"ساعدني أشيل السجادة".. تفاصيل المشهد الأخير في ذبح "ملاك كرداسة"
كتب- محمد شعبان:
ضائقة مالية كانت بوابة دخول وساوس الشيطان إلى عقل "عاطل" تقطعت به وزوجته السبل لكسب المال الحلال، اختار الزوجان أسهل الطرق لجني الأموال دون تكبد عناء ومشقة العمل، واقترفا جريمة قتل في حق طفل ذنبه الوحيد في الحياة أنه خرج بحثا عن الرزق عبر "توك توك" يعمل عليه.
منذ أسبوعين خرج الطفل "أحمد خ"، من منزله مستقلا "توك توك" يتجول بين شوارع ومناطق مركز كرداسة شمال محافظة الجيزة، في سيناريو يومي تبدلت أحداثه تلك المرة، استوقفته سيدة بمنطقة أبو رواش، وطلبت توصيلها إلى منزلها بقلب المدينة.
انطلق الطفل إلى وجهته "منزل السيدة" حتى وصل، إلا إنه فوجئ بها تطلب منه الصعود إلى شقتها في الطابق العلوي "عاوزاك تساعدني أنزل سجادة من فوق".
لم يتردد ابن الـ 12 ربيعًا في مساعدة السيدة، إذ اعتاد مساعدة الجميع دون تمييز، إلا أن ثمة مفاجأة غير سارة كانت في انتظاره لدى دلوفه إلى داخل الشقة التي لم يغادرها إلا جثة هامدة.
بينما وقت المغيب إذ تنسدل خيوط أشعة الشمس خلف الغيوم، لم يعد "أحمد" ليخرج أفراد أسرته بحثًا عنه في الطرقات، بادروا بسؤال الأصدقاء والجيران دون جدوى، أسرع الرجال إلى المستشفيات القريبة لكن النتيجة لم تتغير.
مع نهار اليوم الجديد حررت أسرة الطفل بلاغاً بتغيبه في قسم شرطة كرداسة، ومنحوا رجال الشرطة صورة حديثة له لتساعدهم في التوصل إليه تزامنا مع تدشين الأهالي "هاشتاج" عبر الصفحات المهتمة بأخبار كرداسة ألما في العثور على "أحمد".
13 يوما مرت متثاقلة على الجميع، الحزن يسكن قلوب أرهقها الألم وبيوت استقر فيها الصمت انتظارا لما ستؤول إليه الأمور.
داخل قسم الشرطة وتحديدا وحدة المباحث عقد اللواء مدحت فارس نائب مدير مباحث الجيزة، والعميد طه فوده رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر، اجتماعا موسعًا مع عناصر فريق البحث المشكل تحت إشراف اللواء علاء سليم مدير قطاع الأمن العام، يضعون اللمسات الأخيرة لخطة البحث لحل ذلك اللغز.
تركزت الخطة الأمنية على نشر أوصاف الطفل على الأقسام والمستشفيات ومواقف السيارات، ومراجعة بلاغات التغيب خلال الأيام الماضية في نطاق المحافظة حتى تبلغ للقسم من إدارة شرطة النجدة بالعثور على جثة طفل ملقاة بمياه الرشاح.
انطلقت قوة من القسم بقيادة المقدم إسلام سمير رئيس المباحث، إلى محل البلاغ، وتبين أن الجثة للطفل المبلغ بتغيبه، عُثر عليه يرتدي ملابسه كاملة وبها آثار جرح ذبحي بمنطقة الرقبة.
منذ الوهلة الأولى لوصوله موقع الحادث، وجه العقيد محمد عرفان مفتش مباحث شمال أكتوبر بمراجعة خط السير وآخر مشاهدات للطفل إذ تشير التحريات الأولية بأن السرقة هي الدافع لارتكاب الجريمة لاسيما عدم العثور على التوك توك قيادته.
جهود البحث والتحري قادت رجال المباحث إلى فك طلاسم القضية، تبين أن عاطلا يدعى "عزت" وزوجته وراء ارتكاب الواقعة، وأمكن ضبطهما في أحد الأكمنة المُعدة لهما.
وقالت المتهمة إنها استدرجت الطفل من منطقة أبو رواش إلى منزلها بكرداسة، وبعد وصولهما المكان طلبت منه إحضار سجادة من الشقة حيث كان زوجها في انتظاره، واعتدى عليه بسلاح أبيض سكين بمنطقة الرقبة، محدثا إصابته التي أودت بحياته.
أمام رجال التحقيق قال الزوج وشهرته "زلئوم" إنه وزوجته قاما بلف جثة الطفل داخل سجادة وحملاها إلى منطقة الرشاح، وتخلصا منها في الترعة، وفر هاربين إلى منزلهما، ثم أسرع إلى تغيير ملامح "التوك توك" وأخفاه داخل جراج قريب من منزله تمهيدا لبيعه.
أرشد المتهمان عن التوك توك المستولى عليه، وتم اصطحابهما لتمثيل الجريمة وسط حراسة أمنية مشددة، وعرضهما على النيابة العامة التي أمرت بحبسهما على ذمة التحقيقات.
فيديو قد يعجبك: