لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حمار وجلسة صلح ومشنقة.. كواليس الليلة الأخيرة لشاب في "شقة العمر"

08:39 ص الإثنين 04 فبراير 2019

جثة صورة ارشيفية

كتب - محمد شعبان:

"أخوك هيدخل السجن بسبب حمار".. تلخص هذه الكلمات مأساة شاب لم يتعد الـ25 من العمر، وجد نفسه المسؤول الأول والأخير عن رعاية أشقائه الثلاثة الذين يكبرهم بل وتوفير احتياجاتهم المالية كافة، وراح ينقذ شقيقه الأصغر من مشكلة تلو الأخرى حتى ضاقت به الأرض بما رحبت فقرر التخلص من حياته منتحرا.

منذ أيام عدة، فوجئ وليد عزت بحضور بعض الأهالي إلى محل سكنه بقرية ميت رهينة التابعة لمركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة، لشكوى شقيقه الأصغر الذي يبلغ من العمر 18 سنة: "عاوزين حق الحمار اللي اتسرق يا هنبلغ الحكومة".

اعتاد صاحب الـ25 ربيعا حل مشكلات عدة تسبب فيها شقيقه بأفعاله الطائشة لاسيما كونه المسؤول عنه، محاولا تقويم سلوكه باستمرار وتهديده بعدم منحه أي أموال، لكن دون جدوى.

أمس السبت، عقد "وليد" جلسة صلح حضرها أصحاب الحمار الذي اتهم شقيقه بسرقته، واتفق على سداد قيمته على دفعات من خلال عمله في تقطيع النخل، مشددا على عدم لجوء الطرف المتضرر إلى قسم الشرطة خوفا على مستقبل شقيقه.

طوال الطريق من مقر جلسة الصلح إلى منزله، دار حوارا حادا بين الشقيقين، واتسمت كلمات الأخ الأكبر بالحدة بنبرة حزينة غلبها اليأس من مسلسل سقطات أخيه متعدد الأجزاء مختتما حديثه: "مش كفاية كده.. كل يوم مشكلة أنا تعبت".

فور وصوله، ارتسمت علامات الغضب على جبين "وليد" الذي رفض الجلوس مع أفراد الأسرة وتناول العشاء معهم، مفضلا التزام شقته التي جهزها لتكون "عش الزوجية" والواقعة في الطابق الثاني من المنزل.

لم يغادر الشاب العشريني شقته حتى وقت الظهيرة، إذ رفض أفراد أسرته مضايقته وفضلوا تركه وحيدا دون إزعاجه، ظنا منهم أنه يحتاج للراحة في ظل الأعباء التي أثقلت كاهله دون أن يعلموان بأنه فضل الراحل الأبدية.

مع آذان العشاء، بدت الأجواء طبيعية داخل أروقة قسم شرطة البدرشين، يراجع العقيد علي عبد الكريم مفتش مباحث فرقة العياط والبدرشين دفتر المحاضر للنوبتجية النهارية، ومن بعدها الاطمئنان على انتظام خدمات تأمين المنشآت الهامة والكنائس بدائرتي القسمين، يقطع انهماكه صوت طرق باب مكتبه يخبره شرطي بورود بلاغ بالعثور على شاب مشنوقا داخل منزل بقرية ميت رهينة.

دقائق قليلة احتاجها رجال الشرطة للوصول على المنزل محل الواقعة، صعد العقيد علي عبد الكريم درجات السلم وصولا للطابق الثاني حيث شقة مكونة من غرفتين ومطبخ وحمام لا تتعدى الـ60 مترا، بداخل إحداها جثة تتدلى من حبل مثبت بجنش السقف يرتدي ملابسه كاملة.

صدمة ممزوجة بحسرة انتابت أشقاء المتوفى، بينما ينزوي ابن الـ18 ربيعا بأحد أركان المنزل محاولا استجماع قواه وكبح دموعه التي تغمر مقلتيه ليقترب منه المقدم عمرو البطران وكيل الفرقة والرائد أحمد عكاشة رئيس مباحث البدرشين وبادرا بسؤاله: "احكيلي اللي حصل".

روى الشاب للضابطين تفاصيل الليلة التي سبقت انتحار شقيقه الأكبر، لافتا إلى أن حالته تلك الأمسية كانت على غير العادة، وأنه كان يمر بأزمة نفسية خلال الفترة الأخيرة بسبب تحمله مسؤولية المنزل، نافيا وجود شبهة جنائية في الوفاة "إحنا طلعنا نطمن عليه الساعة 7 بالليل لقينا كده".

وحضرت سيارة إسعاف نقلت جثة المتوفى إلى مستشفى البدرشين المركزي، وحرر العميد خالد فهمي مأمور قسم البدرشين إلى النيابة العامة للتصريح بالدفن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان