جريمة عزبة الورد| اعتذرت له الزوجة فقتله الزوج: "امسحها فيا أنا"
كتب - صابر المحلاوي، وسامح غيث:
استشاط "عادل. أ"، 35 سنة، عاطل، غضبًا، بعدما اشتكى "حسن. م"، لزوجته من إلقاء الأول مياها أمام محل التنجيد الذي يمتلكه الثاني، في عزبة الورد بمنطقة المعادي: "ينفع الحركات اللي جوزك بيعملها دي"، فاعتذرت الزوجة للشاب الذي لم يتجاوز الـ35 من عمره: "حقك عليّ يا حسن امسحها فيا أنا".
وحين سمع العاطل زوجته تتأسف، تعدى عليها بالضرب والسب، وبعدما انتهى دخل بيته وحمل سلاحه "مطواة" وتوجه نحو "حسن" وطعنه في صدره ليقع في الشارع غارقا في دمائه أمام الأهالي.
ما إن علم الأبُ بتعدى المتهم على ابنه الوحيد في الشارع، حتى حمل عصا خشبية وتوجه نحوهه، وتعدى عليه بالضرب، فأصابه في رأسه، فتوجه المتهم إلى قسم الشرطة قبلهم وحرر محضرًا ضد الأب ونجله، لكن هناك اكتشف وفاة "حسن".
القتيل شاب في العقد الثالث من عمره، متزوج ولديه طفلان "ولد، وبنت"، استأجر محلا في الشارع الذي يقطن به منذ 5 سنوات، ويعمل في التنجيد، تلك المهنة التي عمل بها مع والده منذ نعومة أظافره، ومنذ استئجاره المحل اعتاد "عادل" مضايقته، بالسب والشتم، وآخر مرة كان بإلقاء عادل مياها في المكان الذي يفرش فيه المجني عليه القطن.
مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى التاسعة صباح الخميس قبل الماضي، حركة المارة متراجعة في ظل طقس بارد يصل إلى الصقيع، قطع هدوء المكان صوت "عادل"، موجهًا الشتم والسب للمنجد، وألقى الماء أمام محله.
لم يمر على "حسن" سوى دقائق على بدء عمله، داخل المحل، "يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم"، خرج الشاب من محله وتوجه نحو البيت لمعاتبة جاره، لكن زوجة الجار كانت أمام المنزل فاشتكى لها على ما فعله زوجها "ينفع اللي جوزك بيعمله على الصبح ده".
لم تجد الزوجة كلاما يقال سوى الاعتذار "معلش يا حسن امسحها فيا أنا"، وفور مغادرة صاحب المحل للمنزل خرج "عادل، وتعدى على زوجته أمام المارة على تأسفها له".
وجه المتهم مرة ثانية الشتائم لـ"حسن"، وتبادل الاثنان الحديث الذي بدأ بوتيرة هادئة قبل أن تتأزم الأجواء بمشادة كلامية حادة وتراشق بالألفاظ تطور إلى اشتباك بالأيدي لدى إصرار "عادل" على التعدي على "حسن".
دخل المتهم منزله مسرعًا وحمل مطواة، وتوجه نحو "المنجد" وانهال عليه بطعنة في الصدر، سقط على أثرها "حسن" على الأرض غارقا في الدماء.
على الفور قام الأهالي ومن حضر الواقعة بحمل الشاب، وتوجهوا به إلى المستشفى لإنقاذه، لكن قد فارق الحياة قبل وصوله للمستشفى.
"يا عم محمد عادل ضرب ابنك في الشارع وعوره وناس نقلته للمستشفى"، أحد الأهالي توجه مسرعًا إلى منزل الضحية لإبلاغ الأب بما حدث، فحمل عصا خشبية وتوجه نحو المتهم وتعدى عليه بالضرب، وبعدها توجه إلى المستشفى للاطمئنان على نجله: "كنت مفكره متعور تعويرة خفيفة" قال الأب.
"حسن كان مثالا للأخلاق والاحترام، عمره ما أذى حد، يحاول أن يجعل الجميع في سعادة بابتسامته المعهودة، حتى اشتهر بين الناس بالغلبان".. قالها عم إبراهيم، جار المجني عليه، قبل أن يكمل: "عمره ما شرب سيجارة، كان بيشتغل ليل ونهار مع والده في التنجيد عشان يكسب بالحلال".
يُشيح "عم إبراهيم" برأسه في اتجاه شقة المجني عليه، قبل أن يتابع: "منه لله عادل كان سليط اللسان، وصاحب سيجارة، وكان مؤذي، قتل حسن من غير ذنب".
وعن يوم الواقعة، قالت شقيقة "حسن" إن "عادل" اعتاد على التشاجر وافتعال المشاكل من أجل مغادرة شقيقها محل عمله، مشيرة إلى أن شقيقها حاول انهاء المشاكل لكن بائت كلها بالفشل، حتى قام المتهم بإلقاء مياه مكان وضع البضاعة، وبعدما اعتذرت الزوجة تعدى عليها المتهم، وقتل شقيقها.
توجه المتهم إلى قسم الشرطة؛ لتحرير محضر ضد الشاب ووالده، إلا أن هناك علم بوفاة الشاب، وألقى القبض عليه، وحرر محضر بالواقعة، وأحيل إلى النيابة العامة، لمباشرة التحقيق.
واختتمت شقيقة المجني عليه حديثها: "والدي أجّر محل تاني في المعادي لاستكمال أعمال شقيقها الوحيد.. إن شاء الله حق أخويا هيرجع والقضاء عادل، منه لله المتهم".
فيديو قد يعجبك: