إعلان

القصة الكاملة| قائد "خلية الواحات".. كيف تحول ضابط صاعقة مفصول إلى أخطر إرهابي؟

08:17 م الجمعة 22 مارس 2019

منطقة هجوم الواحات

كتب - محمود السعيد وطارق سمير:
في السنوات الخمس الماضية، كان عماد الدين عبد الحميد، أحد أخطر المطلوبين أمنياً؛ تحول ضابط الصاعقة المفصول إلى إرهابي شكَّل خلية "ردع الطغاة" داخل الصحراء الغربية حتى قتلته القوات المسلحة أثناء فراره عقب تورطه في الهجوم على مأمورية الواحات.

عاش عماد عبد الحميد داخل أسرة ميسورة الحال في مدينة سموحة بمحافظة الإسكندرية، وتخرج في الكلية الحربية بسلاح الصاعقة عام 1998، وخدم في أنشاص، حتى صدر قرار بفصله ونقله إلى وظيفة مدنية عام 2006.

دخل "عماد" 41 سنة، في مشادة مع قائده أثناء أحد الاجتماعات "قاطع كلامه عدة مرات"، وعلى إثرها تم عمل تحريات تسببت في فصله ونقله إلى وظيفة بالإدارة المحلية، حسبما يقول صديقه المقرب نادر عبد الرازق، ضابط قوات مسلحة بالمعاش، والمتهم في القضية 160 عسكرية "المعروفة بـ "الهجوم على مأمورية الواحات"، لتمويله الإرهابيين بالطعام.

وحصل "مصراوي" على نص تحقيقات النيابة في القضية رقم 160 عسكرية، والمعروفة بـ"الهجوم على مأمورية الواحات".

وتضم القضية 53 متهمًا بينهم 37 محبوسًا و10 هاربين و6 آخرين مخلى سبيلهم بتدابير احترازية، وأبرزهم عبدالرحيم محمد عبدالله المسماري "ليبي الجنسية".

اشتدت رابطة الصداقة بين نادر وعماد، فأنشأ الاثنان شركة مواد غذائية عام 2008 بالإسكندرية، لكن بعد مرور 6 أشهر، قررا إغلاقها بسبب الخسائر، وبعدها حصل "عماد الدين" على إجازة من الإدارة المحلية وسافر للعمل بالسعودية وعاد عام 2010.

انتقل عماد الدين عبد الحميد إلى الإدارة المحلية بالقاهرة، حيث توطدت علاقته بالإرهابي هشام عشماوي، واستأجر شقته في مدينة 6 أكتوبر.

قبل الانتخابات الرئاسية عام 2012، لاحظ المتهم نادر عبد الرازق، ظهور أفكار "جديدة وغريبة" على صديقه عماد عبد الحميد؛ بدءًا من رفضه الانتخابات مبررًا "دي مش من الدين"، إضافة إلى حضوره دروس دين مع شيخ يدعى محمد بسيوني في مسجد "حمزة" بمدينة سموحة.

يقول المتهم نادر إن "عماد" أبلغه إن الشيخ يتحدث فقط عن الجهاد، وفي أحد المرات أثناء ذهابه للصلاة شاهده وهشام عشماوي يحضران الدرس.

تحولت حياة عماد الدين إلى التطرف أكثر بعد تولي "مرسي" الحكم آنذاك، فبدأ يحاول إقناع صديقه بالحاكمية (أي الحكم لله وحده وما عداه فهو كافر)، مستشهدًا في حديثه بالآية الكريمة "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون".

4 سبتمبر 2013، كان اللقاء الأخير بين الصديقين، ففي اليوم التالي حاول إرهابيين استهداف موكب وزير الداخلية آنذاك اللواء محمد إبراهيم بتفجير سيارة مفخخة أثناء سير موكبه، وجاء "عماد الدين" رقم 10 في القضية التي حملت رقم 423 لسنة 2013 والمعروفة بـ"تنظيم أنصار بيت المقدس 1".

انضمّ الإرهابي عماد الدين عبد الحميد إلى تنظيم بيت المقدس في سيناء، لكن عقب مبايعة التنظيم لـ"داعش" وتحوله إلى "ولاية سيناء" انشق عنهم، وسافر إلى سوريا بطريق غير شرعي، حيث التحق بأحد الجماعات التي تنتمي لتنظيم القاعدة وتدعى "ثوار ليبيا".

برر الإرهابي لصديقه نادر، انضمامه لتنظيم ثوار ليبيا لأنه مختلف مع الفكر الداعشي، قائلًا: "عندهم مغالاة في التكفير وهم خوارج العصر"، مشيرًا إلى أنه حاربهم في ليبيا لأنهم أهدروا دمه في طرابلس.

من نهاية 2013 إلى بداية 2017، كانت الاتصالات شبه منقطعة بين نادر عبدالرازق والإرهابي عماد عبد الحميد، فمرة يتحدثان قليلًا عن طريق زوجة أحدهما أو عبر تيليجرام حتى انقطعت تمامًا في 2016 بسرقة هاتف الأول.

بعد كوبري الطريق الإقليمي على طريق الواحات، كان عماد الدين عبد الحميد منتظرًا صديقه المتهم نادر عبد الرازق بعدما تواصل معه عن طريق والدة "عماد" قبل حلول شهر رمضان 2017، أخبره الإرهابي أنه عاد من ليبيا بعد اشتداد القصف الجوي هناك وافترقا مرة أخرى.

داخل الكيلو 135 عمق 25 كيلو في صحراء الواحات، أسس الإرهابي "الشيخ حاتم" خلية أسماها "ردع الطغاة" وهيأ لها منافذ "ردع الطغاة" خلية تتبع دخول خفية ومعه نحو 35 عنصرًا إرهابيًا يتدربون على استخدام الأسلحة المختلفة، وفقًا للتحقيقات.

ميليشيات تنظيم الفتح الإسلامي في ليبيا التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، تعتنق عناصرها أيدولوجية تبرير العنف وأعماله، تستخدم الإرهاب في ارتكاب أعمال عدائية ضد ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية باستخدام القوة المسلحة لإسقاط الحكم.

ويوم 20 أكتوبر 2017، هاجمت قوات الشرطة (قطاع العمليات الخاصة والأمن الوطني) معسكر "الشيخ حاتم" ما أسفر عن استشهاد 16 ضابطًا وإصابة 11 آخرين، ومقتل وإصابة 15 آخرين، وهروبه وآخرين في الصحراء رفقة الضابط المحتجز آنذاك محمد الحايس.

وتمكنت القوات المسلحة من قتل الإرهابي عماد عبد الحميد و8 إرهابيين آخرين في قصف جوي للمناطق المتاخمة للحدود الليبية وتحرير الضابط محمد الحايس، والقبض على الإرهابي الليبي عبدالرحيم المسماري الذي يُحاكم وآخرين بقضية "الهجوم على مأمورية الواحات".

اقرأ أيضا:
"معهم الحايس".. قصة فرار "إرهابيو الواحات" 12 يومًا في الصحراء (نص التحقيقات)

فيديو قد يعجبك: