سر الخطة الشيطانية.. "سيد" يُضحي بأخيه "نور" ويتركه يموت حرقًا من أجل العشيقة
كتب - صابر المحلاوي:
قرر "سيد سامي" التضحية بأخيه من الأم "نور" بدلا منه، بعدما أبلغته عشيقته بخطة طليقها الذي لا يعرف شكله، ويعرف فقط أنه سائق توك توك لاستدراجه وقتله بعد معرفته بما بينهما؛ فتقمص دور الحمل، وطلب من أخيه النزول للعمل على التوك توك الذي تمتلكه عشيقته، فسقط الضحية في فخ انتقام طليق الزوجة؛ حيث أحرقه حيا؛ ليموت بدلا من "سيد".
لم يكن يعلم "نور" خطة أخيه الذي هرب من انتقام الزوج السابق، واستقل الـ"توك توك" ليجني إيراد اليوم ويقتسمه مع صاحبته كما يفعل "سيد".
في تمام الساعة العاشرة صباحًا من يوم الواقعة، جلس المجني عليه على مقهى رفقة زوج شقيقته "أبوإسلام" بعدما فقد الأمل في عمله اليومي، "أخوه سيد اتصل بيه، وقاله تعالى لقيت لك شغلانة النهاردة على التوك توك اللي شغال عليه بـ120 جنيه، ما كدبش خبر جري علشان يلحق الشغلانة علشان البيت ما فيهوش جنيه".
مرت عدة ساعات على عمل نورالدين، قبل أن يأتي "طليق عشيقة أخيه" له، قائلا: "وصلني الرشاح يا أسطى"، لم يكذب السائق خبرًا واستعد لرحلة عمل جديدة، لكن المتهم سحب سلاحًا أبيض كان بحوزته "مطواة" مسددًا له طعنة في جسده "اطلع من غير صوت لأموتك".
لم يجادل نور الدين كثيرًا، تحرك مع "عمر" الذي قاده إلى منزله بمنطقة الطوابق، وأجبره على الصعود إلى شقته وقيده في كرسي خشب، وقال له "الخاين ديته الموت".
بصوت متحشرج تقطعه الدموع تارة والصمت أخرى، ظل "نور" يترجى المتهم؛ ليتركه لطفليه، لكن "عمر" سكب عليه البنزين وأشعل النار به، بعد أن تأكد المتهم من وفاة الضحية اتصل بقسم الشرطة: "ألو أنا قتلت واحد وأنا مستنيكم في الشقة تعالوا خدونا".
"سيد كان عارف إن المتهم متربص له وهيقتله عشان كده طلّع أخوه بداله"، قالها "عم سيد" أحد أقارب المجني عليه، لـ"مصراوي" من داخل منزل الضحية ببولاق الدكرور جنوب محافظة الجيزة. مضيفا: "عشيقته اتصلت بيه يوم الواقعة وقالت له طليقي عمر عرف اللي بينا وحالف ليقتلك، عشان كده طلع أخوه مكانه".
وتابع الرجل الأربعيني: "صاحبة التوك توك كانت على علاقة بسيد، ومن سنة طلبت الطلاق من جوزها علشان يخلالها الجو معاه، وبعد فترة من العلاقة غير الشرعية بينهما، حدثت مشادة بينه وبين أسرته اللي طالبته بتركها إلا إنه لم يسمع كلامهم".
توقف الرجل قليلا قبل أن يسترسل: "اتحايلنا عليه كتير يبعد عن الست دي؛ لإنه متجوز وعنده عيل ومراته حامل، فكان بيقول إنه بيحبها وهي صاحبة الفضل عليه ومخلياه يشتغل على التوك توك بتاعها".
جلس "أبوإسلام"، زوج شقيقة نور الدين، رفقة طفليه "المعاقين"، لا يشغل باله سوى سؤال واحد: كيف لأخ أن يفرط في أخيه بتلك السهولة، ويقف ثابتًا بهذا الجبروت؟
يتذكر "أبوإسلام" الفترة التي كان يبحث فيها "نور" عن عمل قبل وفاته، "كان أرزقي وكان بيصرف على معاقين، وما كنش حامل هم أي حاجه غير بكرة هيجيب قوت يومه منين، ولما مات ساب كوم لحم، لا معاش هيتصرف، ولا حتى دخل من أي مكان، مش عارفين مين هيصرف عليهم، مالهمش حد غير ربنا؟!".
استمرت القضية 8 جلسات داخل محكمة الجيزة، لمدة 11 شهرًا يحضر "عمر" في الصباح الباكر، وتأتي أسرته لإعطائه الطعام والشراب ومواساته.
وفي النهاية، حكمت المحكمة حضوريًّا على المتهم بالإعدام شنقًا لا تهامة بالقتل، وهو يقبع حاليًا في السجن، حتى يتم نقض الحكم أو تنفيذ الإعدام.
فيديو قد يعجبك: