إعلان

"نيازي وريشة وروبي".. رحلة 5 أيام بحث لحل لغز سرقة الشركة الكورية بأوسيم

08:31 م السبت 27 يوليو 2019

سرقة خزينة

كتب - محمد شعبان:

يوم عمل جديد لم يكن كسابقيه لمهندسين الشركة الكورية الذين حضروا إلى القاهرة للعمل في مشروع تطوير محطة كهرباء مركز أوسيم شمال محافظة الجيزة، وجد المهندسون باب الشركة مكسورا وتلاها الحدث الأهم باكتشافهم سرقة الخزينة.

على مقهى بلدي بمركز الخصوص في محافظة القليوبية، جلس "نيازي" مع صديقيه "ريشة" و"روبي"، يشكو كل منهم تردي أوضاعه المالية وحاجته الملحة للأموال ما بين سداد ديون أحدهم، ودفع الإيجار المتراكم للثاني وبحث الثالث عن الهرب من "خط الفقر".

خلال الجلسة أخذ "نيازي" يروي معاناته في عمله كسائق بشركة كورية للمولدات الكهربائية، قبل أن يدخل في لحظات صمت صاح بعدها بصوت عالٍ "خلاص لقيت الحل لكل مشاكلنا.. إحنا نسرق الشركة".

للوهلة الأولى لم يستوعب صديقا "نيازي" ما وقع على مساعهما للتو، طالباه بتوضيح حديثه فأخبرها بتفاصيل خطة شيطانية اختمرت في ذهنه، مؤكدًا لهما انتهاء أزماتهم المالية حال إتمام المهمة بنجاح.

السابعة صباح السبت الماضي، وصل المهندسون العاملون في الشركة المعنية بتطوير محطة كهرباء أوسيم مقر عملهم لكن مفاجأة غير سارة كانت في انتظارهم، الباب الخارجي تعرض للكسر ووجود بعثرة في محتويات الشركة قبل أن يكتمل نصاب المفاجآت باكتشافهم سرقة الخزينة بالكامل وبعض الأجهزة الإلكترونية، فأبلغوا شرطة النجدة التي أخطرت بدورها قسم شرطة أوسيم.

دقائق معدودة وصلت معها قوة من القسم لمعاينة محل البلاغ، واستمع قائد القوة إلى أقوال العاملين بالشركة، وتبين سرقة خزينة بداخلها مبلغ مالي نحو 287 ألف جنيه، و3 دفايات، وجهاز "لاب توب".

فور وصوله الشركة عمد المقدم مجدي موسى رئيس مباحث أوسيم إلى فحص مداخل ومخارج الشركة، متنقلا ببصره بين الحضور، لاسيما العمال لملاحظة تصرفات كل منهم كونهم ضمن دائرة الاشتباه؛ للوقوف على وجود كاميرات مراقبة من عدمه.

بالانتقال إلى مقر قطاع الشمال، كان العميد عمرو طلعت رئيس المباحث الجنائية لشمال الجيزة، يتابع تطورات الواقعة عبر الهاتف، موجهًا العقيد محمد عرفان مفتش مباحث القطاع بالإشراف على فحص قائمة العمال الحاليين والسابقين بالشركة، والمعاينة الدقيقة بالتنسيق مع رجال المعمل الجنائي.

اكتشف رجال المباحث أن الشركة غير مزودة بكاميرات مراقبة، وتلاها أن كاميرات محطة الكهرباء مُعطلة لتزداد الأمور تعقيدا.

بالانتقال إلى قسم شرطة أوسيم، تحول الطابق العلوي المخصص لوحدة المباحث إلى خلية نحل بحثا عن فك طلاسم تلك القضية، بينما عقد المقدم مجدي موسى اجتماعا مع معاونيه الرائد أحمد عصام والنقيب إبراهيم فاروق؛ لمراجعة اللمسات الأخيرة لخطة البحث.

أولى خطوات فريق البحث كانت مناقشة التي كانت طرف الخيط لحل اللغز، إذ أشار بعضهم إلى أن "نيازي السواق عيل مش مظبوط"، التقطها الرائد أحمد عصام والنقيب إبراهيم فاروق، ليعملا على جمع التحريات عن ذلك الشخص الذي التحق بالشركة منذ أشهر.

لم ييأس رجال المباحث في العثور على كاميرات مراقبة وصولا إلى مستشفى على الطريق التقطت عدساتها سيارة سوزوكي مكشوفة محملة بجسم صلب قريب الشبه بخزينة ليتتبع معاونا المباحث خط سير السيارة، فجاءت محطتها الأخيرة مركز الخصوص بمحافظة القليوبية محل إقامة "نيازي" ذلك السائق سيء السمعة.

5 أيام من البحث والتحري، قادت رجال الشرطة بقسم شرطة أوسيم إلى كشف اللغز، أضحت الصورة أكثر وضوحا مع تجمع خيوط الواقعة، وبات المشتبه به الرئيسي والعقل المدبر هو السائق صابح الـ32 سنة.

بالعرض على اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة، وجه بسرعة ضبط المتهم وإعادة المسروقات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن القليوبية.

عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، استهدفت مأمورية محل إقامة المتهم وتمكن المقدم مجدي موسى ومعاونيه الرائدين أحمد عصام ووليد كمال من ضبطه، واقتياده إلى ديوان القسم للتحقيق.

لم يحتاج رجال التحقيق لدليل قاطع بأن "نيازي" وراء ارتكاب الواقعة في ظل ارتعاشه وتلعثمه في الحديث حتى أقر بجريمته "أنا سرقت الخزنة مع اتنين من صحابي يوم الجمعة لأن الشركة إجازة وأخدنا الفلوس" مضيفا بتخلصهم من الخزينة بإلقائها في نهر النيل.

انطقلت مأمورية قادها النقيب إبراهيم فاروق قاصدة المتهمين الهاربين "روبي عمارة" و"ريشة"، وأمكن ضبطهما وأيدا ما جاء في أقوال المتهم الرئيسي، وتم بإرشادهم استعادة المسروقات كاملة، ليسدل رجال المباحث الستار عن تلك القضية بإحالتهم إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان