إعلان

"تحويشة العمر راحت".. بطولة 40 رجل إطفاء واجهوا "حريق الهرم" (صور)

12:19 ص السبت 29 يونيو 2019

كتب - محمد شعبان:

السادسة والنصف صباحا، هدوء يطبق على شارع العريش بحي الهرم غربي محافظة الجيزة، حركة المارة والسيارات منخفضة على حد سواء نظرا لكون اليوم عطلة رسمية حتى أن المحلات التجارية لن تفتح أبوابها إلا بعد صلاة الجمعة لكن سرعان ما تبدلت الأجواء سريعا ليدشن مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي "هاشتاج" تحت عنوان "حريق الهرم" الذي أضحى حديث الساعة.

صوت انفجار متوسط تنامى إلى مسامع قاطني شارع العريش -المعروف بالمحلات التجارية لاسيما بيع الملابس- هرول البعض لاكتشاف مصدره خاصة بعد ليلة عصيبة من انقطاع التيار الكهربائي المتقطع من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا.

لم يكن الأهالي في حاجة للبحث عن مصدر الصوت، رائحة الدخان التي سادت المنطقة قادتهم إلى موقع حريق اندلع في معرض ملابس يضم عددا من الباكيات ليقرر أحدهم إبلاغ شرطة النجدة التي أخطرت بدورها غرفة عمليات الحماية المدنية بالجيزة.

"صباح الخير يا فندم.. في إشارة بحريق بشارع العريش" أيقن اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة أنه أمام يوم مثير مفعم بالأحداث الساخنة التي تقترب من درجة حرارة الطس الحار الذي يسود البلاد، ليوجه بانتقال 8 سيارات إطفاء -تضم 40 رجل إطفاء- وخزان مياه استراتيجي.

السابعة إلا الثلث صباحا وصلت سيارات الإطفاء موقع الحريق، يوجه اللواء "صادق" بسرعة تطبيق خطة الانتشار المتفق عليها لمحاصرة ألسنة النيران من الجهات كافة تحت إشراف الرائدين محمد إمام وسعيد عمارة، الضابطان بالحماية المدنية.

دقائق معدودة تحول الشارع إلى ثكنة عسكرية، رجال الشرطة بزيهم الميري يفرضون طوقا أمنيا لتسهيل مهمة رجال الدفاع المدني، بينما يعكف رجال المرور على تسيير حركة السيارات وسحب الكثافات الناتجة عن الحريق وتجمع الأهالي.

مع بدء عملية الإطفاء رصد رجال الحماية المدنية موقفا غريبا لدى رؤيتهم خروج بعض الأهالي من المعرض يحملون طفايات الحريق خوفا من انفجارها ليبادر أحدهم بالسؤال "إزاي محدش فكر يستخدمها كان الحريق خلص من بدري".

أخذ اللواء هشام صادق يتنقل داخل موقع الحريق ممسكا بجهاز اللاسلكي للتواصل مع قائدي أطقم الإطفاء للوقوف على التطورات لحظة بلحظة حتى وقعت عيناه على مدينة ملاهي "شعبية" مجاورة لمعرض الملابس ليدفع بتعزيزات إضافية بذلك القطاع؛ للحيلولة دون امتداد ألسنة النيران إلى قطع الألعاب وتقليل حجم الخسائر، المهمة التي كُللت بالنجاح.

ساعتان و20 دقيقة قدم خلالها رجال الحماية المدنية ملحمة بطولية في مواجهة لهيب النيران وتصاعد الأدخنة الكثيفة دون خسائر في الأرواح لتبدأ عملية التبريد لمنع تجدد الحريق ليلتقط الجميع أنفاسهم في ظل مخاوف من امتداده إلى المساكن المجاورة.

الحادية عشرة ظهرا انتهت قوات الدفاع المدني من عملية التبريد تزامنا مع وصول معدات حي العمرانية لرفع حطام الحريق وضمان عدم تجدد الحريق ليصاب أصحاب المحلات بصدمة هي الأصعب طيلة حياتهم.

الصورة بدت شديدة السواد، أخشاب ومنتجات متفحمة، برك مياه تغرق الشارع، وجوه عابسة تسيل عليها دموع حسرة خسارة "تحويشة العمر" إذ تفحمت محتويات نحو 53 باكية تقدر بنحو 15 مليون جنيه وسيارة ملاكي ماركة هيونداي كانت متروكة أمام المعرض فضلا عن احتراق لعبتين بالملاهي.

على بعد أمتار من موقع الحريق جلس بعض الشباب يندبون حظهم بعض ضياع مصدر رزقهم ليؤكد أحدهم "إحنا جايبين البضاعة بالسلف، صاحب الأرض بيأجر الباكية الواحدة بـ600 جنيه يوميا" في الوقت الذي باشر مسؤولو الحي رفع حطام الحريق انتظارا لحضور فريق من النيابة العامة للمعاينة، إذ رجح الفحص المبدئي نشوب الحريق نتيجة ماس كهربائي.

فيديو قد يعجبك: