حب في الخفاء انتهى تحت الأرض.. حكاية الضحية الثالثة لـ"سفاح الجيزة"
كتب- محمد شعبان:
سيظل عام 2020 استثنائيًا في كل شيء. حتى عالم الجريمة لم يسلم من تلك الاستثناءات. طل علينا من نافذته القبيحة بإحدى أكثر الجرائم تعقيدًا. رجل استباح دماء أبرياء خاصة نساء جمعته وإياهن علاقات عاطفية أو رسمية "زواج".
"مزق دفاترك القديمة كلها".. لم يفطن "قذافي" لما قاله الشاعر هشام الجخ في قصيدته الشهيرة. فشل الأربعيني في أن يخبئ قصائده الحمراء بلون الدم. ظلت جرائمه تلاحقه طيلة 5 سنوات حتى تكشفت. انفرط العقد؛ لتسقط حباته إحداها تلو الأخرى؛ ليصل عدد ضحايا "سفاح الجيزة" أو "العراف" لـ3 جرائم (رجل-3 سيدات).
بعد أن كشفت إدارة البحث الجنائي بالجيزة برئاسة اللواء محمود السبيلي لغز اختفاء مهندس وسيدة في شهري أبريل ويوليو من عام 2015. جاء الدور لكشف النقاب عن لغز اختفاء ثلاثينية في ظروف غامضة.
في غضون شهر فبراير عام 2015 التحقت "نادين" بالعمل بمكتبة ملك "قذافي"، في ذلك التوقيت، كان "قذافي" على علاقة بشقيقة نادين "فاطمة" لكنه لم يكتفِ بذلك، وعمد إلى الإيقاع بشقيقتها أيضًا.
نصب مالك المكتبة شباك الحب والغرام على الفتاة الثلاثينية؛ لتنضم إلى قائمته الغرامية.
بمرور الوقت أخذت العلاقة منعطفا خطيرًا. تجاوز الأمر تبادل الكلام المعسول والقبلات بعد وعد قطعه "قذافي" على نفسه بإتمام زواجه من "نادين".
مع اقتراب موعد عقد قران "قذافي" على "فاطمة" هددته "نادين" بفضح أمره فعقد العزم على التخلص منها وقتلها.
مطلع عام 2016، استدرج صاحب الـ45 سنة - آنذاك- الفتاة الثلاثينية إلى شقة بشارع العشرين بدعوى قضاء وقت ممتع معًا لكن الغدر كان يلوح في الأفق.
اختار "قذافي" مسرحًا جديدًا لجريمته الثالثة بعد قتله لصديقه المهندس "رضا" في شهر أبريل 2015، وزوجته الأولى "فاطمة" في يوليو من نفس العام. فاختار شقة مقابلة لتلك التي دفن فيها الجثين.
ما إن أغلق "قذافي" باب الشقة وباتت الظروف مناسبة. شرع في تنفيذ خطته الشيطانية. خنق "نادين" ودفنها بملابسها بإحدى الغرف.
أوهم "قذافي" أهل "نادين" بهروبها مع أحد الأشخاص للعمل بمجال التمثيل والإعلانات خارج البلاد.
4 سنوات ظلت جريمة "قذافي" طي الكتمان حتى كشفت الصدفة جريمتي قتله لصديقه وزوجته؛ ليتحول إلى مادة خصبة للبحث والفحص من قبل رجال المباحث.
أثناء فحص رجال المباحث للأوراق التي تخص "قذافي" ومطابقتها ببلاغات التغيب التي ارتبطت به، تم الكشف عن جريمته في حق "نادين".
واجه ضباط الشرطة المتهم بالتحريات فما كان منه إلا أن أقر بفعلته الشنعاء وأدلى باعترافات تفصيلية بجريمته.
مفارقة غريبة كشفتها تحريات العقيد محمد الصغير مفتش فرقة الهرم، والرائد أحمد عصام، إذ تبين أن المتهم "قذافي" تزوج من سيدتين تحملان نفس الاسم "فاطمة".
جهود البحث والتحري التي قادها الرائد هاني عجلان والنقيبان محمد سعودي وكريم عليان معاونا مباحث الهرم، توصلت إلى أن "نادين" هي شقيقة زوجته "فاطمة" بخلاف الأخرى التي قتلها ودفنها بكامل مصوغاتها الذهبية.
مساء اليوم، اصطحبت مأمورية المتهم إلى سرايا النيابة لسماع أقواله، ومن بعدها إلى مسرح الجريمة الثالثة؛ لاستخراج جثة القتيلة "نادين" ونقلها إلى مصلحة الطب الشرعي.
المحطة التالية لسفاح الجيزة ستكون منطقة العصافرة بمحافظة الإسكندرية؛ لاستخراج جثة فتاة جمعتهما علاقة عاطفية، إذ خنقها ودفنها بملابسها داخل مخزن.
فيديو قد يعجبك: