"مش هنسيبك ولازم تموت".. حكاية مقتل بائع موبايلات على يد جزار الشرقية وشقيقه قبل الإفطار
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتب- صابر المحلاوي ومحمود الشوربجي:
لم ينصَع إسلام حامد، شاب في العقد الثاني من العمر، صاحب محل موبايلات، إلى تهديدات "محمد. ش"، (جزار)، الذي حاول التعدي عليه بعد اختلافهما على سعر تصليح هاتف الأخير.
إسلام الذي يعمل ليل نهار لتحسين أوضاع أسرته هو وشقيقه الأكبر بعد وفاة الوالد ترك "الجزار" رغم إهانته له ومغادرة المحل، وهو يتمتم: "مش هسيبك ولازم تموت".
دقائق معدودة، وأحضر "محمد"، شقيقه الأكبر "أحمد. ش" إلى محل صيانة الهواتف المحمولة لمقابلة "إسلام" وقتله في نهار ثالث أيام رمضان؛ بعدما أحضرا أسلحتهم "سلاحا أبيض وقطعة خشبية".
هدى بنداري، (48 سنة)، ربة منزل، أم لثلاثة أبناء "وحيد وإسلام وعبد الرحمن"، مات زوجها منذ 4 سنوات، وترك لها الأولاد، الابن الأكبر يعمل بمصنع بالعاشر من رمضان، والأوسط "إسلام، المجني عليه"، 26 سنة، أنهى تعليمه واتجه للعمل بمجال غير الذي كان يحلم به؛ كي يتمكن من الإنفاق على أسرته، ومساعدة شقيقه الأصغر لاستكمال دراسته.
"قتلوه غدر.. منهم لله"، قالتها والدة المجني عليه في حديث لمصراوي: "كان طموح إسلام منذ الصغر أن يدرس بكلية الهندسة، لكن وفاة والده حالت دون ذلك، وأصر على أن يتحمل مصاريف المنزل مع شقيقه الأكبر كي لا تضيق بنا الحياة".
لم يرضَ "إسلام" بالجلوس في صفوف العاطلين في بلدته بمنطقة العجيزي بمنيا القمح في محافظة الشرقية، واتجه لتعلم كيفية إصلاح الهواتف المحمولة لدى بعض أصحاب المحال بمنطقة السكن، وبعد عدة أشهر قرر أن يفتح محلًا لبيع وتصليح التليفونات بمدينة منيا القمح، واستأجر محلًا منذ عام ونصف، وبدأ في تحمل جزء من مصاريف الأسرة".
بالفعل، ترك "إسلام" بلدته، وذهب إلى مدينة منيا القمح التي تبعد عن منزله بـ15 كيلو مترا، وبات همه الأول والأخير تدبير مصاريف المنزل، وأوصى شقيقه الصغير أن يراعي والدتهم طوال فترة تواجده بعمله.
الشاب النحيل الذي يتواجد ليلًا ونهارًا بمحل عمله باتت سيرته العطرة تنتشر بين أهالي المنطقة كانتشار النار بالهشيم؛ حتى إن جميع زبائن المحل يأتون إليه من مناطق وأحياء بعيدة بالمدينة بسبب مصداقيته ومعاملته الحسنة- يقول "ك. أ" أحد أقارب المجني عليه.
في اليوم المشؤوم أشارت عقارب الساعة إلى الخامسة قبل أذان المغرب بساعة ونصف، عندما استوقف شابان "إسلام" بمحل عمله- قبل ذهابه إلى المنزل لتناول الإفطار مع أسرته- حيث طالباه بالدخول إلى المحل وغلقه عليهم، لكنه شعر بالغدر في أعينهما فرفض، ليفاجأ بقيام أحدهم بضربه على رأسه، فأصر "إسلام" على الدفاع عن محله كيلا يحطموا ما بداخله.
لم يهتم الشقيقان المتهمان بتوسلات "إسلام"، وأصرا على قتله، رغم مقاومته بشدة، حتى أخرجه أحدهما بالقوة خارج محله، وتعدى عليه بسلاح أبيض كان بحوزتهما، وتعدى الآخر عليه بعصا خشبية، ثم سحلاه على الأرض، بعدما هددا كلّ من تواجد بالمنطقة.
ظل الشاب النحيل يصارع الموت، ولا أحد من المارة يتقدم لنجدته بسبب إرهاب المتهمين لهم، وبعد دقائق حاول المتواجدون بموقع الحادث إسعافه، وتم نقله إلى مستشفى منيا القمح العام- بعد الاتصال بالنجدة التي حضرت على الفور- لكن بعد فترة تم نقل "إسلام" إلى مستشفى الزقازيق الجامعي لسوء حالته الصحية، وهناك أجرى عملية جراحية لوقف نزيف المخ، لكن محاولات إنقاذه لم تُكلل بالنجاح، وفارقت روحه جسده- يقول أحد أقارب المجني عليه.
"مش هناخد العزا بتاع إسلام إلا بعد القصاص من المتهمين".. يقول نجل عم المجني عليه في حديثه لمصراوي "مات عكاز البيت ومش هيشفي غليلنا إلا الإعدام ولدينا ثقة تامة بالقانون والقضاء المصري للقصاص من المتهمين".
وتواصل نيابة منيا القمح برئاسة المستشار محمد المراكبي تحقيقاتها في القضية المتداولة إعلاميًا باسم "شهيد لقمة العيش"، على خلفية قيام اثنين جزارين بقتل وسحل شاب داخل محل عمله بمنيا القمح، حيث تناوبا الاعتداء عليه بالأسلحة البيضاء والشوم وتركاه ينزف وسط حالة من الفزع والرعب والذهول سيطرت على أهالي المنطقة.
واجه حسام سليمان، وكيل نيابة منيا القمح، المتهمين بأربعة اتهامات، وهي القتل العمد، والبلطجة، واستعراض القوة، وحيازة وإحراز أسلحة مما لا يجوز ترخيصها، وواجهتهما بتحريات رجال المباحث الأولية، والتي أكدت قيام المتهمين، وهما أحمد شريف خميس، وشهرته أحمد مانجة، وشقيقه محمد شريف خميس، وشهرته الجزار زكروتا، بالتعدي بالضرب المبرح على المجني عليه إسلام حامد، 26 سنة، بالأسلحة البيضاء والشوم.
تلقى مركز شرطة منيا القمح إشارة من مستشفى منيا القمح العام تفيد بوصول إسلام حامد، 26 سنة، فاقدًا للوعي وفي حالة حرجة مصابًا بجروح نافذة بأماكن متفرقة من أنحاء جسده وتهتك في عظام الجمجمة، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى الزقازيق الجامعي لسوء حالته الصحية، بينما نجحت قوة من مباحث مركز منيا القمح، قادها النقيب أحمد الشويخ، معاون مباحث المركز في القبض على المتهمين، لتأمر النيابة بحبسهما 4 أيام، وجدد قاضي المعارضات حبسهما 15 يومًا أخرى على ذمة التحقيقات.
فيديو قد يعجبك: