلقات نار وجثة مسجاة على الأرض مغطاة بملاءة، وآثار دماء في أرضية حافلة لنقل الركاب على بعد 10 أمتار من مقر الإدارة التعليمية القريبة من أحد البنوك، بعد إطلاق ملثمين النار على الضحية أخذا بالثأر، وقُتل آخر بطريق الخطأ.
وبعد مرور 10 أيام على الحادث، تواصلت قوات الأمن بوزارة الداخلية ممثلة في قطاع الأمن العام برئاسة اللواء علاء سليم جهودها بالتنسيق، مع إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة لضبط مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.
رواية جديدة لما جرى في صباح ذلك اليوم جاءت تفاصيلها على لسان مصدر مقرب من سائق الحافلة الذي- رفض نشر اسمه- خوفا على حياته من تعرضه لمكروه حال الكشف عن هويته.
يقول شاهد العيان إن "إسلام أمين الخرصة"، 25 سنة، استقل أتوبيسا تابعا للشركة محل عمله والكائنة بالطريق الصحراوي، وجلس بجواره شاب يدعى "ممدوح رابح" ينتمي لعائلة "رابح"، وإن أحد الأشخاص استوقف الحافلة زاعما أنه أحد العمال: "السواق وقف لأنه مش حافظ كل العمال"، لافتا إلى أنه فور توقف الأتوبيس أمام مقر الإدارة التعليمية بالشارع العمومي للمركز أسرع ذلك الشخص لإخفاء ملامحه بشال، بينما صعد ملثمان يحمل كل منهما بندقية آلية.
يضيف شاهد العيان في حديثه لمصراوي أن: "الكل خاف ما عدا إسلام حاول يبعد سلاح أحد الجناة.. إيده جت على وشه فكشفته" ما دفعه لإطلاق عيار ناري صوبه، ثم أمطر الشخص الذي كان بجواره بطلقات متتالية، ولاذا بعدها بالفرار حيث كان في انتظارهما الشخص الثالث عبر دراجة نارية، الأمر نفسه أكده مصدر أمني رفيع المستوى مطلع على التحقيقات بقوله: "اللي نفذوا الحادث 3 ملثمين.. 2 منهم طلعوا الأتوبيس".
"سبت الأتوبيس ومعرفتش أتحرك خطوة" بهذه الكلمات روى السائق ما حدث عقب هروب الجناة، مؤكدا أن الأهالي أسرعوا بنقل "إسلام" إلى مستشفى أوسيم إلا أنه كان لا يزال على قيد الحياة لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله متأثرا بإصابته بطلق ناري أسفل البطن أحدث فتحتي دخول وخروج، وقُتل "ممدوح" بـ6 طلقات في الرأس والرقبة والصدر، حسب مصدر طبي في المستشفى.
ويوضح شاهد عيان آخر من أهالي المركز أن مكان وقوع الحادث يبعد نحو 10 دقائق عن ديوان قسم شرطة أوسيم، فضلا عن وجود كاميرات مراقبة خاصة بأحد البنوك وتلك المُثبتة بمقر الإدارة التعليمية، بالإضافة إلى كاميرات محل سوبر ماركت شهير في محيط الواقعة.
تحريات المباحث رجّحت أن تكون خصومة ثأرية بين عائلتي "رابح" و"الزيدي" وراء الحادث، مؤكدا أن الضحية الثاني قُتل بالخطأ، وتم نقل الجثتين إلى مستشفى أوسيم المركزي، ومنها إلى مشرحة زنيهم التي صرحت بالدفن.
يتذكر الشاهد ما حدث نهاية عام 2015 في نفس المكان، عندما أطلق ملثمون النار على أحد الأشخاص ما أسفر عن مقلته وطفل تصادف مروره بسبب خصومة ثأرية بين عائلتين قائلا: "المرة دي أقل مرة يقع فيها ناس" مشيرا إلى أن الجميع يتذكر ما حدث منذ عام بمنطقة كوبري الزيدية لدى إطلاق مجهولون النار على كشك نتج عنه مقتل 3 أشخاص بينهم اثنان بالخطأ.
وعن العلاقة بين عائلتي "رابح" والزيدي"، يؤكد شاهد العيان أن خلافات الأولى متكررة آخرها مع الثانية وأحد القبائل "عرباوية"، لاسيما أن الأخيرة تختار الأخذ بالثأر من أفضل الشخصيات بعائلة رابح: "مش بياخدوا التار من مسجلين أو ناس ملهاش قيمة" - حسب قوله - مختتما حديثه بالإشارة إلى أن اثنين من مرتكبي الحادث يختبئان في قرية شنباري المعروفة بتجارة المخدرات والسلاح.
"مصراوي" تواصل مع 3 مصادر مطلعة على التحقيقات أكدت أن مأموريات مستمرة تستهدف المشتبه في تورطهم بالحادث، وأن الأمر لا يقتصر على المتهمين الثلاثة الذين نفذوا الجريمة: "في ناس سهلت عملية الرصد وجهزت السلاح وكمان التستر على المتهمين" دون الإفصاح عن إجمالي عدد المتهمين المطلوب ضبطهم.
فيديو قد يعجبك: