معاتبة انتهت بجريمة.. مراهق يقتل "رب أسرة" في نهار رمضان بالجيزة

كتب - محمد شعبان:

لم يدر الرجل الثلاثيني أن معاتبته لفتى يقود مركبة "توك توك" سيكتب الفصل الأخير من حياته على مرأى ومسمع من قاطني العمرانية بعدما تلقى 3 طعنات أردته قتيلا في نهار رمضان.

يوم الجمعة الأول من مايو الجاري، خرج "أبو حمزة" لشراء طلبات المنزل رفقة أحد أفراد عائلته، قادته قدماه إلى شارع العامل المتفرع من شارع مستشفى الصدر المزدحم بالمارة ومركبات ذات ثلاث عجلات "توك توك" الذي كان مسرحا للمشهد الختامي في حياته.

على ضجيج أغاني المهرجانات، يتراقص صاحب الـ17 ربيعا بعجلة قيادة "توك توك" مروعا المارة من رجال وسيدات، شيوخ وصغار، ضاربا بكل الأعراف والتقاليد عرض الحائط.

"يابني عيب كده.. الشارع له حرمة.. احترم الناس".. بهذه الكلمات عاتب العامل البسيط الفتى بعدما صدمه بـ"التوك توك" قيادته فجاء رد الأخير "مش تحاسب.. كسرت المرايا" كما لو أنه السبب.

مشادة كلامية لم تستمر سوى دقائق، حاول خلالها الثلاثيني الدفاع عن مرافقه، فما كان من قائد التوك توك إلا إشهار سلاح أبيض من طيات ملابسه مسددا له 3 طعنات نافذة في الصدر أردته قتيلا في الحال.

توقفت مؤشرات ضبط الوقت لدى سقوط أب لطفلين في مقتبل العمر على الأرض جثة هامدة تسيل منه الدماء، ذهول وصدمة انتابت المارة، صراخ وعويل السيدات كان سيد الموقف، بينما همَّ "القاتل الصغير" للفرار خشية ضبطه.

بالانتقال إلى قسم شرطة العمرانية، وصل للتو الرائد محمد نجيب معاون أول القسم، مكتبه عائدا من جولة تفقد خلالها الحالة الأمنية بعدد من المناطق بنطاق دائرة القسم، ألما في أخذ قسط من الراحة قبل موعد الإفطار إلا أن رنين اللاسلكي القابع أمام مكتبه كتب سيناريو

مغاير.

انطلق معاون مباحث العمرانية إلى مسرح الجريمة تنفيذا لتوجيهات العقيد محمد أمين مفتش فرقة الطالبية والعمرانية والمقدم مصطفى كمال وكيل الفرقة. الصورة بدت واضحة منذ اللحظة الأولى لوصوله، مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة، انتهت بمقتل الضحية على يد سائق توك توك

ايحرم طفلين من أبيهما.

في أقل من ساعة، ألقى رجال المباحث القبض على المتهم "17 سنة" الذي أقر بجريمته وأرشد عن الأداة المستخدمة، ليتم عرضه على النيابة العامة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات؛ تمهيدا لإحالته إلى المحاكمة الجنائية.