لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صديق العمر أرسله إلى الآخرة.. كواليس اللحظات الأخيرة لضحية جريمة سببها "موبايل"

09:20 ص الإثنين 30 سبتمبر 2019

المجني عليه

كتب- محمد شعبان:

نهاية الأسبوع الماضي، حضر "صلاح" لزيارة صديقه "مصطفى" طالبه بمرافقته لإنهاء مهمة سريعة، لم يتردد الشاب ابن الـ18 ربيعا في ملازمته، دون أن يدري بأن "المشوار المشؤوم" سينهي حياته جثة هامدة أنهكها الضرب المبرح على يد 5 خفراء خصوصيين.

ظهر الخميس الماضي، وتحديدا منطقة الرشاح الواقعة بمركز كرداسة شمالي محافظة الجيزة، بدت الأجواء مألوفة، حركة المارة والسيارات طبيعية، الأمور على ما يرام حتى تبدلت رأسا على عقب مع تنامي صوت صراخ استمر دقائق ثم توقف فجأة.

هرع قاطنو المنطقة لاكتشاف حقيقة الأحداث، قادتهم أقدامهم إلى مخزن محكم الغلق تابع لشركة الغاز الطبيعي، طرقوا بابه بشدة حتى خرج 5 خفراء خصوصيين ببنيان قوي أجابوهم "مافيش حاجة مسكنا حرامي كان بيسرق حاجات".

لم تجد كلمات الخفراء مستقرا داخل نفوس الأهالي، ازدادوا إصرار على معرفة ما يدور خلف الأبواب، حتى عُثروا على جثة شاب يرتدي كامل ملابسه مسجاه على الأرض، فارقت روحه عالمنا وصعدت إلى السماء بينما لا تزال الكدمات والسحجات شاهدة على ما تعرض له من ضرب مبرح على يد مفتولي العضلات، فأخطروا شرطة النجدة.

في الطابق العلوي بقسم شرطة كرداسة، يفحص العقيد محمد عرفان مفتش فرقة شمال أكتوبر ، قضية قيد التحقيق جنبا إلى مراجعة الحالة الأمنية بنطاق الفرقة -التي تضم مركزي كرداسة ومنشأة القناطر- يتلقى اتصالا من فرد الشرطة المسؤول عن النوبتجية الصباحية بورود بلاغ بالعثور على جثة شاب بمنطقة الرشاح.

انطلق العقيد "عرفان" يرافقه المقدم إسلام سمير رئيس مباحث كرداسة إلى محل البلاغ على رأس قوة أمنية تنسيقا مع قوات الأمن المركزي التي دفعت بعربة مصفحة وناقلة جنود لتسهيل مهمة رجال المباحث بفرض كردون أمني بمحيط مسرح الجريمة.

طوال الطريق من القرية الذكية -مقر ديوان القسم- إلى منطقة الرشاح، يتابع قائد الفرقة آخر تطورات الموقف على أرض الواقع عبر جهاز اللاسلكي لدى وصول سيارة دورية أمنية، موجها بعدم السماح لأحد بالاقتراب من الجثة انتظارا لوصول رجال المعمل الجنائي والنيابة العامة؛ لإجراء المعاينة التصورية والوقوف على أسباب الوفاة المبدئية.

منذ الوهلة لوصول رجال المباحث، بدت الأجواء ملتهبة، حالة غضب عارمة أطبقت على صدور الحضور وحزن خيَّم على قلوب تعتصر ألما على الفقيد فهو شاب في مقتبل العمر ينتمي إلى عائلة معروفة للقاصي والداني في المركز التجاري الشهير.

المعاينة الأولية للرائد خالد المرشدي، معاون مباحث كرداسة، توصلت إلى أن الجثة لشاب يدعى مصطفى محمد خليل، 17 سنة، ينتمي لعائلة "الشيخ"، بها آثار كدمات وسحجات متفرقة بالوجه والجسم، وجرى التحفظ على 4 أشخاص كانوا داخل المخزن باعتبارهم المشتبه بهم.

بالانتقال إلى ديوان عام مديرية أمن الجيزة، يتابع العميد عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية، الواقعة عن كثب، موجها بتشكيل فريق بحث برئاسة العميد طه فوده رئيس مباحث قطاع أكتوبر تنسيقا مع قطاع الأمن العام تحت إشراف اللواء علاء سليم.

قبل وقوع الجريمة بيومين، اكتشف "السيد.م" 21 سنة، خفير خصوصي، اختفاء هاتفه المحمول، أسرع لتفريغ كاميرات المراقبة المُبتة بمحيط المخزن، وأظهرت شابين أحدهما الضحية.

"أنا عاوز الواد اللي ظهر في الفيديو.. لازم يتأدب" طلب "السيد" من زملائه سرعة إحضار "مصطفى" لاستعادة هاتفه. توجه خفيران إلى منزل الشاب صاحب الـ18 سنة، أخبروه بضرورة الحضور رفقتهما لحل مشكلة قائمة، حتى فوجئ بسقوطه في فخ نصب شباكه الخفيران وقدماه فريسة لزميليهما "السيد" الذي أبرحه ضربا باليد وركلا بالقدم واعتداء بعصا تارة وقطعة حديدية أخرى بينما تولى مدرس "صديق الخفير" توثيق الواقعة بكاميرا هاتفه.

"التليفون فين؟" كررها الخفير مرات عدة أملا في الحصول على جواب، إلا أن رد الشاب المغلوب على أمره لم يتغير "معرفش.. أنا مسرقتش حاجة" لينهال الخفراء عليه بالضرب حتى خارت قوى صاحب الجسد الهزيل وفارق الحياة متأثرا بإصابته.

جهود البحث والتحري للنقيب إسلام شوق معاون مباحث كرداسة، توصلت إلى أن الضحية رافق صديقه "صلاح" إلى المخزن دون معرفة السبب، إذ تسلل الأخير إلى الداخل واستولى على هاتف محمول "صيني" خاص بالخفير، وباعه مقابل 500 جنيه.

تحفظت القوات على المتهم الرئيسي و3 آخرين، كما ضُبط صديق المجني عليه، الذي أيد صحة التحريات، وأرشد عن مكان تصريفه للهاتف المسروق، في الوقت الذي تكثف فيه قوات الأمن جهودها لضبط المتهم الهارب "المدرس".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان