"اتكهرب 30 ثانية".. حكاية الطفل حازم ذهب في نزهة وعاد جثة
كتب- محمود السعيد:
"أنا نازل ألعب".. آخر كلمات ودع بها الطفل حازم والدته قبل النزول للعب في الشارع، لكنّ فور مقابلة صديقه غيّرا خطتهما، واتجها لحمام سباحة بمنطقة المرج، حيث لقي مصرعه صعقًا بالكهرباء.
عصر الأحد الماضي، وصل صاحب الـ12 عامًا إلى حمام سباحة بناه تاجر على قطعة أرض يملكها بالمرج، مساحته لا تتعدى عشرة أمتار، دفع وصديقه 10 جنيهات ثمنًا للتذكرة، ونزلا للهو مع الأطفال.
بعد مرور ساعة ونصف من نزول حازم، بدأ القلق يتسرب إلى قلب الأم، فكلما ألقت بصرها من النافذة للاطمئنان على نجلها في الشارع لا تجده، فسألت عنه الجيران الذين نفوا رؤيتهم له إلا حين نزوله، لافتين إلى مغادرته بصحبة صديقه محمد.
عقارب الساعة تشير إلى الرابعة والربع، طرقات سريعة على الباب، هرولت الأم تفتح الباب لتجد صديق ابنها: "حازم اتكهرب في حمام السباحة"، صرخت الأم تستغيث بالجيران، ثم سقطت منهارة أرضًا، وفور إفاقتها اتصلت بزوجها.
"الحقني.. حازم اتكهرب ومات"، كلمات مقتضبة جعلت خالد مبروك يهرول تاركًا عمله إلى مستشفى اليوم الواحد، حيث أخبره الأطباء بوفاة ابنه نتيجة التعرض لصعق كهربائي.
داخل حمام السباحة كانت الأمور تسير على ما يرام حتى خرج "حازم" من حمام السباحة مسرعًا، فانزلق جسده أسفل "ثلاجة مياه غازية" محاولًا الاستغاثة من آثار صعق كهربائي مباشر إثر ملامسة جسده لـ"سلك عريان"، بحسب خالد مبروك، والد المتوفى.
وقال خالد، في حديثه لمصراوي، إن نجله تعرّض لصعق كهربائي استمر 30 ثانية وسط لا مبالاة من إحدى المشرفات تقف بجواره ودون أن تطفئ الكهرباء لإنقاذه حتى فاضت روحه إلى بارئها.
حاول صديق الضحية إنقاذه عدة مرات أثناء تعرضه للصعق، لكن محاولاته باءت بالفشل بعدما تعرض هو الآخر للكهرباء، حسبما يظهر في فيديو للواقعة- حصل مصراوي عليه.
اتهم والد المجني عليه مالك حمام السباحة بالتسبب في وفاة نجله، نافيًا معرفته به من قبل، وأمرت النيابة بحبسه احتياطيًا على ذمة التحقيقات في القضية، بالإضافة لتشميع حمام السباحة والاستعلام عن وجود ترخيص له من عدمه.
وأكد والد الطفل، في حديثه لمصراوي، أنه رفض عرضًا من أسرة مالك حمام السباحة للتصالح، لكنه رفض، مطالبًا مسئولي حي المرج بتكثيف الجهود لإغلاق حمامات السباحة غير المرخصة حماية للأطفال.
وقال ماهر بيومي، محامي أسرة المجني عليه، إن النيابة وجهت لمالك حمام السباحة تهمة الإهمال الجسيم؛ ما أدى لوفاة الطفل، وفي انتظار تقرير الطبيب الشرعي للتصرف في القضية.
رغم مرور عدة أيام على وفاة حازم، فما زالت الأسرة تتلقى العزاء، وتقاوم الأم مرارة فقدان طفلها محاولة احتواء زوجها وابنتيها الصغيرتين خلود وفرح آملين في القصاص العادل.
فيديو قد يعجبك: