الـ"مفتاح" مهد الجريمة.. حكاية عجوزين قتلهما "زائر كوبري القبة"
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب- سامح غيث وطارق سمير:
لم يتخيل عبد الحكيم أن احتفاظه بنسخة من مفاتيح مسكن جارته التي تقيم بسويسرا سيكون سببًا في مقتله وزوجته على يد شقيقها، الذي حضر بدعوى أخذ المفاتيح، وانهال عليهما طعنا بسكين، قبل أن يستولي على أموال ومشغولات ذهبية.
"قتلتهم وسرقتهم.. عايز فلوس عشان أتجوز".. بتلك الكلمات برر المتهم ارتكابه جريمة قتل مسن وزوجته بسكين، في اعترافاته أمام ضباط مباحث قسم شرطة الزيتون.
المجني عليهما كانا طاعنين في السن، ويقيمان رفقة ابنتهما "مروة"، في إحدى الدول العربية لعمل "عبد الحكيم" في التدريس، قبل 10 سنوات عادوا إلى مصر، تزوجت الأخيرة وانتقلت للعيش في شقة الزوجية في مدينة نصر، بينما استقر والداها في عقار بمنطقة كوبري القبة، يوضح أحد الأهالي، مضيفًا أن حياة الزوجين ظلت تمر على منوال مستقر، واُختير الزوج رئيسا لاتحاد ملاك العقار.
"س. م" شقيقة المتهم، تمتلك شقة في العقار سالف الذكر، تقيم رفقة زوجها في سويسرا، وتتردد بين الحين والآخر على الشقة، يقول أحد السكان: "في يوم ما لاحظ عبد الحكيم تسريب مياه من مطبخ شقتها، فهاتفها لإيجاد حل لتلك المشكلة، فأرسلت له نسخة من المفاتيح مع شقيقها المتهم لثقتها الكبيرة به".
بتعليمات من شقيقة المتهم، أجرى المجني عليه الصيانة اللازمة لسباكة الشقة، واحتفظ بالمفاتيح معه، وكان المتهم يتردد على العقار بدعوى الاطمئنان على مسكن شقيقته والمبيت بداخله؛ وبمرور الوقت توطدت علاقة المجني عليهما بالمتهم، كانا يستضيفانه ويعطفان عليه.
التاسعة صباح الاثنين، قبل الماضي، الهدوء يسود شارع إسماعيل بك بمنطقة كوبري القبة، الشوارع تكاد تكون خالية من المارة، تسلل المتهم للعقار، وطرق باب المجني عليهما، للحصول على مفاتيح شقة شقيقته، لكن الزوجة طالبته بالدخول "تعالى الحاج في الحمام، لما يخرج يديهالك".
أغلقت الزوجة باب الشقة، وتوجهت إلى إحدى الغرف، بعدما طالبت المتهم بالجلوس في الصالة، لكن الأخير تعقبها، في تلك الأثناء خرج الزوج من الحمام، فعنف المتهم "تعالى يا بني.. إنت رايح فين؟". عاد المتهم مسرعًا، وانقض على الزوج بسلاح أبيض.
استغاثت الزوجة بالجيران للإمساك بالمتهم الذي ترك زوجها يلفظ أنفاسه وسط بركة من الدماء، وسارع نحوها وسدد لها طعنتين في البطن والصدر، فارقت على أثرهما الحياة.
صرخات الزوجة لم تلفت انتباه الأهالي. وبعدما تأكد المتهم من مقتل الزوجين، ظل يبحث في المسكن عن أموال، حتى تمكن من سرقة 70 ألف جنيه، و2 هاتف محمول، و2 "تابلت"، وانتظر حلول ساعة الظهيرة، وأخذ يتحسس الخطى حتى خرج من العقار، دون أن يشعر به أحد.
ابنة المجني عليهما، سيدة أربعينية، تعمل مشرفة بمستشفى، حاولت كعادتها الاطمئنان عليهما هاتفيًا، لكنها وجدت الهواتف مغلقة، حضرت إلى المسكن، وما إن فتحت الباب شاهدت جثة والدها ملقاة على ظهرها وسط بركة دماء، فاستغاثت بالجيران الذين أبلغوا قسم شرط الزيتون.
بعد ارتكاب المتهم جريمته، تنقل بين 3 محافظات؛ الإسكندرية والإسماعيلية ودمياط، بعدما أعطى "التابلت" المسروق لنجل خالته، ومن ثم باعه لأحد التجار.
جهود أجهزة البحث والمساعدات التقنية في وزارة الداخلية، تمكنت من الوصول إلى الجاني، بعدما تتبعت موقع الجهاز المسروق، وعند فتحه من قبل أحد الزبائن، توجهت دورية أمنية على الفور نحوه، وناقشته حتى علمت بأن القاتل شقيق جارة المجني عليهما.
وبعد مرور 3 أيام، من التنقل والبحث عن المتهم بين 3 محافظات، ضُبط الجاني في محافظة الإسماعيلية داخل إحدى الشقق السكنية، وخضع للتحقيقات أمام نيابة غرب القاهرة الكلية، التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.
فيديو قد يعجبك: