"اعتبريها سلفة هردهالك".. كواليس 90 دقيقة في جريمة "عروس العمرانية"
كتب - محمد شعبان:
طوال الأشهر السبعة الأولى للزواج، اعتاد العامل البسيط مغادرة منزله وقت الظهيرة قاصدا محل عمله على وعد بالحضور في المساء. لكن تلك الأمسية حملت خبرا غير سار.
مطلع الأسبوع الماضي، وتحديدا قبل غروب الشمس، حضرت ربة منزل تدعى "سميحة" لزيارة صديقتها "أسماء" بعد اتصال هاتفي جمعهما، اطمأنت معه على مغادرة الزوج.
90 دقيقة كاملة تبادلت خلالها الصديقتان طرف الحديث تخللتها إعداد "أسماء" كوب من الشاي لضيفتها.
سردت "أسماء" مخاوفها من تفكير بعلها في الانفصال عنها أو الزواج من ثالثة -كونها الزوجة الثانية- وتشكو "سميحة" من تردي أوضاعها المالية والاجتماعية.
تعاني "سميحة" من التفكك الأسري، 4 أطفال في مقتبل العمر تتولى مسؤولية تربيتهم وتوفير احتياجاتهم مع إقامة زوجها بعيدا عن منزل الأسرة وتحديدا في محافظة الشرقية.
لم تترد "سميحة" في اطلاع صديقتها على معاناة "الديانة" الذين يلاحقونها أينما خطت رحالها. تراكم الديون وعدم قدرتها على سداد الأقساط الشهرية يشكلان كابوسا مفزعا لها.
في نهاية الجلسة، طلبت "سميحة" من صديقتها إقراضها مبلغ مالي "اعتبريه سلفة هردهالك أول ما ظروفي تتحسن".
اعتذرت العروس لصديقتها "مش معايا دلوقتي بس هحاول اتصرف لك في المبلغ" ودلفت بعدها إلى غرفة النوم.
في طريقها إلى الغرفة، لمع بريق "الغوايش" الذهبية التي ترتديها "أسماء" في عين صديقتها.
تملك الشيطان من عقل "أم العيال"، لحقت بصديقتها وخنقتها مستخدمة "إيشارب" حتى تأكدت من وفاتها فاستولت على مصوغاتها الذهبية "الشبكة" وهاتفها المحمول وغادرت مسرعة خشية افتضاح أمرها.
في المساء، تلقى العقيد حسام السيسي، مأمور قسم شرطة العمرانية بلاغا من سائق بعثوره على جثة شقيقته "أسماء" بشقتها ملفوف حول رقبتها "إيشارب" ولا توجد بها إصابات ظاهرية وسرقة (مصوغاتها الذهبية- هاتفها المحمول) وعدم وجود بعثرة بمحتويات الشقة وسلامة جميع منافذها.
شكل العميد طارق حمزة رئيس قطاع غرب الجيزة، فريق بحث ترأسه العقيد محمد أمين مفتش فرقة الطالبية والعمرانية.
تحريات المقدم مصطفى كمال وكيل فرفة الطالبية والعمرانية، كشفت المستور في غضون ساعات. تبين أن وراء ارتكاب الواقعة صديقتها "سميحة" ربة منزل -مُقيمة بالعمرانية.
عقب تقنين الإجراءات، تمكن الرائد أحمد عكاشة رئيس مباحث العمرانية، ومعاونيه الرائد محمد نجيب والنقيبين عبد الرحمن محمدين وفواز حسين من ضبطها.
بمواجهتها اعترفت بارتكابها الواقعة، وقررت أن علاقة صداقة تربطها بالمجني عليها منذ عامين لدى ترددها على مركز للعلاج الطبيعي. ونظرا لعلمها بامتلاكها لمصوغات ذهبية عقدت العزم على قتلها وسرقتها.
وبتاريخ الواقعة توجهت إلى منزلها وعقب دخولها باغتتها وخنقها من الخلف باستخدام الإيشارب الملفوف حول رقبتها فأودت بحياتها واستولت على المسروقات وفرت هاربة.
وتم بإرشاد المتهمة ضبط جميع المسروقات لدى مالكي محلين (مصوغات ذهبية - هواتف محمولة) ومبلغ مالي من متحصلات بيع المسروقات.
فيديو قد يعجبك: