لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عامان في حضرة الشيطان.. قصة حب انتهت بجثة مفصولة الرأس

01:22 م الجمعة 05 أبريل 2019

المجني عليه

كتب- محمد شعبان:

نظرة فكلمة فموعد فلقاء.. مقولة يحفظها كثيرون عن ظهر قلب، تلخص المراحل التي تمر بها العلاقات العاطفية وسط أمنيات بنهاية سعيدة، لكن ثمة علاقة غير شرعية نشأت بين صاحب سوبر ماركت وربة منزل متزوجة انتهت خلف القضبان أحدهما جثة مفصولة الرأس والثاني لا يغمض جفنه حيث تطارده كوابيس "طبلية عشماوي".

في حفل زفاف بسيط بحضور الأهل والأصدقاء؛ عُقد قران "سمية" على نجار مسلح يدعى "محمود" يكبرها بأكثر من عقد كامل "10 سنوات"، رضخت لحديث أسرتها بأن الزواج "سُترة" وأنها لن تشعر بفارق السن مع إنجاب البنين والبنات، الأمر الذي تحقق 3 مرات، إذ رُزقا الزوجان بثلاثة أطفال.

استقرت العائلة في منزل بحي الوراق المعروف بكثافته السكانية، حاول عائلها الوحيد توفير احتياجات زوجته وأبنائه لم يبخل عليهم بشيء، يعود مع غروب الشمس واضعا ثمرة جهده بين يدي الزوجة مطالبًا إياها بتلبية متطلبات البيت بحثًا عن ابتسامة ترتسم على وجه فلذات كبده.

كانت الزوجة تتردد على سوبر ماركت قريب من المنزل لشراء الطلبات، انجذبت خلالها إلى مالكه، راحت تتلهف رؤيته بعد تعلق قلبها به تحت تأثير كلامه المعسول ونصب لها شباك العشق والهوى حيث توطدت علاقتهما بعد مصارحة كل منهما بما يستقر في القلب.

دون مقدمات، أخذت علاقة العشيقين منعطفا مختلفا حيث علاقة آثمة، لتتعدد اللقاءات المحرمة في منزل العشيقة تارة لدى تواجد الزوج في محل عمله والأبناء في المدرسة، وشقة العشيق أخرى حيث غياب الزوجة والأبناء.

على مدار أشهر عدة لاحظت الزوجة تغير سلوكيات بعلها "مالك سوبر ماركت"، حاولت الوقوف على حقيقة ما يدور في الكالوس لكن دون جدوى حتى كشفت المستور بمحض الصدفة قبل شهر رمضان الكريم الماضي بأيام، حيث ضبطته في وضع مخل مع سيدة، إلا أنه أقنعها بإنهاء العلاقة دون رجعة والاهتمام بها وأطفالهما على خلاف ما يستقر في وجدانه ويسيطر على عقله.

استمرت علاقة العشيقين في الظلام، حتى ألقي القبض على العشيق الثلاثيني وصدر ضده حكم بالحبس 6 أشهر، لم تتخل عنه "سمية" وأحضرت محاميًا للدفاع ليثبت الموقف أواصر العلاقة لكنه فور خروجه بدأ أولى حلقات مسلسل ابتزازها مالياً مهددًا إياها بنشر صور فاضحة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

مطلع الشهر الماضي توترت علاقة العشيقين لأقصى درجاتها، تجاوزت تهديدات "أحمد" المعتاد متخطية الخطوط الحمراء مهددا بكشف علاقتهما غير المشروعة لدى زوجها. لم تتردد "سمية" في الاستعانة بزوجها لمرور تلك الأزمة، أخبرته بأن أحد الأشخاص يهددها بنشر صور لها فاستشاط غضبا واتصل به محذرا إياه من التعرض لـ"أم العيال" كما طلبت الزوجة مساعدة شقيقها "عبدالرحمن" إنقاذًا لسمعتها.

في وقت متأخر من مساء الأربعاء قبل الماضي؛ اتصلت "سمية" بعشيقها لمصالحته وطالبته بالحضور إلى منزلها لمنحه الأموال التي يريدها لا سيما مبيت الزوج في محل عمله لليوم التالي، لكن ثمة شكوكًا راودت الأخير فاستل سكينا كإجراء احترازي، صعد درجات السلم بخطوات حثيثة تكسوها مشاعر الخوف من مصير غير معلوم دون أن يدري بأنه لن يغادر الجدران الأربعة ثانية.

ساعات الليل مرت ثقيلة على زوجة "أحمد" انتظرت حضوره في موعده المعتاد لكن مع شروق شمس اليوم الجديد انطلقت إلى قسم شرطة الوراق للإبلاغ عن تغيب زوجها مؤكدة لضابط النوبتجية أنه لم تحدث أي مشكلات بينهما مؤخرا وأن حياتهما الزوجية تمر بحالة هدوء واستقرار ليطالبها الضابط بالانصراف وأنهم سيتخذون الإجراءات اللازمة للوصول لمكانه.

لم يكد يصل العميد عمرو طلعت رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة مكتبه بعد حتى تلقى اتصالا أثناء استقلاله سيارته في طريقه لمكتبه القريب من نهر النيل بمنطقة الدقي، ليطالب السائق بتغيير وجهته إلى الحي الشعبي لا سيما مع ورود تحريات أولية تشير إلى أن آخر مشاهدة للمتغيب كانت أثناء صعوده شقة بشارع معهد الأبحاث يتردد عليها على فترات.

توجهت مأمورية إلى الشقة يرافقها فريق من النيابة العامة، وتبين أن الشقة المقصودة مغلقة لتشير الجارة "سمية خدت عيالها ومشيت فجأة" ليقرر رجال الأمن كسر الباب حيث كانت رائحة كريهة في شرف استقبالهم، آثار دماء على الأرضية تشكل خطًا وصولاً إلى غرفة النوم حيث كرتونة كبيرة محكمة الغلق بحبال، ولدى فتحها صُعق الجميع، حقيبة بداخلها رأس بشرية وجسد بدون رأس به طعنات وسكاكين مطبخ مُدممة.

أيقن العميد "طلعت" أنه أمام جريمة قتل والانتقام هو دافعها الأول نظرًا لطريقة التخلص من الضحية، أمسك جهاز اللا سلكي لإبلاغ اللواء محمد عبدالتواب نائب مدير مباحث الجيزة الذي وجه بتشكيل فريق بحث رفيع المستوى بمشاركة العقيد محمد عرفان مفتش القطاع والمقدم أمثل حرحش وكيل الفرقة، والاستعانة بقطاع المساعدات الفنية.

أولى المفاجآت كانت تطابق أوصاف القتيل مع بلاغ السيدة بتغيب زوجها، وأن أصابع الاتهام تشير إلى تورط ربة منزل متزوجة تدعى "سمية" التي تقيم في الشقة -مسرح الجريمة- لا سيما مع أقوال الجيران بأنه كان يتردد على الشقة في غياب الزوج، والثانية كانت رصد مغادرة الزوج وشقيق المشتبه بها الرئيسية العقار في وقت متزامن لاكتشاف الجريمة، ليوجه اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بسرعة ضبط المتهمين.

عمد الرائد هاني مندور رئيس مباحث الوراق إلى فحص علاقات المشتبه بهم خاصة الأقارب، وتوصلت جهود البحث والتحري إلى هروبهم لمسقط رأسهم في محافظة سوهاج بصعيد مصر.

بالعودة إلى مسرح الجريمة، صدمة ممزوجة بغضب انتابت قاطني المنطقة لدى انتشار خبر تحديد الشرطة لمرتكبي الجريمة وأن علاقة غير شرعية جمعت الزوجة والضحية طوال عامين ليعلق أحد سكان العقار "دمرت أسرتها بإيديها.. الدنيا جرى فيها إيه؟!".

داخل قسم شرطة الوراق، تحول مكتب رئيس المباحث إلى غرفة عمليات لتحديد الأماكن التي قد يتردد عليها المتهمون، فجاء تكليف النقيب طاهر صالح معاون المباحث بالسفر إلى الصعيد، وتولي عملية المطاردة بتنسيق كامل مع أمن سوهاج بقيادة اللواء عبدالحميد أبوموسى رئيس البحث الجنائي بالمديرية.

6 أيام من البحث والمطاردة لم يكل خلالها رجال الشرطة واضعين نصب أعينهم حتمية تقديم الجناة للعدالة، حتى فوجئ رئيس مباحث قسم طما برجل وامرأة طلبا مقابلته حيث أكدا "إحنا اللي دبحنا أحمد البقال في الوراق وهربنا هنا" ليزف الضابط الخبر السار لرفقائه في الجيزة.

مصدر أمني مسؤول مطلع على التحقيقات -رفض نشر اسمه لأنه غير مخول له الحديث لوسائل الإعلام- وصف الملاحقات الأمنية طوال الأيام الماضية بقوله "إحنا مسبناش مكان ممكن يترددوا عليه إلا وداهمناه ضيقنا الحصار عليهم لحد ما سلموا نفسهم" لافتا إلى استمرار الجهود لضبط المتهم الثالث الهارب.

عقب ترحيل المتهمين إلى الجيزة بقيادة النقيب طاهر صالح، كشفت الزوجة عن مفاجآت جديدة عن الجريمة خلال التحقيقات، وقالت إنها استدرجت المجني عليه "أحمد" إلى شقتها بزعم إنهاء الخلافات التي نشبت بينهما مؤخرًا، وحضر العشيق مستغلًا غياب أبنائها في المدرسة، ولدى دخولهما غرفة النوم لممارسة الرذيلة باغتته بطعنة نافذة في الرقبة سقط على إثرها جثة غارقًا في دمائه.

أضافت المتهمة أن زوجها وشقيقها كانا رفقتها في الشقة أثناء ارتكابها الجريمة، مشيرة إلى أنها لم تكتفِ بقتل عشيقها وشرعت في فصل رأسه عن جسده بواسطة سكاكين المطبخ، ثم وضعوا الرأس في حقيبة والجسد في كرتونة كبيرة الحجم، وفروا هاربين، وتم ترحيلهما للمثول أمام النيابة العامة التي أمرت بحبسهما على ذمة التحقيق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان