جريمة كلوت بك.. مجدي عايرته زوجته بفقره فقتل شقيقه وبكى على جثته

كتب- صابر المحلاوي ومحمود الشوربجي:

لم يتحمل "مجدي م." (48 سنة) معايرة زوجته المتكررة له بضيق حاله وفشله في تسويق بضاعته، في مقابل نجاح شقيقه الأصغر (45 سنة) وثرائه المتزايد بعد اقتسامهما معرض أثاث ورثاه عن والدهما قبل 6 سنوات. استل الأخ الأكبر سكينا وذهب غاضبا يوم وقفة عيد الأضحى لمعرض شقيقه وذبحه أمام المارة، في شارع كلوت بك بمنطقة باب الشعرية.

"روحي جهزي الفطار".. قالها الزوج الأربعيني لزوجته في صيام وقفة عرفات، قبل أن ينزل من البيت غاضبا ويدخل في معركة غادرة مع شقيقه داخل معرضهما، انتهت بمقتله، يقول "محمد. س" نجل عمهما: "مجدي كان بيحب أخوه، وعمري ما كنت أتخيل إنه يعمل فيه كده، كانوا جدعان وعمرهم ما عملوا حاجه تزعل أهالي المنطقة".

جلس "محمد" أمام العقار الذي شهد الجريمة متذكرًا المواقف النبيلة التي فعلها الشقيقان مع كل محتاج بالمنطقة قائلًا: " مجدي وعماد في كل رمضان كانوا بيوزعوا شنط رمضان على كل الناس، وعمرهم ما ردوا محتاج، وكانوا ما بيعدوش على حد إلا لما بيسلموا عليه".

بالقرب من المنزل، وقف "أحمد سعيد"، صاحب محل لألعاب الكمبيوتر، شاب عشريني، ناظرًا للمعرض محل الجريمة، قبل أن يقول لـ"مصراوي": "منذ 6 سنوات اقتسم مجدي وعماد معرض الأثاث الذي ورثاه من والدهما، وأصبح كل منهما يعرض بضاعته للمشترين، عماد كان هو اللي مسؤول قبل القسمة عن البيع علشان كده كان عارف التجار وحاله ماشي، لكن مجدي ماكنش بيعرف يسوق لبضاعته وأصبح فقيرًا بعدما ركن الأثاث داخل معرضه".

"زوجة مجدي وسوست له بسبب مكسب شقيقه ويسر الحال معه، حتى استشاط الشقيق الأكبر غضبًا، وتوجه نحو المعرض وهو يحمل سكينا وفور رؤيته لعماد وجه له ضربة استقبلها بيده فقطعت أصابعه، هرول الشقيق الأصغر خارج المعرض، فأسرع مجدي إليه وذبحه أمام المارة".

سقط "عماد" على الأرض وسط بركة من الدماء، فيما جلس "مجدي" بجواره وقبله بين جبينه، وأخذ يصرخ في الأهالي وهو يقول "إلحقوني أخويا هيضيع مني"، ثم حاول ذبح نفسه ليقع بجوار شقيقه لكن الأهالي أسعفوه، وأنقذوه من الموت.

لم يتردد أهالي حارة كلوت بك بمنطقة باب الشعرية، لحظة عندما سمعوا صوت صراخ من داخل المعرض يستغيث بهم، هرعوا إلى العقار مصدر الصوت، لكنهم وقفوا بلا حول بسبب مشاهدتهم عماد ملقًى على الأرض جثة هامدة، وفوقه شقيقه مجدي وهو يستنجد بهم: "إلحقوا أخويا هيموت مني" قبل أن يحاول ذبح نفسه فوق جثة أخيه.

نقلت سيارة الإسعاف جثة "عماد" في التاسعة من مساء يوم السبت قبل الماضي، ونقلت "مجدي" إلى المستشفى لتلقي العلاج، وحررت الشرطة محضراً بالواقعة، وحضرت النيابة العامة لإجراء المعاينة في مسرح الجريمة.