"كهربناها حتى الموت".. حكاية علاقة حرام انتهت بجثة "قاصر إمبابة" في جوال
كتب - محمد شعبان:
كغيرها من البنات كانت تحلم بإتمام تعليمها وتخرجها في الجامعة وارتداء فستان الزفاف الأبيض مع الشخص الذي سيطير بها نحو أحلامها التي طالما راودتها منذ الصغر في عش زوجية كما تصورته في خلدها، إلا أن نهاية مأساوية نتيجة انفصال الأبوين ألقت بـ "فرح" التي ليس لها من اسمها نصيب، جثة داخل جوال فاقدة الملامح، بعد وصلات من التعذيب على أيدي عاطلين.
منذ عدة سنوات، انفرطت حبات عقد أسرة "فرح"، وصل قطار الأبوين محطته الأخيرة مع تفاقم المشكلات بينهما، وبات الخيار هو الانفصال، إلا أنهما لم يكتفيا بذلك، بحث كل منهما عن رفيق جديد يكمل معه ما تبقى من عمره دون التفكير برهة في مستقبل الابنة التي لم تدخل عامها السادس عشرة التي لم تدر وجهتها المقبلة.
ابتعدت "فرح" عن دراستها، أضحت تسكن لدى أقاربها تارة وتتسكع في الطرقات أخرى، حتى تعرفت على جارها "محمود أناكوندا" الذي يكبرها بعام، توطدت علاقتهما سريعا لكنها أخذت منعطفا خطيرا نحو عالم الرذيلة، إذ أقاما علاقة جنسية في منزله بشارع قريب من محل سكنها بمنطقة بشتيل.
بمرور الأيام أخذت العلاقة شكلا جديدا، لم يستطع "أناكوندا" كتمان سر علاقته بـ "فرح" عن صديقه "حمدي" الذي يكبره بثلاث سنوات، فما كان من الأخير إلا السير على نفس النهج مقابل منح ابنة الـ16 ربيعا مبلغ مالي أو السماح لها بالمبيت بالمنزل.
استمر الحال أشهر عدة حتى اضطرت الفتاة لحنث اليمين الذي قطعتها على نفسها لدى أول مرة زارت جارها في شقته، ترددت عليه تلك المرة بهدف السرقة لحاجتها للمال، زاعمة حضورها لممارسة الجنس مع "أناكوندا" الذي اكتشف بمغادرتها اختفاء هاتفه المحمول.
جن جنون الشاب، اتصل بصديقه يقص عليه ما حدث، فقررا البحث عن "فرح" في الأماكن التي تتردد عليها، استغرق الأمر يوم كامل حتى عثرا عليها، واقتادها إلى الشقة التي شهدت لقاءاتهما المُحرمة، قيداها بالحبال وقاما بالتعدي عليها بالضرب المبرح لإجبارها بالإفصاح عن مكان إخفاء الهاتف حتى أخبرتهما برهنه لدى أحد محلات بيع الهواتف المحمولة بأوسيم مقابل 30 جنيها، فتوجه الصديقان إلى المحل، واستعادا الهاتف.
لم يكتف الصديقان باستعادة الهاتف، انهالا بالضرب المبرح على "فرح" بعصا خشبية بل تطور الأمر إلى صعقها بالكهرباء حتى فارقت الحياة، وظن "حمدي" أنها أغشيَّ عليها وحاول إفاقتها لكن دون جدوى، سبق السيف العذل، فاضت روح "فرح" إلى بارئها.
قبل وقت المغيب أول أمس الأربعاء، بدت الأجواء مألوفة داخل قسم شرطة إمبابة المطل لنهر النيل، قسم "الإستيفا" -المخصص لتلقي البلاغات- مكتظ بالمواطنين بينما يتفقد العميد محسن كامل المأمور سير العمل موجها بحسن معاملة المترددين على القسم والتيسير عليهم، بينما يهرول شرطي يخبره بالعثور على جثة فتاة داخل جوال لدى تخلص شابين منها أسفل كوبري الساحل.
انطلقت قوة أمنية بقيادة المقدم محمد ربيع رئيس مباحث إمبابة ومعاونه الرائد مؤمن فرج، حيث تجمع عشرات المارة الذين شكلوا حلقة تحيط شرطيين يمسكان بشابين في مقتبل، ليوجه رئيس المباحث بصرف الحضور للوقوف على ملابسات الواقعة.
"إحنا كنا في مكان خدمتنا لقينا الاتنين دول وبنت تالتة معاهم بيرموا شوال باينه منه قدم آدمية قبضنا عليهم" بهذه الكلمات أخبر الضابط المعين بخدمة الطوف الأمني أعلى كوبري الساحل المقدم محمد ربيع الذي عاين الجثة وتبين أنها لفتاة في العقد الثاني من العمر، مُصابة بكدمات بالبطن والرأس وسحجة أسفل الذقن، وتم نقلها إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، واقتياد المتهمين -أحدهم بحوزته كتر- إلى ديوان القسم.
تحريات العقيد محمد عرفان مفتش مباحث القطاع ووكيله المقدم أمثل حرحش توصلت إلى أن المجني عليها تدعى "فرح.ه" 16 سنة، على علاقة غير شرعية بالمتهمين: "حمدي.إ" 20 سنة وشهرته "حمدي العسكري"، بائع متجول السابق اتهامه في 3 قضايا، و"محمود.خ" 17 سنة وشهرته "محمود أناكوندا"، نقاش سبق اتهامه في قضية مشاجرة وبلطجة وشروع في قتل.
أمام العميد عمرو طلعت رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، أقر المتهمان بصحة التحريات، وأن الضحية كانت تتردد على منزل "أناكوندا"، إلا أنها استولت على هاتفه في زيارتها الأخيرة، فتعدا عليها وصديقه بالصرب حتى أعادا الهاتف "قعدنا نكهرب فيها ونضربها بعصاية خشب لحد ما ماتت في إيدينا".
يصمت ابن الـ 20 سنة لحظات ممسكا برأسه بينما تتحرك الأحداث أمامه كما أنها حدثت للتو، يعود ليستكمل حديثه مشيرا إلى أنه وصديقه قاما بلف الجثة في بطانية وسجادة ووضعها في جوال، ونقلاها بوساطة عربة كارو إلى منزل والدته "آمال.ص" 50 سنة، لإخفاء الجثة خشية افتضاح أمرهما التي اقترحت عليهما التخلص من الجثة بنهر النيل.
استقل "اناكوندا" وشقيقته "شيماء" 25 سنة، وصديقه الكارو وصولا إلى كوبري الساحل، وشرع الصديقان في التخلص من الجثة بإلقائها بأحد فتحات الصيانة إلا أن شرطيين طاردوهم وتمكنوا من ضبطهم.
وأمكن ضبط الأم المتورطة والتوصل لشاهدي الواقعة وهما: "خالد.ع" 41 سنة، صاحب محل بيع الهواتف المحمولة المشار إليه 41 سنة مقيم بأوسيم، و"كامل.ص"، صاحب العربة الكارو المضبوطة، وأيدا ما جاء باعترافات المتهمين، لتسدل المباحث الستار عن القضية عقب اقتياد المتهمين لتمثيل جريمتهم وتحويلهم إلى سرايا النيابة التي أمرت بحبسهم.
فيديو قد يعجبك: