إعلان

"هيكل عظمي أسفل البلاط".. ماذا حدث بين مهندس وصديقه بشقة بولاق منذ 5 سنوات؟

07:10 م الأربعاء 11 نوفمبر 2020

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

نصف عقد من الزمان، تلاحقت خلالها الأحداث والظروف على "قذافي". لم يستغرق الأربعيني في النوم طيلة تلك السنوات، رغم مغادرته محل إقامته في الهرم ماكثا في عروس البحر المتوسط. كابوس متكرر المشاهد يلاحقه كما تتوالى أمواج البحر العاتية حتى انكشف المستور في قضية تعد دربًا من الخيال.

منذ نعومة أظافره، جمعت علاقة صداقة وطيدة "قذافي" و"رضا". عوامل مشتركة عدة توطدت معها علاقة الصديقين حتى أنه لم يفترق الاثنان إلا بسفر الأخير إلى العمل بالمملكة العربية السعودية بعد تخرجه في كلية الهندسة.

رغم متاعب الغربة وقسوتها، لم ينس المهندس الحلم الذي لطالما جمعه ورفيق دربه بتأسيس مجموعة مكتبات والتوسع في الاستثمار العقاري. بدأ المهندس يرسل لصديقه تحويلات مالية دفعة تلو أخرى. وصل الأمر إلى عمل توكيل عام له؛ ليمنح "قذافي" الحق في التصرف بأمواله.

في أبريل من عام 2015، راودت الشكوك "رضا". وراح يبحث مع زوجته "شاكك في قذافي إنه بيسرقني". قرر صاحب الـ49 سنة السفر فجأة إلى القاهرة لحسم الأمر.

يوم الجمعة -منتصف شهر أبريل من نفس العام- أجرى "رضا" مكالمة هاتفية بزوجته طمأنها على وصوله أرض الوطن "قذافي جالي المطار ووصلني شقة بولاق".

وشرح المهندس الأربعين لزوجته ما سيقوم به في المساء "هنام شوية علشان تعب السفر.. ولما أقوم هقعد مع قذافي نتحاسب" قبل أن يخبرها "لو كل حاجة تمام هرجع خلال أسبوع.. لو غير كده هصفي حساباتنا وهلغي له التوكيل".

لم تدر الزوجة أنها ستكون آخر مكالمة، آخر مرة ستسمع صوت بعلها إلى الأبد. اختفى الزوج وانقطع الاتصال به وفشلت مساعي أشقائه في التوصل إليه فحرروا محضرًا بتغيبه.

لم تتوصل الشرطة إلى مكان المهندس المختفي. تم حفظ القضية دون حسمها لا سيما إقامة أسرة الضحية خارج البلاد.

لكن عالم الجريمة كما هو لا تتغير قواعده غير الخاضعة لأي منطق. بعد مرور 5 سنوات أعيد فتح القضية بعد ظهور أدلة جديدة كشفت عن المستور وأجابت عن السؤال الأهم "أين اختفى المهندس رضا؟".

داخل سجن الاستئناف دار الفصل الأهم من القضية اللغز. اكتشف رجال المباحث أن "قذافي.ف.ع." 49 سنة، مالك مكتبة، المحبوس على ذمة قضية نصب، انتحل اسم وصفة صديقه "رضا" 49 سنة، مهندس، والمبلغ بتغيبه في سنة 2015.

وشكل اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة، فريق بحث ترأسه العميد عاصم أبوالخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة؛ للوقوف على ملابسات الواقعة.

جهود البحث والتحري التي قادها العقيد محمد الصغير مفتش فرقة الهرم، والرائد هاني عجلان معاون مباحث الهرم، توصلت إلى أن المتهم وراء تغيب صديقه، إذ قتله ودفنه في شقته بشارع العشرين في بولاق الدكرور.

واعترف المتهم أنه قتل صديقه لتعثره ماليًا بالتزامن مع عودته من الخارج، وخشية افتضاح أمره قتله ودفنه بأرضية إحدى الغرف.

وتم استخراج هيكل عظمي خاص بصديقه من الشقة المشار إليها بحضور فريق من النيابة وضباط قسم الهرم تنسيقا مع الأمن العام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان