5 ساعات رعب.. حكاية بطولة "صقر المفرقعات" مُنقذ الدرب الأحمر من كارثة (فيديو)
كتب - محمد شعبان وفتحي سليمان:
جثمانا زميلاه على الأرض تسيل منهما دماء عطرة تفوح بالمكان، حُزن ممزوج بخوف يطبق على المشهد، آثار الحطام هنا وهناك، لم يغير ما سبق حالة الهدوء التي طالما لازمت المقدم "أحمد" مفتش المفرقعات بالإدارة العامة للحماية المدنية فور وصوله موقع الانفجار الذي وقع بمنطقة الدرب الأحمر، عشية أمس الإثنين.
في التاسعة مساءً، بدت الأجواء طبيعية داخل أروقة إدارة الحماية المدنية، لم تتلق غرفة العمليات أي بلاغات حتى اللحظة حتى ظنّ ضباط "النوبتجية" أنهم سيقضون ليلة هادئة إلا أن بلاغًا بوقوع انفجار بمنطقة الأزهر بدد أمانيهم.
دقائق معدودة انتشر خلالها خبر وقوع انفجار هائل بمحيط منطقة الأزهر، وسط أنباء عن سقوط ضحايا بين قتلى ومصابين، هرع فريق من خبراء المفرقعات تحت إشراف اللواء علاء عبدالظاهر مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية واللواء أسامة فاروق مدير الحماية المدنية بالقاهرة لموقع الانفجار، مزودين بكلاب بوليسية مُدربة وأجهزة حديثة -بينها ريبوت- للكشف والتعامل مع الأجسام الغريبة التي تحوي مواد متفجرة.
وخرجت وزارة الداخلية ببيان صحفي، شرحت فيه ملابسات الحادث، بأنه أثناء البحث عن مرتكب واقعة استهداف قول أمني أمام مسجد الاستقامة بالجيزة عقب صلاة الجمعة الماضية. توصلت فرق البحث والتتبع لخط سير مرتكب الواقعة عن تحديد مكان تواجده بحارة الدرديري بالدرب الأحمر، مضيفة أن قوات الأمن حاصرت المتهم وأثناء ضبطه والسيطرة عليه، انفجرت إحدى العبوات الناسفة التي كانت حوزته، مما أسفر عن مصرع الإرهابي واستشهاد ضابط وأميني شرطة، وإصابة ضابطين اثنين.
عمت الفوضى أرجاء المكان، وتناثرت الدماء في المكان، حتى فرضت قوات الشرطة طوقًا أمنياً بمكان لحادث، مشطت الكلاب البوليسية الحارة الضيقة واشتمت رائحة مواد متفجرة بالعقار سكن الإرهابي الحسن عبدالله العراقي.
على بعد خطوات من العقار المقصود، انزوى المقدم "أحمد" عن الأنظار، يتلو آيات من الذكر الحكيم، بينما أحضر مساعدوه البدلة الواقية من الشظايا والذراع التلسكوبي اللذان يستخدمان في عملية تفكيك العبوات الناسفة، مطالبين إياه توخي الحذر من خطر "تفخيخ" الشقة.
يتخطى "صقر المفرقعات" الكردون الأمني، يدلف إلى مدخل عقار قبل أن يخبره الضباط: "قدام قدام مش ده.. اللي بعده عند الفونتينا.. واحدة واحدة". مرت الدقائق كالدهر على قوات الشرطة لاسيما عثور مفتش المفرقعات -الحاصل على دورات محلية ودولية في تفكيك القنابل- على عبوة زمنية مُعدة للتفجير.
احتبست الأنفاس، لا تمر دقيقة دون أن يسأل أحد الحضور: "هو اتأخر ليه؟" حتى وقعت أعينهم على المقدم "أحمد" لدى خروجه من العقار عقب تفكيك العبوة ليتنفس الجميع الصعداء قبل أن يخبرهم الضابط بوجود كمية كبيرة من المواد المتفجرة بشقة الإرهابي، ليسرع رجال الشرطة بقيادة اللواء أشرف قابيل وكيل إدارة المفرقعات بإخلاء العقارات المجاورة؛ حرصا على سلامتهم.
5 ساعات تخللتها راحات متقطعة كانت عمر بطولة مفتش المفرقعات، حتى أن المرة الأخيرة له صعد إلى الشقة المستهدفة رفقة زميل دفعته المقدم "محمد" الكيميائي في الإدارة العامة للحماية المدنية، وذلك بعد التأكد من عدم وجود أي عبوات متفجرة.
وبحسب مصادر أمنية مسؤولة، عثرت قوات الأمن على مخزن متفجرات داخل شقة الإرهابي، أجهزة تفجير عن بُعد، أسطوانات لإعداد العبوات، أجهزة تشغيل، هواتف محمولة، طبات معدة للتصنيع ومواد معجنة بعد تجهيزها، لتنقذ بطولة رجال الشرطة المنطقة من كارثة محققة كادت تودي بحياة الآلاف.
فيديو قد يعجبك: