مأمورية على ضفاف النيل.. كيف أنهى الأمن العام أحلام "عزت حنفي" الجديد؟
كتب - محمد شعبان:
في ليلة لا تقل برودة عن صقيع "طوبة" العام الجاري، تنفس "ع.أ." نسيم الحرية غير الشرعية مستغلا حالة الهرج والمرج التي صاحبت أحداث ثورة 25 يناير من عام 2011. ثوان احتاجها العنصر شديد الخطورة لتحديد وجهته، لم يجد سبيلا إلا العودة إلى مسقط رأسه والاحتماء بجبال عاصمة الصعيد "أسيوط".
بمرور الوقت واستقرار الأوضاع، بدأ صاحب السجل الإجرامي الحافل بالقضايا المتنوعة يخطو خطوات سريعة لتأسيس إمبراطوريته بحثا عن استكمال "أسطورة عزت حنفي" الذي اشتهر بكونه "إمبراطور النخيلة" و"حارس حدائق الشيطان"، واستعان بأنصاره من أرباب السوابق والهاربين من أحكام قضائية، متخذا من الجزر النيلية وكرا لتجارة السلاح والمخدرات.
رويدا رويدا بدأ "ع.أ." يفكر في توسعة نشاطه ظنا أن هروبه من ملاحقات الشرطة طوال تلك السنوات بات "شهادة ضمان" له ومرافقيه بأن سقوطهم ومن ثم عودتهم خلف القضبان تارة أخرى درب من الخيال دون أن يدري بأن سقوطه على يد "العيون الساهرة" أضحى قريبا.
هناك في منطقة العباسية -مقر أكاديمية الشرطة القديم- بدت الأجواء غير عادية بقطاع الأمن العام -أحد جناحي وزارة الداخلية- اجتماع مغلق ترأسه مساعد وزير الداخلية اللواء علاء سليم؛ لمناقشة معلومات سرية رصدتها قوات الأمن عن أحد أخطر البؤر الإجرامية بصعيد مصر، يديرها هارب من سجن أبي زعبل عام 2011، وسط تداول إشاعة بين أهالي تلك البلدة بأنه بمثابة امتداد لـ"عزت حنفي".
توجيهات صارمة أصدرها اللواء علاء سليم لمساعديه بتشكيل فريق بحث رفيع المستوى تنسيقا مع إدارة البحث الجانئي بمديرية أمن أسيوط لرصد كل صغيرة وكبيرة عن تلك البؤرة وإعداد تقرير وافٍ عن الأوضاع هناك إيذانا باقتراب "لحظة الحسم".
جهود البحث والتحري توصلت إلى تمركز المتهم الرئيسي رفقة آخر بالجزر النيلية بالناحية الغربية من نهر النيل وقرية جزيرة الحواتكة بمركز منفلوط ليعطي مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام شارة البدء في الإعداد لمأمورية لتطهير تلك البؤرة تنفيذا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بفرض السيطرة الأمنية بمختلف أنحاء البلاد.
مأمورية مكبرة ضمت مفتشي قطاع الأمن العام وضباط إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن أسيوط ومجموعات قتالية تابعة لقوات الأمن المركزي، استهدفت مكان اختباء المتهمين. عقب الوصول للمكان واستشعار المتهمين بالقوات بادرا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية تجاهها، وبادلتهما القوات بالمثل لفترة ليست بالقصيرة حتى تم السيطرة على الموقف وإسكات مصدر النيران.
"المأمورية نجحت يا فندم".. بهذه الكلمات زف قائد المأمورية الخبر السعيد إلى غرفة العمليات التي كانت تتابع تطورات الموقف لحظة بلحظة.
وأسفر تبادل إطلاق النار عن مصرع المتهم الرئيسي "ع.أ." عاطل هارب من سجن أبي زعبل خلال أحداث يناير 2011 أثناء قضاء عقوبة السجن المشدد لمدة 15سنة فى قضية (قتل عمد)، وسبق اتهامه في 5 قضايا (قتل، سرقة بالإكراه، سلاح)، ومطلوب التنفيذ عليه فى حكم قضائى صادر ضده بالسجن المؤبد فى قضية (سرقة بالإكراه وقطع طريق)، ومطلوب ضبطه وإحضاره فى قضيتى (خطف مواطن، سرقة بالإكراه وسطو مسلح)، وعاطل سبق اتهامه في 8 قضايا ما بين (خطف، سرقة بالإكراه، سرقة) ومطلوب التنفيذ عليه في 3 أحكام قضائية صادرة ضده فى قضايا (خطف مواطن، سرقة وسلاح، سرقة تيار كهربائى) بلغت مدة العقوبة الصادرة ضده فيها بالسجن 13 سنة، ومطلوب ضبطه وإحضاره فى قضيتى (خطف مواطن، سرقة بالإكراه وسطو مسلح)، وعُثر بجوار جثتيهما على بندقيتين آليتين، 5 خزائن و60 طلقة.
دقائق معدودة انتشر خلالها الخبر كالنار في الهشيم، عمت الفرحة أرجاء المحافظة العتيقة وتحديدا "الحوطا الشرقية" مسقط رأس المتهمين، بعدما أنهت ملحمة رجال الشرطة رحلة هروب عنصر شديد الخطورة دامت 9 سنوات.
فيديو قد يعجبك: