"زاهر" أصيب بالشيخوخة فطرده أولاده وقتلته زوجة ابنه
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتب- صابر المحلاوي وسامح غيث:
كرّس "زاهر" (86 سنة) حياته لتربية أبنائه الخمسة "ولدان وثلاث بنات" بعد وفاة زوجته، ورفض الزواج مرة ثانية كيلا يأتي لهم بزوجة أب تسيء معاملتهم.
مرت السنوات وأصيب الأب بأمراض الشيخوخة "شلل في ساقيه وألزهايمر"، طرده أبناؤه من منزلهم ببورسعيد، باستثناء الابن الأصغر "عصام" الذي أخذه ليسكن مع زوجته الثانية "إيمان"، (32 سنة)، لترعاه بمحافظة الجيزة.
بعد 3 أشهر من نقل الأب سجن الابن في قضية تزوير، وصدر حكم ضده بالسجن 3 سنوات. تحملت الزوجة "والد زوجها" طوال 6 أشهر على أمل أن يشفى من مرضه، حتى فاض بها وقررت التخلص من طلباته إلى الأبد، فضربت رأسه في الحائط؛ ما تسبب في موته.
أبلغت السيدة الثلاثينية جيرانها في شارع 6 أكتوبر بمنطقة بولاق الدكرور، جنوب محافظة الجيزة بأن حماها فارق الحياة بـ"موتة طبيعية"، لكن مفتش الصحة رفض التصريح بدفنه بعدما لاحظ وجود آثار اعتداء على جسده، فأبلغ الشرطة. وكشفت التحقيقات أن اعتداء إيمان عليه تسببت في وفاته.
قبل 6 سنوات ذهبت "إيمان" رفقة أسرتها المكونة من 3 أفراد "والدتها وأخت وأخ" في مصيف بمحافظة الإسماعيلية، وهناك تعرفت على "عصام" تبادلا وقتها أرقام الهواتف وتواصلا مع بعضهما، وبعد عدة أشهر من حبهما، جاء الشاب من محافظته ببورسعيد، وتقدم لزواجها، واتفق مع أسرتها أنه سيتزوج، ويمكث بالجيزة في شقة إيجار "أنا متجوز في بلدي وبحب إيمان وهتجوزها، وهخليها تقعد هنا معاكم في الجيزة، وهقعد هنا أسبوع وهناك أسبوع"، هكذا قال الشاب لأسرة المتهمة قبل زواجه منها.
"أختي عاشت مأساة في رعاية حماها ومشفتش يوم حلو من وقت ما سكن معها"، قالتها سلوى، واصفة حال شقيقتها منذ قدوم "زاهر" قبل 6 أشهر، مضيفة: "إيمان" اعتادت خدمة والد زوجها المريض، وكان دائم التبول والتبرز بملابسه، وهي من كانت تقوم بتحميمه وتنظيف جسده بالكامل بمعاونة من زوجها. موضحة أنه منذ عدة أشهر حُبس زوجها في وصدر حكم ضده بالسجن 3 سنوات، فتركت منزل الزوجية، وتوجهت للإقامة بمنزل أسرتها بمنطقة ناهيا، وأخذت حماها معها لعدم وجود من يرعاه.
"إيمان كانت بتعامله معاملة حسنة وبتلبي جميع احتياجاته".. حسبما أكدت والدة المتهمة التي التقطت خيط الحديث، مؤكدة: تحملت أعباء العجوز، وكثرت طلباته، بعد تدهور حالته، وسجن زوجها في قضية تزوير.
قبل مرض "زاهر" كان يُقيم رفقة أولاده في بورسعيد، وبمجرد إصابته بمرض في ساقيه، تركوه دون تلبية احتياجاته "طفش منهم، ساب البيت وطلب من ابنه الأصغر اللجوء معه إلى الجيزة". تقول أم المتهمة: منذ ذلك الوقت، كانت المتهمة تقوم على رعاية الأب وخدمته.
تقول والدة المتهمة: منذ أربعة أشهر اشتد المرض بالمجني عليه، فتركت المتهمة العمل وتفرغت لخدمته "مكنتش بضربه، حد هيضرب راجل زي أبوها هو كان بيقع لوحده على الأرض لعدم قدرته على الوقوف".
تتذكر الأم بر المتهمة بحماها قائله: "ابنتي لم تكل من خدمة والد زوجها، وكانت دائمة التنظف لغرفته": "إحنا كنا بنحميه وهو على الكرسي، لكن وقع مننا على دماغه مات ومحدش ضربه، وبعد وفاته أبلغنا أولاده ومفتش الصحة لدفنه لكن المفتش قال ده مقتول".
بمجرد اتصال مفتش الصحة بالشرطة توافدت قيادات أمنية، وألقت القبض على إيمان، وتركت الأهالي في حيرة من أمرهم.
داخل قسم شرطة بولاق الدكرور، وقفت "إيمان" أمام رجال المباحث، ودموعها لا تجف، على ما فعلته، وراحت تقول: "ولاده من محافظة بورسعيد، سابوه عندي، وكان ابنه الأكبر يتردد علينا من فترة لأخرى في زيارة قصيرة، لكن بعد سجن زوجي زاد الحمل عليا من مصاريف وطلبات ابني الصغير، 4 سنوات، وحمايا الذي يتطلب رعاية دائمة طوال اليوم حتى إنني عندما ذهبت للإقامة بمنزل والدتي اضطريت آخده معايا لرفض أبنائه رعايته أو أخذه".
واستطردت المتهمة أمام رجال المباحث: "إنها منذ حوالي 3 أيام ازداد ضيقها من كثرة طلبات حماها خاصة بعد تبرزه بملابسه وهذيانه بالكلام غير المفهوم، فقامت بأخذ سكين من المطبخ وحاولت قطع شرايين يده بها، وعندما أحدثت جرحا به، وشاهدت الدماء توقفت عن استكمال جريمتها مرددة: "صعب عليا".
وعن يوم الجريمة، قالت المتهمة إنها كانت تحاول إسكات طفلها البالغ من العمر 4 سنوات وانتابتها حالة عصبية من كثرة صراخه، وتزامن ذلك مع هذيان حماها، وتعالى صوته بكلمات غير واضحة، مما زاد من غضبها، فأسرعت تجاهه، وأمسكت برأسه، ورطمته بالحائط ليستكين، ويصمت تماما.
قالت المتهمة إنها بعد لحظات استوعبت مقتل العجوز، وبعد فترة من التفكير أعلنت وفاته واعتقدت أنه لتاريخه المرضي سيتوقع الجميع وفاته طبيعيا، فاستدعت مفتش الصحة لاستخراج تصريح الدفن، إلا أن الكدمة بالجبين والجرح بالرسغ كشفا أمرها، عندما اشتبه مفتش الصحة في الوفاة جنائيا، وأبلغ قسم الشرطة.
ووجهت النيابة للمتهمة تهمة القتل العمد، وقررت حبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات، وانتدبت الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه لتحديد أسباب الوفاة، وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من التشريح.
فيديو قد يعجبك: