مأساة بدأت بحفل زفاف.. حكاية جريمة الحب والانتقام في الحي الراقي
كتب- محمد شعبان:
في حفل زفاف بهيج حضره الأهل والأحباب، عُقد قران "محمد" على "رانا" تلك الفتاة التي تعلق قلبه بها، وكان يتلهف بلوغها سن الرشد "18 سنة" لإتمام زواجهما، وانتقلا للعيش في شقة بسيطة بمنطقة أرض اللواء التابعة لحي العجوزة شمال محافظة الجيزة.
تعاهد الزوجان على السير معا وتجاوز الصعاب والعراقيل دون التوقف أملا في حياة زوجية سعيدة يسودها التفاهم والوئام.
طوال 10 سنوات كاملة لم تخل حياة الزوجين من المشكلات إلا أن تدخل عقلاء العائلتين والأهل كان يحول دون تفكك الأسرة لكن الأمر بدا مختلفا مع دخولهما عامهما الحادي عشر.
وصلت الخلافات أوجها، وسئمت "رانا" الاستماع إلى مبررات واهية أو الاكتفاء بمسكنات سرعان ما ينقضي مفعولها، اتخذت قرارا حاسما بعدم استكمال حياتها داخل "عش الزوجية"، وعادت إلى منزل والدها بمدينة الشيخ زايد.
11 شهرا قضتها صاحبة الـ28 سنة في كنف والدها، بينما يحاول زوجها إقناعها بالعدول عن قرارها الذي انفرطت معه حبات عقد الأسرة، راح يذكرها بالعهد الذي قطعاه منذ اليوم الأول لزيجتهما إلا أن تشبثها بالطلاق لم يتغير ولعل آخرها جلسة خلال الأسبوع الجاري انتهت بنفس السيناريو.
نفد صبر "محمد" بعد فشل محاولاته كافة، وسوس له الشيطان بأن الانتقام بات أمرًا لا مفر منه، أخرج هاتفه الجوال من طيات ملابسه، اتصل على زوجته مطالبا إياها بمقابلته لحسم الخلاف القائم بينها، فلبت الأخيرة طلبه دون أن تدري بما ينتظرها خلف باب الشقة.
داخل مكتبه بقسم شرطة أول الشيخ زايد كان العميد محمد رسلان مأمور القسم يتفقد الخدمات وسير العمل موجها بحسن معاملة المواطنين وسرعة إنجاز الإجراءات، بينما يدخل رجل مُسن بلغ من العمر أرذله تكسو وجهه ملامح الحزن، يقترب منه المأمور لسؤاله عن سبب قدومه فأخبره "جاي أبلغ عن جريمة قتل".
بصوت متحشرج يكاد يُسمع بدأ "محمد عطا" موظف بالمعاش حديثه لرجال الشرطة مشيرا إلى اكتشافه مقتل ابنة شقيقة زوجته بمسكن والدها في المجاورة الخامسة بالحي الأول.
دقائق معدودة وصل معها رجال المباحث محل البلاغ -القريب من ديوان القسم- يوجه العقيد عمرو حجازي مفتش مباحث قطاع أكتوبر بفرض كردون أمني ومنع حركة الدخول والخروج من العقار محل الواقعة، لتيسير مهمة رجال الشرطة في إجراء معاينة دقيقة والتي كشفت عن أن الجثة لربة منزل تدعى "رانا. م"، 28 سنة، حاصلة على بكالوريوس تجارة، ترتدي ملابسها كاملة، وبها آثار خنق بالرقبة.
تزامنا مع عمل فريق البحث الذي يقوده الرائد كريم سمير رئيس مباحث قسم أول الشيخ زايد ومعاونه النقيب محمد طارق، حضر إلى قسم الشرطة "محمد. س" 30 سنة، فرد أمن بشركة، أقر بقتل زوجته "رانا" قائلا: "خنقتها بإيدي علشان مش عاوزة ترجع البيت".
أمام العميد عاصم أبو الخير رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر أدلى المتهم باعترافات تفصيلية لجريمته، موضحا أنه طلب من زوجته مقابلته لإنهاء بعض الخلافات، ووقعت بينهما مشادة كلامية حادة، ما دفعه إلى خنقها حتى تأكد من وفاتها، واستولى على هاتفها، وتخلص من الشريحة ثم أغلق إضاءة الشقة وحضر إلى القسم لتسليم نفسه.
تحرر المحضر اللازم، وجرى نقل جثة المجني عليها إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التي باشرت التحقيق.
فيديو قد يعجبك: